الفصل الأول

6.9K 129 51
                                    

فصل تعريفي وتذكيري بشخصيات الجزء الأول💚

إن البشر لا يقتنعون أبدًا بأسبابك وصدقك وجدية عذابك إلا حين تموت، ومادُمت حيًا فإن قضيتك مغمورة في الشك وليس لك أي حق في الحصول على غير شكوكهم.

أخذ الشيب نصيبه من رأسه ولحيته، ذبلت ملامحه حُزنًا وتبدل حاله ثلاثمائة وستون درجة، الندم أضحى ينهش في قلبه بلا رحمة، ذهبت ملاكه التي كانت تُزيح عن كتفه الكثير..علم الآن معنى وجع العشق..الوجع الذي تجرعته كله بصدرٍ رحب من بين يديه، فنحن لا نعرف قيمة الشيء إلا بزواله..فما بالك بإنسان..؟
مرت السنين ومازال كل ليلة يحدثها سرًا..يطلب منها العفو رغم حصوله عليه من لسانها..لكن تأكل قلبه يجعله يستعد للذهاب إليها يريد ضمها ليتنفس براحة كما كان سابقًا..لكن ياليت كل ما يتمناه المرء يدركه..عمل جاهدًا على تربية أبنائه جيدًا قضى معهما وقت الطفولة يحكي لهم عنها..عن ملاكه الحارس..جنته على الأرض..صوت صغيرته التي تشبهها كثيرًا انتشله من شروده..شروده الأحب لقلبه.

_الجميل سرحان في إيه.؟

ابتسم لها قارصًا وجنتيها بخفة:

_الصغنن عايز إيه..؟

نظرت إليه بعتب قائلة بحزن مصطنع:

_هو أنا علشان بسأل عليك يبقى عايزة حاجة يا بابا.

_أيوا اعمليلي فيها الحمل الوديع.

قامت من مكانها تود المغادرة قائلة بعتاب:

_بقا أنا حمل وديع مكنش العشم يسي رشدي.

انفجر ضاحكًا على تلك الفتاة الذي لا يعرف من أين حصلت على تلك الجينات الغريبة بالتأكيد من عمها معتز، انتظرت أن ينادي عليها يمنعها من الذهاب، خابت ظنونها عندما وجدته التفت ينظر للشرفة ثانيةً، فعادت إليه قائلة بسرعة:

_صحابي طالعين رحلة وعايزة أروح معاهم.

أنهت جملتها راكضة من الغرفة هاربة من رد فعله، تود تركه يفكر قليلًا ثم ستأتي لتنول الجواب..انتظر حتى خرجت ثم نهض من مكانه متجهًا الفراش جلس بأريحية جسد وبتعب نفس ناظرًا لأعلى حيث وضع صورتها أعلى فراشه لتكون أول شيء يرأه عندما يستيقظ وأخر شيء يرأه عندما يخلد للنوم..فأردف قائلًا بقلة حيلة:

_تعرفي يا ملاك البت نور رغم إن صفاتها غريبة ومجنونة شويه بس هي اللي بتقدر تخرجني من اللي أنا فيه..لو تشوفيها دلوقتي كبرت وبقت جميلة أوي فيها منك كتير..مش هقول نسخة طبق الأصل لأن أنتِ مفيش منك اتنين..وحشتيني يا حبيبتي.

.................

داخل مستشفى الحياة في مكتب من الطراز الحديث يجلس شاب في مقتبل عمره يتميز ببشرته البورنزية وخصلات شعره ذات اللون البني الغامق، وجسده الرياضي نتيجة التمارين الإسبوعية، يتفحص الورق أمامه بدقة، لتدلف للغرفة الممرضة أو بمعنى أصح المساعدة له تخبره بأن موعد العملية قد حان، ليغلق المئزر الطبي تحت نظراتها التي تأكله حيًا، دلف لغرفة العمليات ثم اتجه للجزء الخاص بالإرتداء ساعدته في ارتداء الزي الخاص بالعملية وقامت بإغلاقه له من الخلف، فإرتدى القفازات والماسك
واتجه ليباشر عمله ومعه الطبيب الخاص بالنبج، مر وقت ليس بقليل حتى انتهاء من إجراء العملية، اتجه ليغسل يده بعدما خلع القفازات المليئة بالدماء زفر براحة عندما خرج من الغرفة ومرت الجراحة بخير، وقف في طريقة زوج المرأة قائلًا بشكر:

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن