نزلت مي تشتري بعض الاشياء الخاصة للمنزل كما اخبرتها عمتها لكنها كانت تشعر بالضيق تتمنى أن تبكي و تجد أحد يسمعها و يضمها داخل حضنه، يحتواها بكل تفاصيلها، حزنها، اوجاعها يفعل كل كا لديه لاجل سعادتها، لكنها اصبحت تشك أن ياتي يوم و تفرح بعدما موت والديها و هي قد نست الفرح تمامًا، فجاءة خرجت من دوامة افكارها عندما وصل صوت شخصًا ما يهمس بأسمها يستوقفها، التفتت لتراه وجدته هو لم يكن سواه ليث، اقتربت منه رافعة سبابتها في وجهه و هي تتأفأف عدة مرات،و اردفت بحدة
:- لو سمحت احترم نفسك مش كل ما انزل هتعمل كدة، لو محترمتش نفسك انا هخليك تحترم بالعافية انتَ فاكرني ضعيفة مش هعرف اقفلك و لا إيه؟رد عليها سريعًا، و هو يحرك رأسه يمينًا، و يسارًا دلالة على النفي، ينفي ذلك الحديث الذي لم يعجبه قط
:- لا طبعا قطع لسان اللي يقول عليكي كدة، قوليلي مين اللي قال كدة، و انا اروح اقتلهولك هو انتِ في زيك اصلا.لم تنكر أن شفتيها قد انفرجت في دلالةٍ على بسمة خفيفة رائعة تنبع من داخلها بصدق، ارتسمت فوقهما لكنها سرعان ما محتها، و هي تغمغم قائلة له بصرامة، و جدية لم تليق بوجهها البرئ
:- لا بص احترم نفسك شغل إنك، تجر ناعم دة انساه، و انا استحالة ابقي من اللي أنتَ تعرفهم، و عم شكرى على فكرة بينده عليك؛ لأن المحل اتملى الزباين و ناس، اتفضل روح و انسي اللي بتعمله؛ لأن أنا عارفاك، و فهماك كويس و كويس اوي كمان.
انهت جملتها، و استدارت مرة أخرى، توليه ظهرها؛ كي تذهب و تكمل طريقها، لكنه أردف قائلًا لها بصوت مسموع بعض الشئ؛ كي يصل إلى مسامعها
:- طب دخلي شعرك من الطرحة عشان باين، و انا مش هستحمل إن حد يشوف لونه المميز.
أردف جملته، و عاد مرة أخرى يدلف متجها نحو المحل الذي يعمل به، هو كان يتمنى أن يعلم لماذا وجهها حزين و عينيها دامعة؟
لم يستطع منع نفسه من تجاهل هيئتها البادي الحزن عليها بإتقان؛ لذلك ذهب نحوها، استمع صوت عم شكري و هو يردف قائلًا له بخبث، و هو يغمز له بإحدي عيناه
:- أيه يا سي ليث مش اطمنت عليها هنكمل شغلنا بتركيز بقا، و لا لسة لما تتأكد انها رجعت البيت.شعر بالحرج، لكنه تمتم يبرر له الأمر و هو يشعر بتوتر ينبض بداخله
:- لا مش كدة، أنتَ فاهم غلط انا كنت بسألها على حاجة معينة، هستناها ليه يعني؟_و عينك اللي كانت متعلقة على الباب، و كل يزم في الراحة و الجاية بتسأل على حاجة.
رد عليه بتهكم و مزاح، قبل ان يواصل حديثه بجدية و هدوء
:- شوف يا ابني انا بحبك و ربنا يعلم اني بعتبرك زي ابني بس مينفعش كدة لازم تاخد خطوة جد، هي شكلها منفضالك و الشغل دة مش عاجبها لكن لما تلاقيك داخل جد مش هترفض.اجابه بتردد، و نبرة مهزوزة، قلقة بالفعل يخشي نتيجة ذلك الفعل
:- تفتكر هتوافق، يعني انا لسة مجهزتش حاجة اوي، مستنى أخلص كل حاجة.اوما برأسه بتاكيد،و ابتسم في وجهه بإطمئنان بعدما راي هوفه الواضح في عيونه
:- لو كويسة و بنت ناس هتوافق و لو موافقتش بس انت شايف انها تستاهل يبقي متيأسش و حاول مليون مرة.همهم ليث يجيب إياه لكن قبل أن يتحدث كان دخل أحد الاشخاص المحل فنهض كي يري ماذا يريد؟
بينما هي لم تستطع اخفاء بسمتها اثر جملته لها، على الرغم من انها جاهدت ان تخفيها لكنها فشلت، وضعت يدها فوق طرحتها و بدأت تهندم إياها، تشعر بالدهشة من حديثه، لماذا ام يسخر من شعرها الكستنائى كما تفعل عمتها و ابنتها دائمًا، لكنها سرعان ما تمتمت لذاتها بحدة، كأنها تتحدث مع شخص اخر يقف امامها
:- بس بقا مينفعش كدة هو بذات لا يا مي استحالة انتي مش عارفه هو عمل ايه تلاقيه بيستدرجمك، عشان يعمل نفس اللي بيعمله، خليكي ناصحة بقا بلاش هبل إذا كنتي عارفة اللي فيها هتبقي عارفة زي مش عارفة على رأي منار، و عمتو أنتِ هبلة و مفيش حد زيك.
اردفت جملتها لذاتها بسخرية يخالطها بعض الحزن وفقدان الثقة في ذاتها، تنفست عدة مرات بصوت مسموع، و هي تضع يدها فوق موضع قلبها الذي أصبح يدق بعنفٍ، كأن دقاته تتسابق، تشعر أنه سيخرج من صدرها بسبب عنف دقاته، و توترها عندما يتحدث هو معها تشعر بمشاعر متعددة لم تفهم تفسيرها، و تتمنى أن تظل لم تفهمه طوال حياتها، افضل من أن تفهمه، و تعاني بسبب فهمها لتلك المشاعر.
_عدم فهم بعض الاشياء المجهولة، أفضل مائة مرة من فهمها و عدم راحتنا بعد ذلك_
احيانا عدم الفهم يساعدنا في راحة بالنا،
تشعر عندما تراه بتوتر شديد يخفق داخل قلبها خوف، ارتباك شعور داخلها يحثها عالجرى، و الفرار من أمامه، و شعور اخر يحثها على أن تظل واقفة تتحدث معه تشعر بأمان العالم بمجرد النظر في عينيه ذو لونهما الاسود اللذان يشبها الليل في سواده، و عتمته، اكملت طريقها بعد ذلك مسرعة بدلًا من أن توبخها عمتها.************************************************************************
اتمنى الإقتباس يعجبكم، و تشجعوني بقا بتفاعلكم و كومنتاتكم القمر، لو لقيت تفاعل هكمل النوفياا و عرفكم المواعيد ملقتش يبقى شكرا لتقديركم على كدة♥♥
منتظرة رايكم، دي النوفيلا التانية في السلسلة♥#دمتن_سالمين
#هدير_ دودو
#أعاد_الحياة_لي
#سلسلة_لقاء_بعد_عناء
أنت تقرأ
أعاد الحياة لي (لهدير دودو)
Casualeوَجدَت ذَاتهَا فَجْأة تَسِيرُ فِي طَرٍيق مُظْلمٍ، تَسِيرُ فَوق أَشْوَاكَ حَادَة تُؤذِيها، تَتألمُ بِصمْتٍ دُونَ أَن تَتحدْثَ، تَسِيرُ وَ هِي لَا تَعْلم إلَى أينَ، وَ مَتَى سَينتَهِي كُل ذَلِك الْعَذاب،وَ الأَلم المُسَبب لَهَا فِي ذَلِك الْطرِيق؟ ظَ...