لأنك جيد لا تظن أن الجميع يشبهك، هناك وحوش ضارية، كافة ما تريده هو إمتصاص دماء فريستها بهدف كاذب يسمى الإنتقام.
في مكان بعيد عن الأماكن السكنية يتمدد جسد ضئيل على فراش قديم يرتجف تعبًا، يحاول إخراج صوته، لكن محاولاته تعود بالفشل..يرفع يده بضعف يحاول الاستنجاد بأحد، لكن أصواتهم العالية في الخارج منعتهم من الاستماع لصوته الذي يشبه مواء قطة صغيرة تتمسح في الحائط.
وضع يده على قلبه الذي أصبح الألم به لا يُحتمل متنهدًا بتعب وعينيه الضعيفة الذابلة تذرف الدموع بضعف دون توقف.شيئًا واحدًا فقط يستحوذ على عقله الآن.."فريال" شقيقته بل والدته التي تحملت كافة العناء معه دون أن ترمش بتعب..لا يملك فعل شيء لها سوى الدعاء.
الدُعاء طمأنينة، طمأنينة لا تتعلّق بالإجابة بقدر ما تتعلّق بالشعور الآمن بمعيّة الله حين تشاركه مخاوفك وتطلعه على ضعفك، ثمّة شيء في الدعاء يجعلنا نتعافى، بمجرد أن نرفعه للسماء، حتى لو ذهب الجسد لكن يبقى تعافي الروح بسبب دعوة رفعتها بصدق.
أخذ يدعي لها بكثرة أن يبعد عنها الله كل شخص فيه مضرة لها ويقرب منها أن يحبها بصدق وعمق..سعل بقوة عدة مرات قبل أن تجحظ عينيه وتصعد الروح إلى بارئها.
..................................
يرى الإنسان نفسهُ عجوزًا حينما ينظرُ لأشخاصٍ من نفس عمره يتراكضون في ربيع الحياة يملؤهم الشغف
وهو مُنطفئمُنطفئ جداً
لكن بإرادةٍ منه، فالإنسان كتلة حياة متحركة إن أراد التخلص مما يعيق حياته سيتخلص..لكن بدرجات متفاوتة لكلًا منا..على حد الألم تصعب تطيب الأمور..على قدر العشق يتأخر إلتئام القلب.
يجلس في مكتبه يقحم نفسه بالأعمال يحاول التغاضي عما حدث، يحاول إسكات صوت قلبه الخائن..الذي رغم ما يحدث يحثه على المبادرة والاعتراف بدلًا من الإنكار.
لكن هيهات لقلب رجل مجروح..كبريائه وروجولته تحثه على الأخذ بالثأر..لكن من منْ..؟
من إمرأة نبض قلبه لها بدلًا من المرة ألالاف المرات..وهي لا تعي، لا يوجد قانون يحث على الإنتقام من قلبٍ لا يُحب.هز رأسه نافضًا صراع الأفكار الداخلي مقررًا عدم الانشغال بها مرةً أخرى
دق الباب لتدلف فتاة بسيطة الملامح بزيّ الشركة العملي أجلت صوتها ثم قالت بعملية:
_آسر باشا في واحد بره عاوز يقابل حضرتك
_مقالش اسمه إيـه..؟
_قالي قوليله حبيبك وهو هيفهم.
إبتسامة بسيطة زينت ثغره قائلًا بجدية:
_دخليه
دلف شاب في منتصف الثلاثينات تقريبًا ذو بشرة برونزية متميزة وعينان بنية وملامحه مرحة قائلًا بمرح:
أنت تقرأ
عذاب حبـك "الجزء التاني من جبروت قسوته"
Romanceهل أخبرتك يوماً أنه أصبح للوقت طعمٌ ورائحة ولون منذ أن عرفتك! هل أخبرتك يوماً أنني كنتُ أرى الكون رمادياً وأنك سكبت عليه ألواناً ما كنتُ أعرفها، هل أخبرتك يوماً أنك عبرت بحياتي كشمسٍ أشرقت على مدينة لا تعرف الشمس وكطائرٍ حطّ على شجرةٍ عاريةٍ ذات شتا...