في المساء في منزل عائلة العُمري في الطابق الأول حيث كان يجلس المحامي بعدما اخبرهم عن وصية والدتهم السيدة سُهير والقي تلك القنبله التي حتماً لن يتقبلها معظم الجالسون
ل يُصيب تفكيره فوراً وهو يري حسن يقف وهو يصيح به بصوت عالي
حسن: ازاي يعني اي الهبل الي انت بتقوله ده
ل تقف رنا هي الأخري وهي تستنكر بشدة كلام المحامي
رنا: مستحيل طبعاً انا مش هوافق علي الهبل الي اتقال ده
المحامي بهدوء وهو يقف: والله دي مش مشكلتي دي مشكلتكم انتوا وانا مليش علاقه انا قولت وصية والدتكُم و الاوراق كمان اهي الي عليها امضتها وتركهم وذهب والبعض منهم يشتعل من ما سمعه و البعض الاخر لا يُهمه ما حدث
.........................
في صباح يوم جديد في منزل عائلة المُحمدي في شقه اسر والد فرح
كانت تجلس فرح في غرفتها كالعاده وهي تقرأ احدي الروايات ل تترك فجأه تلك الروايه التي كانت تقرأها من يدها و تذهب ل تنظر لوجهها في المرآة وهي تفكر في تلك المقدمه التي قرأتها عن تلك البطله ذات البشره ناصعة البياض و الشعر الطويل الناعم مثل الحرير و العيون الزرقاء ل تفكر...... لما ليست هي أيضاً بشرتها ناصعة البياض مثلهم.؟
لما تشعر انها تبدو قبيحة جداً ب انفها الكبير ووجهها الملئ ب الحبوب
هل لانها ليست تلك الفتاه التي تبدو ك الملاك لن تعيش تلك الحياة الورديه التي رسمتها ب خيالها لن تجد ذلك البطل الذي سوف يحارب الجميع فقط من اجلها.؟
لن تجد ذلك الشخص الذي سوف يعشق ملامحها.؟
هبطت دمعه من عينيها وهي تشعر ان ذلك ب الطبع لن يحدث ف جميع من حولها يروها قبيحه!!
يا الله كم تكره هذا المجتمع وتكره هؤلاء الأشخاص الذين جعلوها تعاني هكذا وتكره نفسها و وجهها
ف اي كلمه منهم تؤثر بها ليس وحدها ولكن ب الطبع جميعنا مهما حاولنا ان نتظاهر اننا لم نهتم لحديث احد نتألم بداخلنا من اثر حديثه
امسكت ب المنديل من جانبها ل تمسح به دموعها بهدوء وهي تغلق تلك الروايه التي كانت سوف تقرأها بعدما فقدت شغفها
ذهبت للخارج ل تجد المنزل هادئ بشده.....قلقت قليلاً ف والدتها دائماً تستيقظ مبكراً هي وابيها ل تنظر ل تلك الساعه المعُلقه علي الحائط ل تجدها لم تتخطي السابعه صباحاً فيبدو انها هي من استيقظت مبكراً جداً اتجهت مره اخري نحو غرفتها ل تقرر ان تنام مرة اخري
....................................
علي الجانب الآخر بمنزل رنا كانت تجلس وهي تهز قدمها بعصبيه رغم كل ما تركته امها لهم الا انها لم يعجبها ابداً ما كُتب بنهاية الوصيه فكيف ذلك وما دخل قُصي بهم.....من هو ل يأخذ من مالهم.؟ بأي حق!
هي ب الأصل تحقد عليه وعلي ابيه بشده الا يكفيه ما لديهم من مال حتي تذكره والدتها في وصيتها.؟
ويا ليتها ذكرته بشئ بسيط او مبلغ بسيط
قطع تفكيرها صوت ابنها الكبير يوسف وهو يتحدث معها
رنا: ها كنت بتقول حاجه يا يوسف.؟
يوسف: ايوا يا ماما بقالي ساعه بكلمك بس شكلك كنتي سرحانه
رنا: ايوا كنت سرحانه شويه
يوسف: مالك يا ماما انتي من امبارح من ساعة ما جيتي وانتي متعصبه وبتفكريِ ف حاجه
رنا بعصبيه طفيفة: بفكر ف فلوسنا الي بتضيع دي
يوسف ب استغراب: فلوس ايه.؟
رنا: ورثي من ابويا وامي مهو مش معقول بعد ده كله يجي حد غريب يشاركني فيه ايوا
يوسف: حد غريب مين يا ماما انا مش فاهم حاجه
رنا بغضب: قُصي
يوسف بدهشة: قُصي ابن خالي!!
رنا: ايوا هو
يوسف: وقُصي غريب ازاي بقا
رنا بعصبيه: يوسف انا مش ناقصه سيبني في الي انا فيه دلوقت
وذهبت وتركته وهي تفكر في اي حل حتي لا يشاركهم قُصي ب اي شئ ويا للسعادة التي سوف تغمرها لو استطاعت ان تُبعد فرح أيضاً سوف تكون ب التأكيد اسعد انسانه علي وجه الأرض
........................................
بداخل كلية الشرطه كان يقوم كلاً من قُصي و صقر ب التدريبات وبعد فتره ليست قصيره كانوا قد انتهوا وذهبوا لكي يجلسوا قليلاً قبل ان يكملوا التدريبات......كان قُصي شارد بعض الشئ وصقر ينظر له ب استغراب شديد
صقر: قُصي انت كويس
قُصي:..........
صقر بصوت مرتفع قليلاً: قُصي انا بكلمك!
قُصي: ها بتقول اي يا صقر
صقر: مالك يا قُصي سرحان من بدري في اي.؟
قُصي بقلق: مش عارف بس امبارح بليل لقيت عمي حسن اتصل عليا و طلب مني اني اروح النهارده الساعه تسعه بيت العيله علشان لازم نتكلم ف موضوع مهم
صقر: طيب اي المشكله
قُصي: مش عارف بس حاسس اني قلقان وكمان ده قال ان العيله كلها هتبقي موجوده
صقر ب ابتسامه: قلقان علشان هتشوفها.؟
قُصي ب ابتسامه: ب العكس انا فرحان جداً علشان هشوفها
صقر بمرح: ايوا يا سيدي يا سيدي علي الرومانسية
قُصي بسخريه: يا عم اتنيل رومانسيه اي بس وهي اصلاً متعرفش اني بحبها
صقر بجدية: طيب ما تقولها!
قُصي: خايف
صقر ب استغراب: خايف من اي.؟
قُصي: خايف اقولها تبعد عني اكتر ما هي بعيده
صقر: بعيده ازاي مش فاهم
قُصي: فرح حاله نادره اوي يا صقر دايماً بتبقي هاديه وف حالها بحس انها مش بتحب تتعامل معانا او مع الناس عامة......حاسس ان في حاجات كتير جواها نفسها تقولها بس مش عارفه تتكلم او خايفه تتكلم........مش قادر افهمها بحسها كتير اوي حزينه رغم انها بتضحك قدامنا بس بحس انها بتعمل كده علشان مش عاوزه حد يسألها مالك.؟
فرح اتغيرت اوي يا صقر.....مش هي نفس البنت الي كانت بتلعب معايا واحنا صغيرين واقعد تنط ف كل حته و تلعب وتضحك فرح اتغيرت اوي من ساعات ما كبرت
صقر: حاسس انك مكبر الموضوع اوي يا قُصي و......
قطع باقي حديثه صوت رنين هاتفه ل يتنهد بضيق وهو يري ان المتصل لم يكن سواها خطيبته سمر يا الله هو حقاً اصبح لا يريد التحدث معها يشعر بثقل علي قلبه وهو يتحدث معها ويشعر انه يريد ان ينهي تلك المكالمه بسرعه.......تنهد مره اخري ولم يُجيب علي اتصالها نظر له قُصي وهو يشعر بحزن صديقه وتشتت عقله ل يبتسم له بهدوء وكأنه يخبره انه بجانبه ل يُبادله صقر الابتسامه بهدوء
.....................................
علي الجانب الاخر بداخل عيادة الدكتور تامر كان يجلس وهو يفكر بها لقد بات الأمر ممل حقاً هو يريد ان يُصارحها بحبه يريد ان يخبرها انه لم يحب ابداً سواها يريد ان يخبرها عن مدي حزنه وحزن قلبه حينما تمت خطبتها ل غيره......اه كم شعر ب الحزن والالم حينها.....شعر وكأنها تبتعد عنه او ابتعدت عنه ب الفعل رغم أنه حاول كثيراً ان يُلمح لها بحبه ولكن لا يعلم لما لا تفهم عليه........لما تجعله يعاني لتلك الدرجه اهي لا تشفق علي حاله ل تلك الدرجه زفر بحنق ل يقرر ان يواجهها اليوم!
اليوم سوف يخبرها بحبه لها وانه يريد ان يتزوجها فهو لن ينتظر ان يأتي شخص اخر ل خطبتها مره اخري بالتأكيد لن ينتظر
...................................
بينما في مدينه الأسكندرية كانت مني تقف في البلكونه وهي تمسك بيدها كوب كبير من عصير القصب فكم هي تعشقه بشده........تشعر كأن اليوم كله يأتي عليها ل تجد عصير القصب يهون عليها كل ما حدث بيومها...........كانت تستمع ل احدي اغاني ام كلثوم وهي تشرب عصير القصب وهي مستمتعة بشده بذلك الجو اللطيف ليقطع عليها متعتها صوت رنين هاتفها لتجد انه سالم! شعرت ب الحرج وهي تجد انه المتصل.....هي حقاً تكاد تموت خجلاً منذ امس منذ ان وقعت امامه بسبب فكرتها الحمقاء تلك وهي لم تظهر امامه و لم تُجيب علي اتصالاته بها
امسكت هاتفها بتردد وهي تضغط علي زر الاجابه ل تتحدث بحرج شديد: الو
سالم: مش بتردي عليا ليه يا مني من امبارح
مني بكذب: احم اصل كنت نمت
سالم بضحك: وعرفتيِ تنامي بعد الوقعة الي وقعتيها امبارح دي
تجاهلت مني سخريته عليها وهي تحاول الهدوء: سالم انا كنت عاوزه اتكلم معاك
سالم: نتكلم ف اي
مني: في موضوع مهم كنت عاوزه اتكلم معاك فيه
سالم: تمام قولي سامعكِ
مني: لا الموضوع ده مش هينفع ف التليفون
سالم: تمام نتقابل ب الليل ونتكلم
مني: تمام
واغلقت معه وهي تخبر نفسها ان قرارها صحيح وهي لن تتراجع عنه ابداً
........................................
في النادي كانت تجلس زهره وهي تشعر ب الوحده تلك الوحده التي اصبحت تقتلها اكثر من ما سبق......هي حقاً لم تعد تتحمل فهي تستطيع ان تعرف نظرات الشفقة التي تراها بعيون اي شخص يعلم انها من دار ايتام......بعضهم يشعر نحوها ب الشفقة والبعض الاخر ينظر لها ب احتقار وهي حقاً تكره الاثنين تكره ان ينظر لها شخص ما ب شفقة......او احتقار
امسكت ب الدفتر الخاص بها وبدأت تدون به وهي تنظر ل تلك الشمس الساطعة لتكتب
'حينما انظر ل تلك الشمس الساطعة..... اشعر وكأني اري طفولتي حينما كانت متوهجة...... مثل الشمس تماماً لامعه طوال الوقت....... حتي اتي وقت وذهبت فيه تلك اللمعه ذهبت ولم تعود يوماً مثلما سوف يحدث يوماً ما بتلك الشمس الساطعة......سوف يأتي يوماً ما وتذهب للأبد ولن تعود مرة اخري'
القت قلمها وظلت تنظر حولها بهدوء وهي تفكر في تلك العائله التي من المفترض انها عائلتها
...................................
في المساء كان يجلس جميع افراد عائله العُمري بشقه حسن وبعضهم ينظر بهدوء والبعض ينظر بحقد والبعض الاخر لا يفهم شئ بدأ حسن حديثه دون مقدمات وهو يوجهه الي قُصي و فرح
حسن: دلوقت ومن غير اي مُقدمات قُصي وفرح هيتنازلوا عن البيت الي ماما الله يرحمها كتبته ب اسمهم
قُصي ب استغراب: بيت اي.؟!
رنا بسخريه: ياعيني هو انت متعرفش بيت اي.؟
قُصي: لا يا عمتي معرفش
رنا بغضب: البيت القديم الي انت وفرح خليتوا ماما تكتبه ب اسمك انت وهي لا وعامل فيها برئ ومش عارف حاجه
قُصي بهدوء: ممكن حد يفهمني علشان انا مش فاهم حاجه
رنا بسخريه: ايوا حد يفهمه علشان الواد برئ وميعرفش حاجه خالص ياعيني
نظر لها حسن بغضب ثم وجهه حديثه ل قُصي وفرح وهو يقول بهدوء.........
#يُتبع.
متنسوش الفوت يا شباب..
أنت تقرأ
من اجل الميراث
Romanceماذا سوف يحدث عندما تكون شخص طيب القلب دائماً تُفكر ف الآخرين قبل أن تُفكر في نفسك ل تجد فجأه أن جميع الأشخاص المُحيطون بك يستغلونك فقط من أجل انفسهم فهل سوف تظل ذلك الشخص الطيب ام ان رغماً عنك سوف تتغير.؟!! رُبما تقسو عليك الحياة أحياناً فقط ل تستط...