وقف ليث مسلط بصره نحو هناء التي كانت مازالت تمسك بزراع _مي_ و تضغط فوقه بقوة مسببة لها آلم عن عمد، كان الشرر يتطاير من كلتا عيناه، نظراته الحادة الغاضبة تعكس مدى غضبه، ارتبكت هناء على الفور ما أن رأت نظراته الحارقة المصوبة نحوها كالسهام، تشعر أن عينيه قد تحولت إلى نيران مشتعلة متأهبة يمكنها احتراق أي أحد حوله، بالفعل لم يكن احساسها خاطئ فـعندما يتعلق الموضوع
بـ_مي_ فهو مستعد ان يتحول إلى وحش كاسر ذو أنياب حادة تُقطع مَن يقترب منها، لن يصمت أبدًا،و يسمح لأحد أن يهينها بكلمة واحدة لن يسمح لها أن تبكي و تحزن بسبب أي أحد، اخيرًا قد تخلَى عن ذلك الصمت الذي ساد مؤخرًا ما أن انتبهت هناء لوجوده، و قطع حرب النظرات الدائر بينهما، بينما مي كانت تطالع هناء بدهشة من صمتها المفاجئ الذي لم تعلم سببه فهي لم تعلم شئ عن وجوده خلفها، أردف هو قائلًا لـهناء بصرامة، و حدة، تعبر نبرته على غضبه الداخلي الذي يشعر به
:- هو إيه اللي مفيش جامعة، و مين دي اللي مش محترمة، مي محترمة غصب عن أي حد نزلي ايدك من عليها كدة.
أردف حملته و هو يبعد يدها الممسكة بزراع مي و يسحبه بعيد عنها، و استرد حديثه يواصله و هو مازال يحافظ على غضبه الذي لم ينقص قط بل ازداد
_أنا هعرف أصرف على مراتي كويس، مش للدرجة اللي في دماغك و لو حضرتك مهتمة كنتي سألتي بس أنا احترمت عدم رغبتك في إنك تعرفي، يلا يا مي لو جهزتي.
تحدث و هو يشير لها بيده نحو الخارج، يحاول أن يهدأ من ذاته، فهو يشعر أن بداخله يوجد قنبلة موقوتة ممتلئة بشحنة كبيرة من الغضب، ستنفجر في أي لحظة إذا لم يسيطر عليها.
سارت _مي_ أمامه حتى نزلا سويًا، اردفت قائلة له بخجل، و هي تشعر بالتردد بداخلها لما ستتفوهه، تشعر بـ دقات قلبها التي ازدادت، حتى اصبحت تستمع اليهم بوضوح
:- ل..ليث.
همست بأسمه بإرتباك، و خجل يُخفق من صميم قلبها، طالعها بإهتمام واضح عليه و قد نجحت في لفت انتباهه، حتَّى شعر أنه نسى كل ما به من غضبٍ، مجرد أن أسمه بتلك النبرة الحانية من بين شفتيها، جعلته كالطائر الذي كان مجروح و شُفِي، و قد حان الان وقت عودته للطيرانٍ مرة أخرى، سيطير و يرتفع إلى أعلى، و أعلى دون قيود تعوقه، حُبه لها سيقف، و يصمد أمام كل القيود التي تمنعهم، بينما اكملت هي حديثها بصوت خَجِل مبحوح خافت، و هي تشعر بقلبها يطير معه عاليًا
:- شكرا... شكرا يا ليث.
أعادت جملتها عدة مرات مُتتالية، و هي تطالعه بأمتنان، و نظرة حب تلتمع في عينيها، لأول مرة يشعر أن نظرة الحزن الدائمة في عينيها قد مُحِيت،
ابتسم في وجهها بفرحة و هو يجاهد منع نفسه من ألا يضمها نحوه، و يدخلها داخل اعماق قلبه، حتى نجح بالفعل،و أردف يحدثها بخبث، و هو يغمز لها بإحدي عينيه مدَّعي الدهشة
:- إيه دة، غريبة يا مي في إيه أنتِ سخنة؟قطبت جبينها سريعًا بدهشة، حرَّكت رأسها عدة مرات يمينًا و يسارًا ببلاهة، و هي لازالت لم تفهم مقصده، ليتابع هو حديثه بمرح، و هو يبتسم على براءتها لعدم فهمها لسؤاله
:- مقولتيش ليه إنك فهماني، لا دة أنا كدة أزعل.
أنت تقرأ
أعاد الحياة لي (لهدير دودو)
Aléatoireوَجدَت ذَاتهَا فَجْأة تَسِيرُ فِي طَرٍيق مُظْلمٍ، تَسِيرُ فَوق أَشْوَاكَ حَادَة تُؤذِيها، تَتألمُ بِصمْتٍ دُونَ أَن تَتحدْثَ، تَسِيرُ وَ هِي لَا تَعْلم إلَى أينَ، وَ مَتَى سَينتَهِي كُل ذَلِك الْعَذاب،وَ الأَلم المُسَبب لَهَا فِي ذَلِك الْطرِيق؟ ظَ...