الفصل الثاني

3.1K 140 18
                                    

في منتصف الليل
كانت مي في ذلك الحين تقف في الشرفة الصغيرة الملحقة بالمنزل بعدما قد باتت جميع محاولاتها؛ كي تنام، و تهرب من كل ما حدثَ، و يحدث معها بالفشلٍ، و هي تعلم أن من الصعب بل من المستحيل أن يراها أحد في ذلك الوقت، فمن سيكون في الشارع في ذلك الوقت تحديدًا، كانت تتطلع نحو السماء بلونها المعتم الذي يكسوها الليل بظلمته بحب و سغف بادي عليها و هي لا تعلم متى و كيف تكون ذلك الحب بداخلها، لكنها تشعر بالراحة و الطمأنينة عندما تنظر الى السماء و هي معتمة تتكون حينها بداخلها صورته عيناه اللتان يشبها تلك السماء كثيرًا، لا تعلن الذي تكون هل هو حبها للسماء الصافية أم له هو الذي تتجمع صورته داخل ذهنها و هي لا تعلم لماذا؟
استمعت الى صوت شقشقة العصافير،و قظ انتابها الدهشة، و الاستغراب لا تصدق كيف مرَّ الوقت و هي لم تشعر، فعندما يتعلق الامر به تنسَى ذاتها و كل شئ اخر حولها،و شعور الدهشةِ و الاستغرابِ ينتابها لا تعلم كيف وقفت كل ذلك الوقت دون أن تشعر، هي فقط كانت تشعر بالاختناق يكاد ان يرهق روحها؛ لذلك لم تنم حتى الآن، اخترق اذنيها صوت المؤذن و هو يؤذن لأذان الفجر، رأت فجأة تلك العينين الحادة المصوبان نحوها كالصقر، تعلم أنه صاحبها بالطبع تستطع أن تميز عينيه من دون العالم بأكمله، فهي بعمرها لن تجد ذلگ الامان الذي تراه في عيناه، فجأة وجدت هاتفها يصدح برنينه الهادئ الذي تضعه هي، عقدت حاحبيها بضيق، و دهشة و هي لم تعلم من سيدق عليها في ذلك الوقت الغير مألوف، كانت ستتجاهل كالعادة لكنه أعاد الاتصال عدة مرات أخري مُتتالية دون ملل، تنهدت عدة مرات في محاولة منها لتهدئ من ذاتها، و سرعان ما صدح صوتها العذب الهادئ في ذلك الوقت و هي تتسأل عن هوية المتصل عليها، و قد كان صوتها كعادته لم يخلو من نبرة الحزن التي دائما اصبحت تلازمها كظلها و
:- السلام عليكم مين معايا؟

_والله ما احنا بنعرف نبقي هاديين، و محترمين اهه أمال معايا أنا بذات مصدرالي الوش الخشب، و لا كأني عدوك ليه، بنرد بهدوء على أرقام منعرفهاش عادي.
كان يتحدث بتهكم، و غيظ لم يخلو من الغيرة التي كانت تنهش في قلبه، و لم ينجح في اخفاءها، شعر بالغيرة الشظيظة خاصى بعدما رآها تقف بتلك الهيئة، تضع الحجاب حول رقبتها تاركة شعرها يطير خلفها، صوتها الهادئ الذي تحدثت به هي معه، مقارنة بتصرفاتها للحادة الجافة معه، جعلته يشعر بنيران متأهبة تجعل قلبه يحترق.

جاهدت ان تكبت ضحكتها؛ كي لا تنفحر ضاحكة و هو معها على الهاتف، طريقته تلك جعلتها تفقد السيطرة على ذاتها، تجاهد كي تنكر تراقص قلبها بفرح بسبب صوته، هي بالطبع علمت أنه هو مِن طريقتهـو نبرة صوته، نجخت بالفعل من اخفاء الفرحة و اردفت قائلة له بجدية
:- نعم في ايه، و بعدين أنتَ اخدت رقمي منين، و أنتَ مين أصلًا عشان تكلمني كدة، أنا حرة في طريقتي اتكلم مع اللي أنا عاوزاه بالطريقة اللي تعجبني.

أعاد الحياة لي (لهدير دودو)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن