الفصل السابع ( الأخير)

3.6K 175 67
                                    

_فَكُل مَا ندبِّره لن يدُم طَويلًا، الحقيقةٌ،
و تدبير القدر سينتصران فِي النهايةٍ مَهمَا حَدَثَ،
و ستَدومُ السَّعادة التِّي كُتِبت علَّى قلوبِهمَا_

        *******************

بعد مرور شهر
نزلت مي من المنزل الخاص بوالدة ليث، كانت تتحدث في الهاتف، أردفت قائلة لـليث الذي كات يتحدث معها بهدوء 
:- قولتلك متخافش عليا أول ما أوصل هكلمك، بعدين أنتَ ليه محسسني إن أنا طفلة، و أول مرة أروح الكلية، دي أخر سنة يعني مش  أول سنة خد بالك.
اردفت جملتها الأخيرة بتذمر،و دلال طفولي،و هي تشعر بقلبها يخفق داخل صدرها بسعادة افتقدتها منذُ زمن، و دامت تحلم بها، و ها هو الآن يحقق لها جميع أحلامها.

ردَّ عليها بحنو، و نبرة عاشقة نابعة من صميم قلبه، شعرَ بتراقص قلبه  على صوتها الفَرِح الذي يشبه الأنغام الموسيقية الرائعة التي تطرب أذنه، و قلبه، و كل ذرة بداخله
:- عارف أنها مش أول سنة، بس أنتِ المفروض تعرفي إنك مهما عملتي، و كبرتي هتفصلي طفلة في قلبي و نظرى، و ركزي في الطريق.

همهمت مُجيبة إياه قبل أن تغلق  معه الهاتف، و هي تود أن تحتضن العالم بأكمله بين يديها، كانت تشعر بتراقص قلبها بداخل قفصها الصدري؛ بسبب حنانه معها ذلك الحنان الذي حُرِمَت منه بل افتقدته تمامًا، توجهت نحو جامعتها بإبتسامة صادقة مرتسمة فوق شفتيها دلالة على فرحتها، و سعادتها الحقيقية التي تشعر بها، تلك السعادة الصادقة النابعة من صميم قلبها، كانت تخطو خطواتها بثقة تشعر بالثقة لأول مرة في ذاتها، ثقة افتقدتها تمامًا لكنها عادت إليها مُجددًا بسببه،  تقسم أنه يشبه الضوء اللامع، مصدر الضوء الذي أُرْسِل إليها لينقذها من عتمة حياتها التي كانت واقعة فيها،  هو مَن أعاد لها الحياة مرة أخرى، أعاد لها الأمل، و الثقة، و الأمان في حياتها، مشاعر مُتعددة أعادها لها بعدما شعرت أنها افتقدتها، هو أمانها، و سندها، هو حياتها بأكملها، هو حياة كاملة  جاهزة للعيش بداخلها، حياة صافية خالية من أي متاعب ممكن أن تواجهها، هو شخص قوِي، واثق يتحمل المسؤولية، و يخاف عليها بشدة، فهو يخاف عليها اضعاف مضاعقة من خوفه على ذاته، تعلم أنه يصب كل تركيزه على إهتمامه بها، و بأدق تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة، جعلعها تحبه بشدة، عشقه لها و حنانه عليها جعلها تعشقه و يدخل منتشرا بسرعة بين ثنايا قلبها من دون استئذان، اختلط عشقه بين أوردتها ليسير في جميع أنحاء جسدها أصبح كالهواء بالنسبة لرئتيها، لن تستطع العيش دون التنفس بدون ذلك الهواء كما أنها أيضا لم تستطع العيش من دونه هو أصبح كل شي بالنسبة لها، تحمد ربها على أنه اعطاهه لها، لا تعلم كيف كانت ستكن حياتها من دون وجوده، هل كانت ستظل حتى الآن كما هي ضعيفة، تفقد الثقة في كل شئ حولها حتى في ذاتها أم لا؟ يراودها العديد من الاسئلة داخل عقلها، لا تعلم كيف مضي يومها لكن كان كل ما يشغل بالها هو، فهو استحوذ عليها، و على تفكيرها كليًا كانت تتمنى أن تعود إلى المنزل سريعًا؛ كي تراه اشتياقها له تغلب على كل شئ بداخلها، مضي يومها و انتهي و هو لم يذهب عن بالها دقيقة واحدة، وصلت أمام المنزل صعدت مسرعة و هي باسمة الثغر بإبتسامة صادقة، لكن سرعان ما تحول ملامح  وجهها إلى الضيق،  و قد ضمت كلتا شفتيها إلى الأمام بتوجس، و عدم رضا عندما وقع بصرها فوق عمتها، و منار اللتان يجلسا الان في الغرفة الخاصة لإستقبال الضيوف من الواضح أنهما ينتظرا إياها، اردفت حنان التي فتحت لها الباب قائلة لها بصوت منخفض؛ كي لا يصل إلى مسامعهما
:- ادخلي يا حبيبتي عمتك، و بنتها مستنينك جوة.
اومأت لها برأسها إلى الامام بخفوت، و عدم رضا و هي تدلف الغرفة، اردفت هناء قاىلة لها بعتاب هي تتفحصها بنظراتها من أعلاها إلى ادناها بأعين حاقدة هيئتها الفرحة، فقد كانت السعادة تشع من عينيها بوضوح
:- بقا كدة يا مي خلاص جوزتك، و نسيتيني مش كدة يا بنتي دة أنا عمتك حتى.

أعاد الحياة لي (لهدير دودو)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن