الخاتمة

2.7K 118 44
                                    

عد انكسارِ الفجرِ
كيف لنا أن نعشقَ الضوءَ
أو نشتاقُ وشوشَتَه
وكيف للبنِّ أن يحمرَّ مُنتشياً
وزارع البنِ يُهدي البنَ مقصلَتَه
يُعرقلُ الليل خطوات الصباح فما
سيملأُ الورد-دون شروقِهِ-رئته
خيالنا اهتزَ
والأحلامُ مطفأةٌ
وأرهقَ الشوقُ فنجاني وقارئتَه
ضلّتْ خُطانا وكفُ الحبِ
ما فتئت أن تمنح 
العمرَ-كي يشتدَّ-مِنسأته
قومٌ من الحزنِ في اللأواءِ مشربهم
وإن نما الخير،
بثّ الجهلُ أوبئته
ويرسلُ الموتُ للإخوانِ إخوتهم
متى تُحلُّ لهذا العمرِ أُحجيته

"لقائلها"

كل شيء يموت وتنتهي آثاره إلا الحب إن مات تبقى ذكرياته عالقة في القلب.

أخذ الشيب نصيبه منه بشكلٍ كبير، أرهقته الحياة وجعلته يعاني ويدفع ضريبة قسوته ندمًا يتظاهر أنه لا يؤثر به، لكنه ينهش في قلبه بلا رحمة.

ذكراها

ضحكتها

حتى دموعها اشتاق لها، وليس بعد الاشتياق للميت اشتياق.

يجلس في حديقة المنزل خصيصًا أمام شجرتها يتحدث معها كأنها تسمعه وستعطيه الرد فور انتهائه، قاطع خلوته نظره الذي اتجه لأحفاده الثلاثة، ياسين ابن مالك، و زين الصغير ابن لؤي، وأخيرًا الجميلة ملاك ابنت نور.

اليوم يوم اجتماعهم لديه كعادتهم كل نهاية الأسبوع، يركضون حول بعضهم البعض وصوت ضحكاتهم يبعث في قلبه سعادة لا متناهية، لكن ناقصة بدونها..بدون ملاكه الرقيق.

جذب انتباه أذنه صوت معتز وجاسر يتحدثون إليه، يلقون بأحاديث عادية فقط من أجل رؤيته يشارك معهما في الحوار، من أجل إستعادة روحها، ولا يعلمون أنه لا شيء سينير روحه المنطفئة من جديد سوا لُقياها.

نظر لشجرتها مرة أخرى وطال الصمت كأنه يسألها

أين أنتِ؟.
أنا ما زلتُ على الموعد
تأسُرني الأشواقُ
تُفرِحني الأحلامُ
وتُبكيني الذِكرى..!!

في الطابق العلوي تحديدًا غرفة مالك يساعدها في ارتداء ملابسها الفضفاضة بكل حب، ليرفع يديها لمستوى شفتيه مقبلًا إياهما قبلة عميقة لكل واحدة على حدة، ويهبط بنظره قبل يده على بروز بطنها الواضح قائلًا بسعادة:

_مستنيها تخرج على أحر من الجمر

وضعت يدها على وجنته قائلة بتساؤل:

_مبسوط..؟

سحب باطن يدها الموضوع على وجنته مقبلًا إياه قائلًا بإستفاضة:

_مش مبسوط اللي هتقدر توصلك مدى فرحتي وسعادتي في الوقت ده، حياتي كانت كلها شغل في شغل حتى نور كانت مسمياني مجنون بالشغل ومرتبط بيه، بس حياتي معاكِ أو بالأصح من ساعة ما دخلتيها اتغيرت 360 درجة مش بس 180، عرفت ازاي أكون مبسوط وسعيد بجد من جوايا، أول هدية ربنا رزقني بيها هي أنتِ، وبعدين ياسين، تعرفي إني حماسي إني أشوف أسيل أكبر من حماسي وقت ولادة ياسين بكتير، يمكن ساعتها اللي كان مسيطر عليا أكتر هو الخوف، إنما دلوقتي وأنا جنبك تلاشى تمامًا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 01, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن