نهاية كاليجولا المأساوية

57 15 17
                                    

Part 33

سمعت صوتاً هامساً يقول :
"لارا ... إقفزي بالأتجاه الآخر من الحفرة"

الضباب يمنعني من رؤية المتحدث لكن أعرف إنه قريب في بقعة ما .

أخذت نفساً طويلاً و عادت نظري خلفي لأرى كاليجولا يقف ويبتسم بأنتصار و على الأرض شخص ميت !

"لاتقلقي إنه ليس أنا ، هذا شخص شرير"
قال الصوت الهامس في أذني من بعيد لألتفت نحوه لكن مجدداً لم ارى أحداً .

يظن كاليجولا إنه قتل مورتن ، يجب ان لا أضيع أي لحضة بالهرب .... ركضت لأبتعد عنه قدر إستطاعتي لكن ؟... السلسلة في يديه ! إنه ما يزال يمسك بي !

حاولت سحب نفسي منه والابتعاد اكثر لكنه بالمقابل سحبني نحوه بعنف وقال "لقد مات رفيقك إلى اين تظنين إنكِ ذاهبة ؟"

"اللعنة عليك" قلت هذا بغضب لكنه تجاهلني وجلس جلسة القرفصاء ليرفع غطاء راس الجثة على الارض ، كان شخص آخر !
إنه أحد حراس الزنزانة ... ولكن شيء غريب معلق في رقبته عدا إختراق السكين لها .

كان يرتدي قلادة على شكل افعى تحاوط رقبته بشدة ، إنه نوع من أنواع السحر ! ما هذا يا مورتن مع ماذا ومن أنت تتعامل ؟

لم أهدر لحضة أخرى بل قمت بتوجيه ضربة بقدمي نحو وجهه حين كان مصدوماً من رؤية صديقه .

في اللحظة التي رميته بها بلكمة لم يترك السلسلة بل أتاح لي فرصة سحب السكين من رقبة الجثة الهامدة أمامنا .

سحبت السكين بأسرع ما عندي و بكل جزء أحمله من غضب وحقد قمت بقطع يد كاليجولا التي تمسك بالسلسلة ، هربت من بين شفاهي زمجرة اثناء تحركي.

صدم من فعلتي و صرخ بغضب ليقف و يشدني من شعري باليد السليمة قبل أن أتحرك من مكاني أو حتى قبل أن تتفجر ذراعه كصنبور دماء .

كان سيقتلني لولا إن السكين ما تزال بين يداي .
"فلتذهب للجحيم ... يا كاليجولا"
قلت هذا و قطعت يده الأخرى -حيث المعصم- التي تسحب شعري بقوة ، حاول مراوغتي حين علم ما افعل لكنه مد الذراع الخطأ لأنقاذ نفسه ، الذراع التي ليس بها ذراع مما جعل صده لهجومي بدون فائدة حقيقية .

رفع حاجبيه نحوي بتعجب وقال بصوت يخلو من القلق او الالم "لقد كنت أنا من يجب عليه قطع كفيكِ لكي تصبحي زوجة مطيعة !"
كانت عيناه باردة و خالية من المشاعر .

كانت دمائه تتناثر في وجهي في تلك اللحظة ... الآن ركضت نحو الحفرة بأمل أن انجح بالقفز فوقها لأتجاوزها ، مايجعل الامر صعب هو وجود الضباب لكن ما تزال لدي الشجاعة لفعلها فكل ما يجول في ذهني الآن هو الهرب .

ركضت لأشعر بكاليجولا يحاوط خصري بمعصيه عديما الكفين .
"إذا كان احد سيموت اليوم فسوف أفضل كلانا"
قال هذا ليسير نحو الحفرة التي فجأة أستوعبت أنها تحوي حيوانات مفترسة داخلها فصوتهم الحاد بدأ يصل أذناي كلما تقربت .

"لارا إنخفضي" قال هذا الصوت من بعيد لأفعل مباشرةً .

عند إنخفاضي نحو الأرض تملصت من كاليجولا لكن لا أظن هذا ما يهم لانه كان يقصد إن شيئاً سيضرب كاليجولا .

كانت حجرة قبيحة الشكل و متسخة قد ركمت راسه ليسقط في الحفرة !

ركضت و نظرت داخل الحفرة لأراه يتلوى من الألم وقد بداء جزء من راسه يذوب ! كانت الحيوانات المفترسة تنظر نحوه بخوف ... تلك الصخرة تذيبه بالكامل و تفتت لحمه !!.

عدت للوراء ثم ركضت لأقفز فوق الحفرة مودعة كل هذا خلفي ، هذا الصراع الذي دام وقتاً طويلاً ، أسوء ثلاث ايام في حياتي .

قفزتُ بنجاح لأركض للأمام فسمعت الصوت مجدداً "لم يكن هناك داعي لان تقفزي بعد ان مات كاليجولا ، كنتِ تستطيعين العبور حول الحفرة فقط" قال الصوت بقهقهة لاجيبه بانزعاج "وما ادراني ما سبب القفز حتى"

بعد ذلك بثواني ظهر مورتن يحمل مفتاحاً ! وقد إنقشع جزء كبير من الضباب و السماء كانت مضيئة بشدة .
تقدم نحوي قام بفك السلاسل عني اولاً  ثم عانقني عناقاً عاطفياً لم أحصل عليه من قبل أبداً .

دام عناقنا دقيقة كاملة تمنيت ان يستمر اكثر من هذا لكن مايزال المكان خطر جداً علينا .

إبتعد عني لينظر في عيناي ويقول "إيوو انت متسخة إبتعدي عني"
ضحكت و عاودت عناقه لأجعل ثيابي التسخة تلتصق بثيابه ثم إبتعدت لأقول "أنظروا من يتكلم ، من الأفضل لك ان تغلق فمك أحمق"
ضحت بشدة على جملتي تلك لأضحك معه .

نظرت حولي بتعجب وقلت "أين الجمهور الذي كان سيشاهد !"
إبتسم وقال "لم يكن هناك احد فعلياً إلا انت و كاليجولا و تلك الكائنات المفترسة"

دهشت من كلامه لوهلة ثم قلت
"إذا اعتقد إني سأحتفظ بسكين كاليجولا كتذكار" قلت هذا وانا اضع السكين بجيب بنطالي الخلفي

"واو أنت لا تنبهرين بسهولة ، لقد حصلت على المساعدة من فتاتين من هنا ، إحداهما إسمها إيريزا وهي من قامت بهذه التعاويذ السحرية"
قال هذا وهو يسحبني لنسير خارج هذا المكان ، "ولقد تسببت بقتل واحدة منهما .... والآن قمت بقتل قائدهم الذي يستحق ما حصل له ، لكنهم ساعدوني لذا هذه خطأ ، لن تغفر لي إيريزا أبداً"

"لاتعلم ربما قد خلصت هذه القرية من قائدٍ ظالم"
أومئ بنعم ، أعرف إنه في داخله يتمنى أن يكون كلامي صحيحاً لكن حتى انا نفسي لا أعرف كيف أتخلص من شعور تأنيب الضمير .

خرجنا بعد سير نصف ساعة لنصل لبركة .
رمى مورتن حقيبة من ضهره و خلع التي شيرت خاصته
"لنقفز و ننظف انفسنا" قال هذا ليقفز قبل ان يسمع اي رد مني .
وقفت لوهلة بصمت ثم قلت "حسناً"

أخرجت السكين من جيبي و رميته على الأرض و قفزت بدوري .

كانت المياه باردة لكن لم تدهشني لأنني كما العادة أستحم بماء بارد كجزء من روتيني اليومي .
خرجنا بعدها لنجلس على حافة صخرية و ندردش حول أمور عشوائية .

.........يتبع

Beautiful mess- فوضى جميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن