الفصل الثاني عشر

1.5K 75 24
                                    

‏وفي نهاية المطاف ستأتي الأشياء من تلقاء نفسها دون أي جهد أو سترحل للأبد رغم كل الجهود.

الموقف لا يستدعي الضحك البتة لكنها تضحك..تضحك بكل قوتها على ما تفوه به الآن..اقتربت منه تقف مقابلًا له مباشرة تهمس بفحيح ومازالت الإبتسامة الساخرة تعلو ملامح وجهها:

_ألشك بيموت من الضحك حقيقي

جز على أسنانه بغضب محاولًا السيطرة على انفعالاته وألا يدك عنقها دكًا الآن تلك الغبية التي لا تعي شيء..لكن لمتى سيظل يكتم حقيقة على قدر ما أسعادته أوجعته الضعف..!! خلع سترة بدلته ليقف خلفها ملبسًا إياها لها دون أدنى اعتراض منها ثم توجه للكرسي المقابل لها قائلًا بهدوء:

_اقعدي

توجست من نبرته الجدية خوفًا من أن يكون كلامه صحيحًا وعند تلك الفكرة انتفض قلبها هلعًا، لتُظهر عكس ذلك وهي تجذب طرفي السترة لصدرها تحكم غلقها جيدًا ثم جلست مقابلًا له قائلة بانفعال ولكن بصوتِ معقول:

_أنت عارف لو حد سمعك وأنت بتقول إنك جوزي كان هيحصل إيه..؟

أجابها ببرود ثلجي جعلها تنفعل أكثر قائلًا بثبات:

_مش هيحصل حاجة لأن دي الحقيقة

_حقيقة إيه أنت عايز تجنني..!!

تنهد بعمق ليزيح ثقل ست سنوات أرهقته قائلًا بجدية:

_لو فاكرة من ست سنين كان في واحد اسمه هيثم بيحبك، اتقدم لأبوكي أبوكي رفضه لأكتر من سبب، بس الشاب ده مكنش سوي نفسيًا..هو اللي خطفك يوميها، كنت جاي عندكوا شوفته وهي بيشدك جوا العربية غصب عنك، طلعت وراه علطول وأنا في الطريق كلمت عمي عمر قولتله علشان واحد فينا يلحق لو التاني إتأخر، لما وصلت ملقتش أي أثر ليه ولا للعربية اللي كان راكبها..نزلت من العربية على أول الشارع..كان شارع ضيق جدًا وكله ناس غلابة، لفت نظري واحد طالع من عمارة قديمة وبيلتفت حوليه ومشى، روحت علطول على البيت ده مكنش فيه غير شقة واحدة اللي ليها باب خبطت جامد ولما محدش فتح كسرت الباب لقيت راجل كبير جوا قولتله فين البنت اللي جبتوها هنا سألني أنا مين ولما عرف إني قريبك قالي الحقها الراجل اللي جابها هنا راح يجيب مأذون وهيتجوزها، مش هتصدقي حالتي كانت عامله ازاي ساعتها خاصةً وأنا شايفك نايمة متخدرة بلا حول ولا قوة، وفعلًا الراجل ده بعت واحد من صبيان القهوة جاب المأذون اللي على أول الشارع واللي هيثم مكنش يعرف بوجوده..وكتبت عليكِ، هتقوليلي كان ممكن تخرجني من غير جواز.. أنا فعلًا كنت هعمل كدا بس أول ما طلعت الشارع اتملى رجالة تبع هيثم ده، والمأذون طلع من الباب اللي ورا..ولما أبوكي جه مسك هيثم ومعرفش لحد النهاردة عمل فيه إيه.

أصابته رجفة في قلبه هزت كيانه عندما رفع رأسه ينظر لها فوجد دموعها كالشلال تجري على وجنتيها بلا رحمة تحفر ألمًا في قلبه..ألمًا لن يُنسى، سمع صوتها الضعيف من بين شهقاتها تقول؛

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن