مقدمة

12.6K 118 7
                                    

اشرقت الشمس بأشاعتها الذهبية علي ذلك البيت الواسع الدافئ بمن فيه معلنة بداية يوما جديدا بفرص و امل اكثر

ليباشر الجميع عمله بكل حب و امانة،
هنا تحديدا في قنا صعيد مصر
صيف سنة ٢٠٠٧

في تمام الساعة الثامنة صباحا كان جميع من في الدوار استيقظ و بدأ ما عليه فعله لليوم

"يابت متجريش كدة تقعي تكسر رجبتك!" صرخت العمة خديجة في ابنتها الصغري نادية ذات الست سنوات التي نزلت سلالم القصر بسرعة كبيرة ركضا من اختها الاكبر نادين ذات الثماني سنوات و كادت ان تتعثر

العمة خديجة هي الاخت الثانية بعد اخيها الاكبر صابر توفاه الله هو و زوجته و يصغرها اخيها علي و بعده مصطفي و حسين التوأم
فهم ابناء كبير القرية المتواجدون بها، ابناء الحاج احمد المصري
فهو المسؤل عن كل شيئ يخص تلك القرية، محبوب من شعبها و ينصاع الناس لقراراته بكل حب و اخلاص

ضحكت نوسة زوجة علي على صراخ خديجة قائلة"همليهم يا خديجة يلعبوا برا خلينا نخلص تحضير الفطار لأول، بدور ناوليني السلطة من المطبخ بعد اذنك" انهت كلامها بوضع الفطير و العسل علي طاولة الطعام موجه كلامها لبدور زوجة مصطفي

خديجة زوجها توفي بعد ولادة ابنتها الصغري بسنتين و بدور هي زوجة مصطفي و والدة خالد الذي ولد في نفس الوقت مع وليد ابن عمه حسين و زوجته بدرية

"يا واد هتوجعني منك له!" صرخت بدرية النازلة من علي السلم بحرص شديد كونها حاملة صحون وكاسات كثيرة بخالد و وليد الذين ركضوا وراء نادية و نادين لخارج القصر مرتطمين في طريقهم ببدرية، فهم اكبر من نادين بست سنوات.

ضحك الجميع علي صراخها المرح نتيجة عن شغب اطفال هذه العائلة الجميلة و الصاخبة

لينزل بعدها الحاج احمد بهيبته الطاغية مرتديا جلبابه الفخم كالعادة مقهقها علي صراخهم المستمر
"مبقتش اقدر اصحي غير علي صوت جريهم في الدوار و صريخكم عليهم" قال الحاج بنبرة مرحة يتخللها بحه خشنة اثر سنهُ ممزوجة بحب كبير لأحفاده الغالين كثيرا علي قلبه فهو يحبهم جميعا ولا يفرق احدا عن الاخر فهم قد تربوا علي ان الحب و السلام هم اهم شيئ يمكن للمرء تعلمه

ضحكوا جميعا ثم تبادلوا الصباح، "امال الرجالة فين كده علي الصبح؟" سأل الحاج فجاوبته خديجة "راحوا يشوفوا الارض كدة مخبرش ليه"
عقب بعد ان انهت خديجة جملتها دخول علي و مصطفي و حسين
"يارب يكون الفطار جهز دة احنا برة من الصبح محطناش حاجة في جوفنا" قال مصطفي بصخب و مرح و هو يتقدم من الطاولة و ينظر للطعام الموضوع عليها بهيمنه مبالغ فيها
"يلا جربنا نخلص استنونا دجيجتين" قالت نوسة من المطبخ ليحبط مصطفى و يضحك حسين عليه مربتا علي كتفه
"كيف الارض النهاردة كل حاجة شغالة ولا لا طمني" سأل الحاج ابنه علي بهدوء ليجاوبه علي بأبتسامة مطمئنة قائلا "كله ماشي كويس يا حاج متشغلش بالك وراك رجالة" ليبتسم الحاجة له مربتا علي ظهر ابنه

عشقاً من قنا || Love From Qinaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن