القاهرة، ابريل سنة ٢٠١٧
"ظبطت كل حاجة يا انور ؟ بكرة الساعة عشرة الصبح ؟ طيب تمام متشكر اوي يا حبيبي ربنا يخليك"
انهي ابي مكالمته الهاتفية و نظر الي بحب و إبتسامة طفيفة املاً بأن يُطمأنني ان كل شيء يسير علي ما يرام.ارجعت بصري لأمي المستلقية في تعب و ارهاق لتحدثني"متخافيش عليا يا ليلي هبقي كويسة يا حبيبتي ان شاء الله بعد العملية و فترة العلاج ارجع علي طول و ابقي جنبك و احسن من الاول، اكيد مش هبقي مبسوطة و انا بعيد عنك"
انهت امي كلامها ثم وضعت يدها علي خذي و انا فقط كل ما اجيد فعله حاليا هو البكاء، لا اريد ان ازعجها او اقلقها و لكن ماذا افعل؟ مرضها اشتد عليها في الآونة الأخيرة و الآن هي مضطرة الي ان تسافر لتُعالج في المانيا.
لم اتعود ابدا ان يبتعد عني امي و ابي لكل هذه الفترة و لكن لسلامة امي يجب ان اطمأنهم انني سأكون بخير في غيابهم.
"ان شاء الله منطولش هناك يا ليلي، كان علي عيني اخذك و تبقي معانا و تحت عنينا بس انتي عندك كلية بعد اجازة الصيف طبعا، و انا معرفش اذا كنا هنرجع قبليها ولا لا"
قال لي ابي بأسف شديد ثم اكمل قائلا "بس متخافيش انا كلمت جدك في قنا بلغته انك هتقضي الصيف معاهم لحد معاد دراستك ما يبدأ و ان شاء الله انا و والدتك نرجع قبليها"
انهي ابي حديثه و هو يوجه كلامه لي و لأمي فالأحداث الايام المقبلة ستكون سريعة و تحتاج ترتيبات و تجهيزات.
"تعالي يا ليلي برة عايز اقولك حاجة، عن اذنك يا نوسة ثواني"تركت يد امي و توجهت للخارج خلف ابي لأري ماذا سيقول، تعليمات ابي بشأن هذا الموضوع أصبحت كثيرة و حذرة تلك الأيام
بسبب توتره الشديد لأنه سيتركني و يغيب عني فترة لذا هو يحاول ان يطمأنني و يتأكد بأنني لن امانع او اشعر بعدم الارتياح بقضاء الصيف مع جدي في قنا خصوصا انني لم اراهم او زرت البيت منذ ان سافرنا الي القاهرة عندما كان عمري عشر سنوات اي من عشر سنين.
"بصي يا حبيبتي احنا طيارتنا بكرة الصبح الساعة عشرة، و انا كمان ظبطت مع انور انه يعدي عليكي بكرة بردو علي بعد الظهر كدة يوصلك قنا عشان متسافريش بالقطر لوحدك"
امسكت يد ابي بعد ان انهي كلامه و حدثته بهدوء و بابتسامة بسيطة " بابا متخافش عليا بجد انا بقي عندي عشرين سنة يعني مش صغيرة، انا متأكدة اني هرتاح عند جدو و كله هيبقي تمام، ان شاء الله انت و ماما ترجعولي بألف سلامة هبقي مستنياكوا بفارغ الصبر"
احتضني ابي في لحظة مؤثرة فكلنا علينا مسؤولية ما يجب اتمامها و رغم قلقي و خوفي علي امي الا انني يجب ان اظهر قوية و ثابته لكي لا اخيب ظنهم او اجعلهم يحملون همي، فيجب ان اعتمد علي نفسي في فترة غيابهم.
.
.
.
.
.
أنت تقرأ
عشقاً من قنا || Love From Qina
Romance"عارف انك بتموت فيها من زمان، هي بتاعتك يا اغلب من ساعة ماجت للدنيا دي و هي ليك.. طول ما انا عايش و انا حالف لأجوزهالك" . . . . . . . . . جميع الحقوق محفوظه و لا اسمح لأحد بأن يأخذ روايتي بدون علمي.