حياتك بائسة

88 19 10
                                    

Part 13

فتح مورتن بابً خشبياً ليجد والده يجلس على مكتب كبير و سط الغرفة زجاجية الجدران  ، فتاتان تجلسان وتلعبان بهاتفهما على أريكة قرب الوالد و هو منشغل باوراق عمل بيده ، رائحة عطر حادة و رائحة سجائر تحاوط المكان .

عندما رأى الوالد إبنه أمر الفتاتان أن تذهبا ورمى المجلد من يده ليقف أمام ولده ، عجوز ذو حواجب كثيفة و شعر اسود ذو تصفيفة معتدلة إلى الخلف ويرتدي قميص اسود حريري على قلادة ذهبية و هناك وشوم كثيرة على رقبته وذراعيه تجعل منظره شيطانياً أكثر مما هو عليه ، بنطال أبيض طويل وحذاء جلدي ملمع مع بعض الأكسسوارات الرجالية في ذراعيه .

ضحك بانفاسه المليئة بدخان السجائر و تقدم نحو ولده فأمسكه من ذراعيه "ها قد عدت"
بقي مورتن صامتاً و قد بدا عليه الأنزعاج من رائحة والده ليضحك الاب ويقول "ماذا اتحتاج المال ، علمت إنك ستأتي في النهاية"
سحب مورتن ذراعيه من والده بسرعة و عقد حاجبيه لينظر لوالده بتحديقة منزعجة للغاية ...

"لست هنا لأجل مالك ، اخبرتك مسبقاً انا لا اعترف بك ابداً ... وانا مستعد ان أموت من الفقر على طلب شيء منك"

اثارت كلماته غضب كلانكوف العجوز فضرب أشياء على الطاولة ليسقط زجاج على الارض و يتحطم "أنت ولسانك البذيء سأقتلك ستموت على يدي"
"ههه أراهن إنك تتمنى ذلك ، لكن مع الأسف لاتستطيع قتلي لأن الصفقات التي عقدتها مع الكثير من الشركات ستلغى ، لن تكون محل ثقة بعد الآن"

رفع العجوز أصبعه السبابة نحو  مورتن مهدداً اياه و رمى اشياء اخرى فتقدم و مسك مورتن من فكه بعنف ليقول الفتى بنبرة ضاحكة
"اتعلم ... لست وحدك من تستطيع رفع إصبعك نحوي اعني _"

اغاظ مورتن والده برفع إصبعه الأوسط ، أجزاء من الثانية حتى بدىء دمه يغلي ربما فعلياً فضرب مورتن على وجهه وقال "الا تخاف يا ولد"

بصق مورتن دماء من فمه ومسح حافة شفاهه التي نزفت واعاد نظره لوالده فقال "انت تغضب بسرعة"
"انت عار ... انت يجب تربيتك" تحدث العجوز بصوت عالي ومنزعج .

"لماذا انت هنا ؟" قال هذا وهو يعود ليخرج سجارة ويجلس على حافة الطاولة حيث الاشياء مبعثرة على الأرض .
"اخرج الاطفال ، ماذا تفعلون بهم ؟ اراهن على إنك ستدخل الجحيم بافعالك هذه"

"كيف عرفت بأمر الأطفال يا ولد" قال هذا والسجارة بفمه ويبدو إنه اصبح اكثر هدوئاً لسبب ما . بقي مورتن صامتاً ينتظر إجابة ...

"لأجل قوة الخلود" قالها بصوته المبحوح و هو يحدق بعينيه بشدة نحو مورتن كانه يتحدث عن إنتصار أو فوز لم يشهده التاريخ !

"أنت لايمكن أن تكون اقذر من هذا لقد إنتهيت من ألاعيبك ..."
"لو عدت لي وعملت معي سأكافئك بهذا القوة ايضاً ، أعني أنظر للجانب الأيجابي يا ولد ، سوف لن تحتاج لان تتنفس أو تنمو ! سيكون العالم ملكنا"

"هذا مقرف انت قاتل ، لايمكن أن تكون جيداً ابدا"
وضغ ذراعيه على راسه بياس وقال "حياتك بائسة لماذا ترغب بالخلود"

خرج مورتن بغضب بعد أن قال كلماته تلك .

............

عند لارانكا

عندما إخترق سيفي وسطه تحركت يده اليسرى بياس ليغرس إبرة صغيرة في كتفي الأيسر فسقطت على الارض ، متأكدة إنه مات بعد ثواني من حركته فكان جزء صغير من عيناي باتجاهه وانا اذهب للاواعي .

فتحت عيناي لأرى إمرأة كبيرة بعض الشيء ربما بالاربعين من العمر تمسك كتفا و بيدها زجاجة ماء نحوي !

دفعت يدها بصعوبة وقلت "من أنت"
"آه لاتقلقي عزيزتي إشربي بعض الماء"
يبدو إنها لاتعرف من انا ! نظرت حولي لأجد الجثة قربي ... كان ميتاً بدون حراك .
سالتني بلسان لطيف "هل انت متدربة هنا ؟ يبدو انك جديدة لا بأس عزيزتي"

قلت وقد بدأ مفعول المخدر يختفي "هل ... هو ميت؟"
نظرت لي بتعجب وقالت "من تقصدين؟"
اشرت نحو جثة الرجل اردتها ان تتاكد قد يقوم بحركة ما ويؤذينا ، ربما ليس ميتاً .

نظرت حولها ثم اعادت مساحة رؤيتها نحوي وقالت :"ليس هناك احد يا عزيزتي ما بالك"
قطعت انفاسي وتجمدت مكاني ليس بسبب المخدر بل إنه امامها لكنها لم تنظر نحوه حتى ! ربما لاتراه فعلاً مابالها .

قلت "الجثة هناك تماماً!"
ضحكت وقالت "هل انت جائعة!"
دخل اصدقائي واحداً تلو الأخر ولمحت الكامرات أعلى الدرج مطفئة لا إشارات حمراء داخلها ... قاما رفيقانا بعمل جيد في إيقاف اجهزة المراقبة .
اشرت لروز بان هذه المراة ليست خطرة فانزلوا اسلحتهم و ركضوا نحوي .

"إنها حتماً تعاني من شيء في دماغها ، إنها لاترى الجثة او تتجاهلها لا اعلم"
لطخ رفيقنا والذي إسمه (بين) يده بالدماء قليلاً واشارها نحوها كانت مبتسمة نحونا وتسالنا إذا كنا جائعين ، لم ترى شيئاً غريباً حتى في تصرفاتنا !
قال بين "إنها حتماً مصابة براسها"

دفعته روز وقالت بصوت صارم "أتركها"
وقفت وذهبت بدون اي كلمة وخرجت وهي تبتسم ... وقفت ووضعت راسي على الباب لأسمع ما تقوله وهي تعبر الرواق حيث يجلس بعض الحراس "هل انتم بخير يا رفاق"
لم يجبها احد لكنهم بدؤا يضحكون على كلامها ويقولون "انت مجدداً ، عقلك مريض ههه"

لم يبدو عليها ذلك الكبر فلماذا تعاني من شيء في عقلها ! حسناً أعرف إن مشاكل العقل لاتقتصر على الكبار لكن ماقصتها حقاً ؟

ذهبنا واحداً تلو  الآخر للطابق الثاني .

......يتبع

Beautiful mess- فوضى جميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن