الفصل الحادي والعشرون

1.6K 78 6
                                    

هناك سببان وراءَّ عدم ثقتنْا بـِ الناس :
الأَول: أَننا لا نعِرفهُم
الثَاني: أَننا نعرفهم جيدًا

وهي لا تعرفها ومن داخلها لا تريد أن تعرفها البتة، الإنسان بالنسبة للآخر قبول وهي لم تتقبلها منذ أن رأتها لا تعلم سببًا لذلك وربما تعلم أن السبب هو إلتصاقها به كالعلكة التي تلتصق في قميص إحداهما، شهقت عندما فتحت الباب بكل دمٍ بارد وتلاقي عليه التحية بإبتسامة عادية كأنها لم تخترق غرفة إحداهما توًا..أم أنها معتادة على ذلك..؟

هب لؤي واقفًا من مكانه قائلًا بدهشة:

_مايا إيـه اللي جابك هنا ..؟

أهذا كل ما يعنيه كيف أتت لهنا فقط لم لمّ يسألها ويعنفها عن اقتحامها الغرفة بهذا الشكل أليس من المفترض أنهما زوجان الآن لذا من الطبيعي وجود خصوصية.. هكذا حدثت نفسها سرًا وهي ترى هذا الفتاة تقف بتلك الملابس الكاشفة لجسدها دون حياء اقتربت لداخل الغرفة ومازالت تبتسم له قائلة:

_oh نسيت أقولك إني هشتغل هنا لؤي

_هنا ازاي مش أنتِ كنتِ مسافرة مع جدي..؟

جلست على الأريكة قائلة بهدوء كأنه تجلس في غرفتها الخاصة:

_مصر عجبتني أوي قررت أفضل هنا فترة مش صغيرة

ابتسم لها مجاملة قائلًا بترحيب:

_طبعًا مصر لازم تعجبك وأكيد هتكوني مبسوطة..وبعدين أنتِ فوتوجرافر شاطرة وهتلاقي أماكن كتير أوي تعجبك هنا

_ of course loay..كنت رايحه أوتيل بس جدو قالي No

_طبعًا عنده حق البيت بيتك

أسوأ ما قد يمر بالإنسان أن يحزن على نفسه، أن يشعر أنه بلا قيمة وسط الجمع الذي يقف فيه، أن يشعر من أعماق قلبه أنه غير مرغوب فيه وأن هذا المكان ليس مكانه..فسرت من طريقة كلامه معها وطريقة دلوفها للغرفة بكل أريحية أنها حبيبته بالطبع تجمعهما علاقة حب وهذا يبدو واضحًا من وجهة نظرها..نهضت من مكانها تريد الذهاب للشرفة لاستنشاق بعض الهواء النقي حتى لا تبكي على نفسها استوقفها صوته قائلًا:

_نسيت أعرفك يا مايا دي سيلا مراتي

تيبست قدميها مكانها وجحظت عينيها كيف له أن يعترف أمام حبيبته أنه تزوج بالتأكيد ستغضب وتثور عليه الآن..وهذا ما حدث أمام عينيها

_what.. Are you married loay..?

صمتت سيلا تريد أن تعرف بماذا سينتهي هذا الحوار وماذا سيقول لها..ابتسم بخبث مقتربًا من سيلا ممسكًا بدها رافعًا إياها لشفتيه مقبلًا إياها بعمق فشعر بارتجاف يدها داخل يده فأردف قائلًا:

_لسه طازجة وحياتك

رسمت إبتسامة على شفتيها مقتربة منه معانقة إياه على حين غفلة قائلة:

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن