_انْـتهَى أملَها و تَبخر مِن أحْلامِها، و حياتِها، ليُخْلَق مِن بين ذلك الإنـتهاء يَأس يتمَلكُ مِنْها_
*********************
أردفت هناء تحدثها ببرود، و لا مبالاه
:- ليث اللي شعال في محل شكرى دة طلب ايدك مني و انا وافقت.
كانت تتحدث ببرود كبرودة الثليج، كأنها تخبرها شيئًا عاديًا، لم يعني شئ لست شئ مثل هذا يحدد مصير حياتها الباقية التي ستعيشها، تتحدث ببرود تام و نبرة حادة، بينما مي شعرت بصدمة الجمتها الجمت جميع خلايا عقلها، لم تصدق ما استمعت إليه شعرت أنها في حلمٍ و ستستيقظ منه لكنها و بكل أسف،و حزن هي الآن في واقع واقعها الاليم الذي تعيشه ذلك الواقع الذي لم يفعل شئ سوى جرحها، تشعر ان أطرافها قد تجمدت تمامًا، عقلها قد توقف عن التفكير كأنه قد شُلَّ، كانها في عالم اخر، دقات قلبها تسارعت بشدة، و هي تشعر بنصل حاد يُغرز في قلبها، و قد انقسم شعورها إلى شعورين شعور فَرِح و سعيدة بذلك الخبر الذي استمعت إليه،و قد غاصت بخيالها مع ذلك الشعور الجميل المريح لقلبها و بدأت تتخيل حياتها التي ترسمها معه، هو الذي جعلها تشعر ان لظيها اهمية في الحياة، هو الوحيد الذي حتى الان لم يسخر و يقلل منها، تاهت في بحور ذكريات وهمية يخيلها لها قلبها في حياتها معه، بينما شعورها الاخر هو ما تعلنه عنه و عن نواياه، كان ذلك الشعور هو الخاص بعقلها الذي يقف ضد احلامها، و يجبرها على ترك تلك الأحلام و العيش قي الواقع، الواقع الذي يجبرها على التخلي عن حبه الذي في قلبها و إنكاره، كان هذا اخر ما كانت تفكر به و تتمناه قبل ان تفيق من شرودها مع ذاتها ذلك، و تسقط في تلك الخيرة الكبيرة، لكنها لن تقبل بالطبع أن تتزوج من شخص مثله، هي دائما ترسم لزوجها صورة أخرى، لن توافق على أي أحد و خاصة هو تعلم جيدًا ما ينوى عليه، ابتلعت ريقها الجاف بتوتر فشلت في اخفاءه، ثم قامت بتناول رشفة صغيرة من كوب الماء الذي كان يوجد فوق المنضدة لعلَّه يخفض من توترها، ثم أردفت تتحدث أخيرًا بخفوت، و صوت منخفض قَلِق، و هي تشعر أن الحديث قد نفذ من عقلها
:- ل، لا يا عمتو، لا انا مش موافقة م... مش عاوزة اتجوزه.
كانت تتحدث بصوت متقطع، و هي لا تعلم كيف قد اردف جملتها التي تعبر من خلالها عن رفضها.رفعت هناء شفتها الى أعلى، و ظلت لبعض الوقت تحدقها بنظراتها التي تفترسها من اعلاها إلى ادناها، قبل ان ترد عليها متمتمة ببرود، و نبرة قاسية غير مُبالية لأي شئ
:- انا عاوزة أخلص من الحمل اللي شايلاه، أنتِ مش حاسة أكل، و شرب ببلاش، و جه اللي هيخلصني من المصاريف دي اقول لا مثلًا.ارتعشت شفتي مي و هي تستمع إلى حديثها و رظها الذي ترد به عليها، غير مصدقة ما يحدث، و ما تسمعه، لا تعلم ماذا فعلت في حياتها حتى يحدث لها كل هذا؟
غمغمت قائلة لهناء بصوت متحشرج، و هي على وشك الانفجار باكية
:- ع..عشان خاكرى يا عمتو لا بلاش أنا، عشان خاطر بابا اخوكي، و منار، جوزيني اي حد غيره، و حياتي عندك عشان خاطري، ليث لا عاوزة واحد محترم يقدرني و يقدر يحافظ عليا و على مستقبلي، واحد يتقي ربنا فيا.
أنت تقرأ
أعاد الحياة لي (لهدير دودو)
De Todoوَجدَت ذَاتهَا فَجْأة تَسِيرُ فِي طَرٍيق مُظْلمٍ، تَسِيرُ فَوق أَشْوَاكَ حَادَة تُؤذِيها، تَتألمُ بِصمْتٍ دُونَ أَن تَتحدْثَ، تَسِيرُ وَ هِي لَا تَعْلم إلَى أينَ، وَ مَتَى سَينتَهِي كُل ذَلِك الْعَذاب،وَ الأَلم المُسَبب لَهَا فِي ذَلِك الْطرِيق؟ ظَ...