و في اثناء تلك الليلة المليئة بالأعترفات، في مكان اخر دخل سليم قصر عائلة الخولي، بوجه عابس و مزاج ليس بجيد أبداً...
فتحت له الخادمة الباب الأمامي و الرئيسي للقصر و هي تنظر للأسفل بخوف، كونه شخصية تكاد تكون متغطرسة و عنيفة خصوصاً مع من هم اقل منه في المستوى الاجتماعي...
و لكن قبل ان يصعد للطابق المتواجد به غرفته اوقفه صوت ابيه الاجش من غرفة المكتب المجاورة قائلاً
"تعالي يا سليم يا ولدي... كنا مستنينك لازم نتشاور في موضوع ميحتملش التأجيل"
قلب سليم عينه بضجر و نفاذ صبر من قبل ان يدير وجهه للغرفة حتي، عالماً ما هو ذلك الموضوع الذي يريدون التحدث فيه... لأن ليس هناك غيره في الأساس!!!
التفت ببطئ لغرفة المكتب و هو يتقدم منهم ببرود، و ما ان وصل حتي وجد الغرفة مظلمه بعض الشئ فقد كانت اضائتها خافتة... و لكن رغم ذلك فهو استطاع تمييز المتواجدون بسهولة...
فقد كان ابيه عباس الخولي يجلس بتسلط علي الكرسي وراء مكتبه، و امامه جلس عميه داغر و اشرف الخولي و أخيراً جلس شعبان زوج اخته علي الأريكة التي كانت علي يمين الغرفة....
اتكأ سليم علي مدخل باب الغرفة و هو ينظر لهم ببرود و بملامح منزعجة، ليتنهد ابيه عباس قائلاً له
"اقعد يا بني قدامي عشان نعرف نكلم... هتفضل واقف!"
"اة... و يلا قولوا عايزين تقولوا اية عشان اطلع ارتاح"
رد سليم سريعاً عليه بمنتهي الأنزعاج ليرد عمه داغر جاذباً انتباهه و سأله في صلب الموضوع مباشرة
"عملت اية مع المصري ؟؟ في جديد؟"
نظر له سليم ببرود و هو يتذكر آخر احتكاك بينه و بين اغلب و عائلته ليرد قائلاً
"لا، بس قريب.... قريب اوي، ابقي انا مكان اغلب و انت يابا تبقي مكان احمد المصري"
نظر له ابيه عباس نظرة فارغة... اكنه لم يتأثر بالثأر الذي يزعم ابنه علي تحقيقه... كانت نظرة لا تحمل اي شئ!!!
"متنساش يا سليم اوعي تنسي.... العيلة دي كان المفروض اننا احنا اللي كنا نبقي مكانها.... متنساش صابر.... صابر المصري اللي كان السبب في ان اخوك الكبير ميبقاش معانا دلوقتي!!! صابر بسبب فدادين الارض اللي اخذها منه بحكم انها ارضه، اخوك جاله جلطة في المخ ساعتها و فارقنا!!! خلي الحقد مالي قلبك... عشان مترخيش و متوقفش أبداً اللي ناوي تعمله!!"
نطق شعبان و كأنه حيه، تدس السم في جسده! كان حديثه مؤلماً... و يُصعب الأمر علي سليم أكثر و اكثر كونه يقوله كل يوم... فأن كان سليم يريد النسيان فهذا لن يحدث أبداً، هم هنا كي يملئه قلبه بالكراهية تجاه عائلة المصري و تجاه ابن صابر بالتحديد... اغلب المصري.
أنت تقرأ
عشقاً من قنا || Love From Qina
Romance"عارف انك بتموت فيها من زمان، هي بتاعتك يا اغلب من ساعة ماجت للدنيا دي و هي ليك.. طول ما انا عايش و انا حالف لأجوزهالك" . . . . . . . . . جميع الحقوق محفوظه و لا اسمح لأحد بأن يأخذ روايتي بدون علمي.
