15

80 9 0
                                    

___إيرين___
لم أتوقع أن الحديث مع شخص آخر عما يحدث سيريحني هكذا! إنه أفضل شعور شعرت به منذ فترة طويلة..
عدت إلى المنزل وعندما دخلت وجدت كاندي تبكي
"ما الأمر؟!"
"لا شيء.."
"كاندي!"
تنهدت وقالت "لقد اتصل بي المدير اليوم.."
"و..؟"
"قال أنه سيفصلني..."
"هذا أفضل.."
نظرت إلي بصدمة وقالت "هل أنت مجنون؟ دون عمل لن أتمكن من دفع الإيجار ولن أتمكن من دفع مصاريف الجامعة.."
"كان هذا قبل أن يعود أخوكِ.. من الآن لا تقلقي بشأن أي شيء..."
"لكن.."
"دون لكن.. وإن أردتِ عمل يمكنني إيجاد ألف وظيفة لك.. لكنني أفضل أن تهتمي بدراستك..."
"صحيح.. ما تخصصك الجامعي؟"
"أأ.. أنا... لم أذهب للجامعة أبداً..."
"لماذا؟!"
"لم تكن هذه الرفاهية متاحة لي.."
"رفاهية؟ هل تعتبر التعليم رفاهية؟!"
"بالنسبة لمن كان ينام على الرصيف ولا يجد ما يأكله هو رفاهية.."
"لماذا لا تكمل دراستك إذاً؟"
"أنا لم أنهي تعليمي ما قبل الجامعي.. كيف سأكمل دراستي في الجامعة؟ كما أنني لا يهمني هذا الأمر كثيراً الآن.."
"لكنني أعلم أنك كنت تطمح دوماً لأن تكون مهندساً.."
"كان هذا في الماضي... أخوكِ تغير كثيراً..."
"صحيح أخي.. ماذا تعمل حالياً؟"
"أعمل في محل ما قريب من هنا.."
"ماذا يبيع؟"
"حتى الآن لم أفهم أي شيء.. يبيع تقريباً كل شيء.. وحسب ما فهمته يبيع أشياء لها علاقة بالفن وما يشبه ذلك..."
"جميل! أريد أن أراه..."
"تعالي معي ذات مرة كأنك زبونة.. لا أريد أن يعرف أحد أنكِ أختي.."
"لما؟!"
"ليس هناك سبب..."
"حسناً.. كما تشاء"
___كاندي___
أشعر بأنه يخفي شيء.. لماذا لا يقول الحقيقة فقط.. لقد كان يخبرني دائماً بكل شيء.. ما الذي تغير الآن... ربما يجب عليَّ أن أنسى شخصيته القديمة.. لقد رأى الكثير في حياته.. بالتأكيد تغيرت شخصيته تبعاً لما مرَّ به....
___إيرين___
خرجت في اليوم التالي للعمل في وقت أبكر قليلاً لكن ما استوقفني هو أنني رأيت إيروين يقف مع شخصٍ ما..
تخبأت خلف جدار ووقفت أراقب ما يجري
رأيتهما يتبادلان الحقائب.. ترى ما هذا؟ ولماذا يخفي ذاك الشخص وجهه؟
بعد أن غادر ذلك الشخص عدت إلى طريقي وكأنني لم أرَ أي شيء.. عندما وصلت إلى هناك بدا إيروين مرتبكاً.. فهمت أن هناك ما يخفيه لذا ادعيت أنني لم أرَ أي شيء وابتسمت قائلاً "صباح الخير.."
"ص..صباح.. الخير"
"الجو جميل اليوم.. أليس كذلك؟"
"ط..طبعاً.."
"لماذا تتعرق.. هل أفتح النوافذ؟"
"لا.. كل شيء بخير..."
"حسناً.. سأذهب لأرى إن كانت الرفوف تحتاج لترتيب.."
"أجل.. افعل هذا"
بدأت أشك في ماهية الأشياء الموجودة هنا.. الغريب أنها تبدو قديمة وأغلبها مهترئ لكن الناس يحبونها.. وعلى الرغم من أن زبائن المكان هنا عددهم قليل إلا أنه يكسب الكثير من المال..
واصلت العمل وكأن شيئاً لم يحدث حتى جاءت كاندي عند الساعة الثانية بعد الظهر..
استقبلها إيروين بابتسامة وهمس لها قائلاً "عفواً.. لكن من أنتِ؟"
"معذرة؟! ماذا تريد؟"
"يعني من طرف من جئت؟"
"ليس من طرف أحد.."
"وهل تعرفين ما نبيعه هنا؟"
"في الواقع أنا هنا لأعرف..لفتني شكل المحل وجئت لأرى.."
"العفو منكِ لكننا لا نبيع لأي شخص.."
"ماذا؟"
"يعني نريد أن نضمن أموالنا.. لأن الأسعار هنا غالية قليلاً والناس يقسطونها..."
"لدي مال..."
"آنستي.. من فضلك لا يمكنني بيعك أي شيء.."
نظرت له كاندي بتعجب ثم خرجت..
ذهبت إليه وقلت "ما الأمر؟ ومن هذه؟"
"لا بد أنها مُسلطة علينا.."
"مُسلطة؟"
ارتبك مجدداً وقال "نعم.. من المحال المجاورة لنا.. يعرفون الأسعار من عندنا ليبيعوا بأقل منها.."
"وما الفائدة من هذا؟"
"ليسرقوا زبائننا.."
لم أصدق ما قاله كثيراً وكما هي العادة طلب مني المغادرة قبل موعدي
ذهبت إلى ميكاسا وأخبرتها بما رأيته اليوم
"هل تعرفك الشرطة؟"
"كلا.. لماذا؟!"
"ستعرف لاحقاً.."
لماذا كل شيء يبدو غريباً اليوم..
استمررت على هذا الحال لأكثر من شهر.. كنت أتجسس على إيروين كل صباح وأصبحت أشعر أنه يشك بي..
وذات يوم بينما كنت على وشك الذهاب إلى العمل تلقيت ضربة على رأسي أفقدتني الوعي..
لم أدرك ما حدث بعدها سوى عندما استيقظت في مكان مظلم..
حاولت التحرك لكن بلا جدوى لأنني كنت مربوطاً على كرسي خشبي..
هذا المكان يبدو مثل مخزن قديم
به الكثير من الصناديق المتسخة ومصباح واحد بالكاد يضيء الموضع الذي هو به
ترى.. من له مصلحة ليفعل هذا بي؟؟
حاولت تذكُر أي شيء لكن بلا جدوى..
حاولت إصدار أي صوت ليسمعه من بالخارج لكن على الأرجح هذا المكان مهجور..
وأصلاً لا أعلم هل هو صباح أم ليل.. لا توجد أية نوافذ هنا..
وبينما كنت أحاول التخلص من قيدي سمعت صوت خطوات تتلوها ضحكات تدل على السخرية ليقول الشخص الواقف بعيداً "ههه.. لقد كنت أذكى مما ينبغي عليك أن تكون ييغر.. أنا أعرفك جيداً من قبل أن تأتي إلي.. لكن.. لم أتوقع أن تشك بي..."
لم أكن أراه لأنه كان بعيداً عن الضوء.. ولم يكن بإمكاني حتى تمييز نبرة الصوت...
"لا بد أنك تتسائل عن شخصي... فكر جيداً.."
عندما أدركت أنه إيروين توسعت عيناي من الصدمة..
"على الأرجح لقد عرفتني.. جميل جداً.."
تقدم عدة خطوات حتى أصبح أمامي تماماً وجلس على ركبتيه ونظر إلى وجهي
قام برفع شعري عن وجهي وقال "لم أكن أريد أن تتوتر العلاقات بيننا لكنك من اختار هذا.. لماذا تراقبني ييغر؟ ما الذي تريد معرفته بالضبط..."
قام بإمساك ذقني وقال "حسناً.. سأخبرك بكل شيء.. هل تعرف مع من أعمل؟ ومن الذي كنت أقابله صباح كل يوم؟ نعم.. عزيزي تخمين صحيح.. إنه والدك.."
هل هو مجنون أم ماذا؟ هل يسأل ويجيب نفسه؟!
"وهل تعتقد حتى أنني لم أكن أعرف أختك حينما أتت؟ ههه يالك من أحمق ييغر.. هل تعلم ما الذي نبيعه أصلاً؟ نعم بالضبط.. نحن نقوم بتهريب.. تهريب أي شيء.. آثار.. مخد*رات.. أي شيء مخالف يمكنك التفكير به.. ولنا ذبائننا.. لهذا منعت أختك من الدخول.."
بدأ يسحب يده حتى وصلت لعنقي وقال "لكنني لن أتركك تعيش بهذه السهولة.. بعد أن عرفت كل شيء.. حتى وإن كان فعلي هذا سيجعلني أخسر والدك.. لا يهمني أي شيء سوى مصلحتي.. الوداع ييغر..."
"لحظة.. صحيح.. كنت أعرف أنك قاتل مأجور أيضاً.. لذا تعمدت سؤالك عن عملك السابق.. لأرى كيف ستجيبني.."
هل هو أخرق؟ هل كان ينتظر أن أخبره بكل شيء؟
"لو كنت أخبرتني بالحقيقة ربما لم يكن هذا حالك الآن.."
بدأ بالفعل بخنقي ولم أتمكن من فعل أي شيء.. بدأ نفسي ينقطع فعلاً ولم أعد أشعر بأي شيء...
فتحت عيناي لأرى سقفاً أبيض.. أين أنا؟ وما الذي حدث؟ نظرت حولي لأجد أجهزة كثيرة فأدركت أنني في المستشفى.. لكن.. من أنقذني؟؟
التفتُّ للجهة الأخرى لأرى ممرضة..
كنت على وشك أن أسألها لكنها ما أن رأت أنني استفقت حتى خرجت بسرعة لتنادي الطبيب..
دخل الطبيب.. فوجئت به.. أبي! بعد كل هذه المدة!
دخل الغرفة وتأكد من غلق الأبواب ليقول "ولدي العزيز.. اشتقت إليك.. أين كنت طوال هذه المدة؟"
نظرت إليه ببغض فقط.. لا يمكنني أن أنسى أبداً صنيعه...
"أهذا ردك على من أنقذك من موت محقق! لم أتوقع أن تكبر ناكراً للجميل.."
عن أي جميل يتحدث.. أنقذني من الموت بعد أن كاد يكون هو من يتسبب بقتلي..
كنت على وشك أن أتحدث حتى قال "لا تقل أي شيء.. ليس من المفترض أن تتكلم أصلاً.. سيؤذيك الكلام... ينبغي أن تمتنع عن الكلام لفترة..."
لم يعد بإمكاني فهم أي شيء.. رأسي سينفجر من التفكير...
"لدي مفاجأة صغيرة لك.. متأكد أنها ستعجبك.. اعتبرها اعتذار عما بدر مني.."
قام بفتح الباب لتدخل الممرضة وهي تدفع كرسي متحرك.. فوجئت عندما رأيت الجالس على الكرسي.. لقد كانت أمي..
حاولت التحرك لكن لم أستطع تحريك أي جزء من جسمي
"طبيعي.. نقص الأكسجين من جسدك سيؤدي إلى عدم القدرة على الحركة.. لكنني سعيد بهذا نوعاً ما.."
تجاهلت كل ما قاله ونظرت لأمي وأنا أشعر بالعجز.. كم أود أن أعانقها..
خرج أبي مع الممرضة وقال "لا تتآمروا ضدي حسناً.." ثم ضحك بطريقة سخيفة وخرج..
حاولت التحرك مجدداً لتقول أمي "لا تتحرك عزيزي.. لا تؤذي نفسك.. سآتي أنا"
ما أن سمعت صوتها حتى بدأت بالبكاء كالطفل الصغير
بدأت تحرك الكرسي بيديها لكن يبدو أنها لا تستطيع.. رؤيتها هكذا تقتلني.. وصلت إلى السرير وقامت بمعانقتي وبدأت بالبكاء..
أشعر وكأنها تريد قول شيء ما.. كنت أحاول سؤالها لكن نظرت لأرى أبي يراقبنا من خلف الباب لذا اكتفيت بمعانقتها فقط..
على الأرجح أبي يؤذيها.. سأحاول بقدر الإمكان تخليصها منه.. أريد أن أعيش أنا وهي وكاندي في سعادة بعيداً عن هذا الوغد..
استطعت بصعوبة تحريك يدي اليمنى ووضعتها على رأسها
نظرت إلي وعيونها مليئة بالدموع
أومأت لها برأسي لكي لا تقلق..
أريد هاتفي بشدة الآن.. لكن ترى.. أين هو؟
_________________________
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مرحبا جميعا كيف حالكم؟
أتمنى أن يعجبكم الفصل
إن أعجبكم لا تنسوا دعمي بالتصويت والتعليق فضلاً
ولا تنسوا كتابة اقتراحاتكم للفصول القادمة وانتقاداتكم
إلى اللقاء

شيطان ام لا ££ Devil or not حيث تعيش القصص. اكتشف الآن