الفصل الرابع

3.2K 138 26
                                    

_دِمُوعها بالنسبةٍ له كالمياهُ الحارقةُ، التي تُحرق قَلبه_

                    *************

كان ليث و مي مازالوا يتحدثون حتى الآن،  لكن قد قُطِع حديثهما بسبب صوت هناء التي دلفت إلى الغرفة، عندما رأت أن جلستهم قد طالت بالفعل، أردفت قائلة لـ مي بهدوء مزيف، و هي تبتسم في وجهها مُدَّعية اللطف في حديثها
:- إية يا حبيبتي قولتي إية؟

تنفست مي بعمق، و كانها كانت لا تتنفس منذُ زمن، كأن الهواء كانت مُنتَهى من حولها، كانت تشعر بالحيرة تنهش قلبها، لكنها و أخيرًا قد حسمت امرها و قرارها الوحيد الذي لم يكن لديها سواه، تمتمت تجيب اياها بارتباك، و توتر بادي على ملامح وجهها، و نبرة صوتها منخفضة، مبحوحة بالكاد تصل إلى اذانهما
:- ا...أنا موافقة يا عمتو.
اغمضت كلتا عينيها بقوة،و هي تتحدث، لا تعلم هل قرارها صحيحًا أم لا؟
لكنها ما أن انهت جملتها البسيطة المكونة من عدة كلمات معدودات، انطلقت متجهة نحو الغرفة غالقة الباب خلفها بقوة شديدة،و كانها تفرغ عصبيتها و غضبها،و قلة حيلتها في ذلك الوقت،  صدر صزت مرتفع بسبب فعلتها، لا يعلم ليث لماذا ابتسم على حركتها الطفولية، و حرَّك رأسه عدة مرات على حركتها، بينما غمعمت هناء قائلة له باعتذار، و هي تلعنها بداخلها
:- معلش يا ليث، بس هي تلاقيها مكسوفة شوفوا اتفقتوا على إيه، و لا لسة متفقتوش.

اردف ليث يجيبها بصرامة، و جدية، لكن كان حديثه حاد، صارم بشدة عن عمد
:- أنا عارف اللي فيها يا مدام هناء، و زي ما قولتلها هنتجوز في شقة والدتي، و هي وافقت قولتلها نعمل فرح هي معترضة و مقالتش السبب، ياريت لو تفهمي منها، و لو حصل أي حاجة جديدة بلغيني.
انهي جملته و أخذ مفاتيحه التي كانت تضع فوق المنضدة التي أمامه و نهض يستعدُ الى الرحيل،  بينما ابتلعت هي ريقها بتوتر، و هي تجاهد على رسم ابتسامة مصتنعة فوق شفتيها حتى نجحت بالفعل أن تجبر شفتيها على رسم ابتسامة مهزوزة علِمها هو جيدًا، و تحدثت ترد عليه بسخرية،و هي تشعر بعدم رضا على حديثه الذي ترى فيه دلال زائد لها
:- فرح قولتلي حاضر هشوفها، و اقولك.

هزَّ راسه إلىالامام متفهمًا،و سار امامها نحو الباب الملحق بالمنزل، ما أن ذهب حتى دلفت هي الغرفة حيثُ توجد مي، و اردفت تسأل إياها بحدة، و عدم فهم، و هي تضغط فوق زراعها التي مسكته بقوة
:- ايه اللي غير رأيك مرة واحدة كدة يا اختي،هو مش كان وحش و لو اخر واحد مش هتتجوزيه،  إيه اللي جد بقا؟

تحدثت تجيبها بكذب، و هي تحاول أن تجعلها تترك زراعها، فهي تضغط فوقه بقوة شديدة مُسببة لها آلمًا
:- وافقت عشانك انتي يا عمتو، مش انتي قولتيلي انك عاوزة تخلصي مني، و من مصاريفي.

تركت زراعها بعدما اجابتها، و اردفت تسألها سؤال آخر، و هي تعقد حاجبيها إلى اعلي بعدم رضا
:- بيقول عاوز يعملك فرح  مش موافقة ليه عالفرح يا عروسة؟
اردفت كلمتها الاخيرة بتهكم و ضحكة ساخرة،  لم تخلو من الغيط ايضًا

أعاد الحياة لي (لهدير دودو)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن