عدت إلى المنزل و عندما دخلت وجدت ليفاي جالس على الأريكة
"مرحباً... هل اشتقت إلي"
"ماذا تفعل هنا؟ و ما الذي تريده؟!"
"أريد حقي..."
"أي حق؟!"
"يبدو أنك نسيت"
"هل تتحدث عن المال أم تريد أن تتقاتل"
"الاختيار الثاني....."
"لا مانع لدي"
ما أن قلت ذلك حتى هاجمني ليفاي بكل قوته
قام بضربي عدة مرات لكن لم أبدي أي رد فعل
"هل ستبقى هكذا!"
"ما الذي تريده بالضبط؟!"
"ما الفائدة من القتال إذا لم يكن هناك رد فعل!"
"اسأل نفسك"
"هل أنت أخرق!"
"و هل تكتشف ذلك الآن؟!"
نظر إلي ببغض و قال "حسابنا لاحقاً"
كان على وشك المغادرة حتى قلت "انتظر!"
"ماذا تريد"
___ليفاي___
قام بفتح الدرج و أخرج منه كيس أسود و قال "هذا مالك"
"لا أريد شيء من وجهك "
"و أنا كذلك... لا اريد شيء من وجهك!"
أخذت المال و غادرت
بينما كنت أسير عائداً لمنزلي رأيت فتاة ذات شعر بني يميل للبرتقالي
كانت جالسة تبكي على الرصيف
لأول مرة في حياتي.. سألت "لماذا تبكين؟" لا أدري منذ متى و أنا اهتم للبشر و مشاعرهم.. و بالأخص الفتيات!
نظرت إلي و عينيها مليئة بالدموع و قالت "هل تعرفني؟"
"لا.. لكن كنت أسأل فقط.."
"لا بأس... أنا بخير.."
نهَضت و كانت على وشك المغادرة ثم عادت تبكي مجدداً قائلة "أنا حتى لا أعلم ماذا سأفعل"
"هل يمكن أن نتحدث"
أومَأَت إيجاباً
"ما رأيكِ بالذهاب إلى مقهى لنتحدث هناك"
"لا بأس.. لكن...."
"ماذا"
"ليس معي مال"
"لا مشكلة"
ما هذا الذي أفعله! بدأت أشك أني أعرفني
ذهبنا إلى أقرب مقهى و جلسنا على طاولة
قبل أن تتحدث جاءت النادلة و قالت "مرحباً.. ماذا.... هل هذا أنت مجدداً!"
كانت شقيقة ييغر المزعجة
"أجل..."
"ماذا تريد!"
"شاي.."
"هه.. هل لديك طلب آخر"
"إسأليها"
"أنا أيضاً أريد شاي"
"حسناً"
ذهبت و بدأتُ أتحدث مع تلك الفتاة
"أنا ليفاي.. و أنتِ ما اسمك؟"
هل أنا غبي! لماذا أخبرتها باسمي... أتمنى أنها لم تسمع عني
"أنا بيترا.."
"هلا أخبرتيني عن سبب بكائك الآن؟!"
"حسناً سأخبرك.. كنت أعيش مع والدي و والدتي كأي شخص آخر.. لم أكن أحتاج إلى أي شيء آخر في حياتي.. توفيت والدتي.. و تزوج أبي بامراة أخرى لتعوضني عن فقد أمي... كان هذا عندما كان عمري 14... كانت زوجة أبي دائماً ما تعاملني بطريقة سيئة و تكذب على أبي.. و أبي كان يصدقها... و ذات يوم حينما كان عمري 17 قرر أبي أن ينقلني للعيش مع عمي.. لكن الوضع كان أسوأ بكثير... لذا تركت المنزل و انتقلت للعيش وحدي.. وجدت عملاً يناسبني لكن اليوم طُردت منه و كذلك طُردت من شقتي التي أسكن فيها لأنني لم يكن معي المال لدفع الإيجار.. و ها أنا هنا الآن.."
"كم عمرك الآن؟"
"20"
"إذاً.. لماذا تتحدثين كما لو أنها نهاية العالم.. ابحثي عن عمل آخر و بالنسبة للسكن.. فيمكنني إيجاد مكان لكِ.."
"ليس لدي مال..."
"أعلم.. سأتكفل أنا بهذا..."
"شكراً.."
جاءت نادلة أخرى و قامت بتقديم الطلب.. ههه.. تلك الخرقاء لن تعود مجدداً بالتأكيد
"صحيح... لماذا كانت تلك النادلة متفاجئة من وجودك هنا.. كما أن طريقتها في التحدث كانت غريبة"
"لا تهتمي.. كان بيننا عمل سابق لكنها تركته..."
"لهذا السبب هي منزعجة منك؟!"
"نعم..."
"لكنني أعتقد أنك شخص جيد.. من قَد ينزعج منك؟!"
"الكثير... جميعنا أشخاص سيئون في رواية أحدهم..."
"صحيح.."
لماذا أتصرف بهذه الطريقة؟! لقد قتلت العشرات من الفتيات مثلها... ما الذي تغير الآن؟!
غادرنا المقهى و بالفعل وجدت لها مكان مناسب و تكفلت بكل شيء يحتاجه المنزل
كنت على وشك المغادرة لكنها قالت "ليفاي..."
نظرت لها ببرود لتقول "ألا بأس بأن أناديك هكذا؟!"
"نعم.."
"حسناً.. كنت أود فقط شكرك.."
"على ماذا؟!"
"على جميلك الذي لن أنساه أبداً.. هل يمكنني الحصول على رقم هاتفك؟"
"لماذا تريدينه؟"
"ااا.. مثل أي شخص.. لأتحدث معك..."
"لا أعتقد هذا.. وداعاً"
قلت هذا ثم غادرت
___إيرين___
كنت جالس في المنزل أفكر بشأن ما سيفعله ليفاي مستقبلاً حتى قطع حبل أفكاري رنين جرس الباب
الساعة الآن التاسعة مساءًا.. و أنا لا أنتظر مجيء أي أحد
فتحت الباب لأجدها كاندي
"ما الأمر.. ألم تذهبي في الصباح إلى منزلك؟"
"بلى.. لكنني ذهبت إلى العمل اليوم.."
"وما المشكلة؟"
"أتذكُر ذاك الشاب ذو الشعر الأسود الذي تقاتل معك بالأمس؟"
"ليفاي؟"
"هل تعرفه؟؟"
"نوعاً ما"
"من أين لك أن تعرف مجرم كهذا؟"
"لقد عرفته فحسب هل تريدين شيء ما؟"
"لقد كان اليوم في المقهى الذي أعمل فيه.. و كانت نظرته تجاهي مريبة.. و أنا خائفة من العودة إلى المنزل بمفردي..."
"لا بأس.. سآخذك إلى المنزل..."
ذهبت معها لأوصلها لمنزلها
عندما وصلنا إلى هناك قامت بمعانقتي و قالت "أنت الأفضل على الإطلاق أخي..."
بادلتها العناق و غادرت دون قول أي شيء..
عدت إلى المنزل و في صباح اليوم التالي ذهبت للعمل
ذهبت قبل الموعد بقليل لأكون هناك على الوقت
وجدت المكان مفتوح فدخلت لأجد أنه لا يوجد أحد سوى المدير إيروين
"صباح الخير.."
"صباح الخير إيرين... ألم يكن من المفترض أن تأخذ إجازة؟"
"نعم.. لكنني مللت من البقاء في المنزل... لا يوجد شيء لفعله.. كما أنني لم أبدأ بالعمل حتى الآن.."
"أجل أجل.. صحيح... كنت أريد سؤالك عن شيء ما..."
"تفضل..."
لوهلة شعرت بالتوتر حتى جاء سؤاله
"ماذا كنت تعمل سابقاً؟!"
تباً.. لم أفكر في هذا من قبل.. ماذا يجب أن أقول؟
"كنت عاطل عن العمل.."
"إذاً.. ما هو مصدر دخلك قبل هذا العمل؟"
"لا أعلم.."
"كيف لا تعلم؟"
"لقد كان كل شيء يأتي بوقته... أفعل شيء ما فأحصل على مال مقابله.. لكن ليست وظيفة"
"امم.. فهمت..."
لم تمر دقيقة حتى دخلت أول زبونة
فتاة ذات شعر بني مائل للبرتقالي
"من فضلك.."
قام إيروين بوضع يده على كتفي و قال "يمكنك البدأ بالعمل من الآن"
أومأت له ثم اتجهت إليها قائلاً "تفضلي.. كيف يمكنني مساعدتك؟"
"أريد بعض الأغراض لديكور منزل.."
"حسناً.. تفضلي لأريكي ما قد يناسبك"
بدأت أعرض عليها الأشياء الموجودة
لوحات.. قطع زينة.. و العديد من الأشياء الأخرى
"هل أنت جديد هنا؟"
"هل هذا واضح لهذه الدرجة! نعم.. إنه أول يوم لي"
"توقعت هذا! طريقتك تظهر ذلك"
"كيف؟"
"أشعر بأنك نوعاً ما متردد.. ولا تعرف ما يجب أن تقوله.."
"نعم.. هل تأتين إلى هنا عادة؟"
"أحياناً.. أحب الأشياء التي لها علاقة بالفن.. و أجد أشياء فريدة من نوعها هنا.. لكنني لم يسبق لي رؤيتك.. هذا أيضاً جعلني أعتقد أنك جديد"
"إذاً..؟"
"لا شيء.. سأختار فقط ما أريده و أغادر.."
"حسناً.."
أخذت ما أرادته و ذهبت لتتحدث مع إيروين ثم غادرت
انتبهت إلى أنها لم تدفع لذا تعجبت من الأمر
ذهبت لإيروين و سألت عن الأمر ليجيبني بأنها تأتي إلى هنا دائماً و أنهم يثقون بها
لم أهتم للأمر كثيراً و قبل انتهاء وقت العمل ببضع ساعات طلب مني إيروين العودة إلى المنزل
لا أدري لماذا أشعر أن هناك شيئ غريب..
لم أهتم للأمر كثيراً و غادرت فحسب
قبل عودتي إلى المنزل قررت أن أذهب للمقهى الذي تعمل كاندي به للاطمئنان عليها.. بدأت أشعر بالقلق حيالها بعد أن عرفها ليفاي و جان..
يجب أن أبعد ليفاي عن حياتنا.. أما جان فلا يمثل عائقاً كبيراً لي..
عندما وصلت استقبلتني كاندي بابتسامة لطيفة و رحبت بي كما لو أنني أزورها في منزلها
لم أرها بهذه السعادة منذ زمن بعيد
لم تمر دقائق حتى انقلبت تعابير وجهها تماماً...
______________________________
انتهى الفصل.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إن أعجبكم الفصل لا تنسوا دعمي بتصويت و تعليق و إن كانت لديكم أي اقتراحات للفصول القادمة أو أي انتقادات أرجو كتابتها في التعليقات
___
أنت تقرأ
شيطان ام لا ££ Devil or not
Acciónما بين الإنسان و الشيطان تائه ... ضائع ... أوشك على السقوط .... أي سبيل أراه أذهب إليه من أجل المال ... فقط المال .... إن نبذنا المجتمع ... فنحن وجدنا الطريق التي يهابنا بها جميع أفراد هذا المجتمع .... في هذا العالم الغريب ... إما أن تكون هازم...