14

96 10 9
                                    

لم تمر دقائق حتى انقلبت تعابير وجهها تماماً..
نظرت خلفي لأجدها تلك الفتاة التي رأيتها صباحاً في العمل
لا أدري لما توترت كاندي حتى دخل معها ليفاي
__كاندي__
كنت مصدومة من رؤية تلك الفتاة مجدداً لكن ما كان يطمأنني هو وجود أخي معي
لم تمر ثوانٍ حتى اتسعت عيناه وبدأت الصدمة تعتري ملامحه
بسرعة قام بتغطية وجهه بغطاء الرأس (الزُنط أو الزعبوط يعني عشان معرفش اسمه إيه بالفُصحى)
ثم أمسك بيدي وسحبني معه إلى الخارج
"إيرين! ماذا تفعل.. ستسبب لي مشكلة مع المدير.."
"اصمتي!"
"أريد أن أفهم ما علاقتك بهذا الشخص!"
"'قلت اصمتي!"
استمررنا بالمشي قليلاً ثم توقفنا في مكان ليس ببعيد عن المقهى..
ظل إيرين يراقب المكان وأنا لا أفهم أي شيء..
مرت حوالي نصف ساعة ونحن بنفس المكان
"إيرين.."
"ماذا؟!"
"المدير يتصل.. ماذا أفعل!"
أخذ الهاتف من يدي وأشار لي بأن أصمت ثم قام بالرد..
"كاندي! أين أنتِ! لقد رأيتك في كاميرا المراقبة وأنت تخرجين مع شاب من المقهى وإن لم تأتي فوراً سأفصلك!"
بدأت أشعر بالخوف ليجيب إيرين قائلاً "أنا ذاك الشاب الذي كان معها.. كما أنني شقيقها.. وقد أخذتها معي لأن مشكلة ما حدثت في المنزل لكن للأسف تعرضنا لحادث ونحن بالمشفى الآن.."
"حقاً.. أعطني كاندي لأتحدث معها.."
"للأسف لا يمكن لأنها فاقدة للوعي الآن.. عندما تستفيق سأجعلها تعاود الاتصال بك.. وحتى إن أردت فصلها فافعل الأمر لا يهم كثيراً.... لن يكون أكثر مما فقدناه.."
ثم أغلق الخط
"إيرين! لماذا كذبت!"
"كاندي.. أرجوكِ اصمتي وأنا سأخبرك بكل شيء في الوقت المناسب!"
"ومتى سيأتي هذا الوقت المناسب! إيرين! لقد أصبحت غريباً جداً.. لم تعد كما اعتدت عليك!"
بدا غاضباً لوهلة وصرخ في وجهي قائلاً " وماذا تنتظرين! أن أبقى طفلاً كما أنا! لقد رأيت أسوأ ما في الحياة لذا أنا الأسوأ الآن!"
رفع شعره عن وجهه بيده وتنهد ثم قال بنبرة أكثر هدوءاً "كاندي.. ما كان عليكِ أن تقحمي نفسك في حياتي! أنا الأسوأ على الإطلاق! لم أعد أخوكِ اللطيف الذي اعتدتِ عليه.. أنا الآن شخص آخر.. شخص تربى على الكره.. لا يعرف هذه الحياة المترفة الهادئة التي تعيشينها! أرجوكِ اسمحي لي أن أفعل الشيء الوحيد الذي أسعى له حالياً.. أنا أريد أن أتغير.. أريد أن أصبح أفضل قبل أن أموت.."
"لا تقل هذا! أنت رائع أخي.."
"كلا.. أنا لست كذلك... ويُفضل ألا تعرفيني على حقيقتي!"
"ماذا سنفعل الآن؟!"
"اتصلي بميكاسا وأخبريها بأنكِ ستبقين معي لفترة في منزلي.."
"حسناً.."
"وبعد أن تفعلي اتجهي مباشرة إلى منزلي ولا تخرجي أبداً ولا تفتحي الباب لأي شخص حتى تتأكدي أنه أنا.. وأنا سأذهب لأفعل شيء ما وسأعود.."
"حسناً لكن لا تتأخر!.."
غادرت وهو بقي واقفاً حيث هو..
ذهبت إلى منزله وفعلت كما قال لي
__إيرين__
انتظرت حتى خرج ليفاي وتلك الفتاة من المقهى وقد غادرت الفتاة وبقي ليفاي
اتجهت إليه وقلت "ما الذي تريده! ولما تتبع أختي!"
"أنا لا أتَّبِعها.. الأمر فقط أن الشاي هنا جيد.. لكن يبدو أنك تريد افتعال مشكلة معي!"
"ليفاي أغرب عن وجهي.. كل ما أريده هو أن أتأكد من أن أختي في مكان آمن بعيداً عنك!"
"أوه لطيف للغاية.. لما لا تقاتل مثل الرجال!"
"ليفاي! أنا لا أريد إيذاء أختي.. وقد اتفقنا سابقاً أن نبتعد عن طريق بعضنا!"
"إذا ابتعد عن طريقي واغرب عن وجهي!.. وتذكر جيداً أن هذا الاتفاق لن يدوم طويلاً على هذه الحال!"
تركته وغادرت
تباً له ما الذي يريده مني!
عدت إلى المنزل ودخلت لكن لم أجد كاندي
بدأت أبحث عنها في المنزل لكن بلا جدوى..
بدأت أشعر بالقلق حيالها وخرجت للشارع وظللت أبحث كالمجنون حتى حل الليل
عدت إلى المنزل وجلست أمام الباب
ماذا سأفعل إن حدث لها شيء
أخرجت الهاتف واتصلت بليفاي
"أين أختي أيها الوغد!"
"وما أدراني أنا!"
"أقسم أنه لو حدث لها أي شيء ستندم!"
أغلقت الخط وبدأت بالبحث مجدداً
أتمنى ألا يصيبها أي مكروه...
بينما كنت أسير وأبحث في الشوارع المظلمة لمحت ظلاً لشخص يسير من بعيد ليتضح أنه ليفاي
"هل وجدتها؟!"
"كلا!.. ماذا تريد مني إن لم تكن أنت ظن اختطفها!"
"أريد المساعدة.. صحيح أننا افترقنا لكن هذا لا يعني أن أساعدك.."
لم أهتم بما قاله كثيراً وذهبت للبحث في مكان آخر
بعد ساعات من البحث كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل
رن هاتفي لأجده ليفاي
"ماذا!.."
"وجدتُها.."
"حقاً.. أين؟!"
"مع زوجة أبيك.. كانت قد اختطفتها مجدداً.."
"هل أختي معك الآن؟"
"نعم.. لكنها فاقدة للوعي.."
"أين المكان بالضبط؟"
__ليفاي__
أخبرته بالمكان ولم تمر دقائق حتى جاء ركضاً..
كانت الفتاة قد استفاقت ثم قام بمعانقتها وبدأ بالبكاء
حسناً.. ربما كانت هذه مرة من المرات القليلة التي رأيته يبكي بها..
التفت إليَّ وقال "شكراً لك.. أنا ممتن لك حقاً.."
"لا شُكر على واجب.."
ثم تركته وغادرت إلى منزلي.. بالتفكير بالأمر.. أن تكون طيباً ليس شيءً بهذا السوء..
__كاندي__
لم أفهم أي شيء... عل هما عدوان أم صديقان..
"إيرين.. اشرح لي ما يحدث.."
"لاحقاً.."
"بل الآن!.."
تظاهر بأنه لم يسمعني ثم أخذني إلى المنزل معه
بعد أن عدنا إلى المنزل ادَّعيت النوم حتى نام هو الآخر
تسللت إلى غرفته وأخذت هاتفه.. بدأت في تفتيش محادثاته حتى عثرت على رقم ذاك الشخص ذو الشعر الأسود.. قرأت المحادثة بينهما لكن لا شيء واضح.. كل محادثاتهم قديمة وتحتوي على أرقام ورموز غريبة..
حاولت فهم أي شيء لكن فجأة وجدت إيرين يسحب الهاتف من يدي ويقول "ألن تتوقفي عن هذه العادة القذرة!"
"أسفة.. كنت فقط أريد أن أعرف كيف تعرف ذاك المدعو ليفاي.."
"قلت لكِ أنني سأخبرك بكل شيء في الوقت المناسب لذا توقفي عن التجسس على محادثاتي.."
"حاضر.. أسفة.."
تفاجئت أيضاً بأنه عانقني وقال "أنا أيضاً أسف.. لأنني صرخت في وجهك.. أعدك أنني سأتغير من أجلك.. وبعدها ليحدث ما يحدث.."
بادلته العناق وظللنا هكذا حتى غططت في النوم..
__إيرين__
لا أريد أن أظهر حقيقتي لها.. ستكرهني.. لكن لا أريدها أن تحبني أيضاً.. أنا سيء.. ماذا عساي أن أفعل.. أتمنى لو كنت ميتاً.. لكن لن أموت حتى أصلح أخطائي..
بعد أن نامت كاندي حملتها إلى غرفتي ووضعتها هلى السرير وخرجت لأفكر فيما يمكنني فعله..
أصبحت مؤخراً قلقاً من كل شيء.. أخاف من أن يتم اكتشافي.. وأريد أن أتغير.. أريد الاعتناء بأختي.. وفي الوقت ذاته أريد أن أبعدها عني.. أريد أن أنتظم في عملي الجديد.. وأفكر قي تسليم نفسي للشرطة.. وجدتها.. ميكاسا
أخرجت هاتفي من جيبي وأرسلت لها رسالة قلت فيها "كلميني عندما يكون الوقت مناسباً.. الأمر ضروري..."
لكن ما فاجأني هو أنها ردت على الفور وقالت "أنا متفرغة الآن في حال كنت تريد قول أي شيء.."
"إنه أمر لا أريد أن أقوله في المحادثة.. لأن كاندي تفتش هاتفي.."
"هل هو حيال الأمر الذي تحدثنا به مسبقاً؟"
"أجل.."
"حسناً.. ما رأيك أن نتقابل غداً بعد أن تنتهي من عملك؟"
"ممتاز.."
"تصبح على خير.."
"وأنتِ كذلك.."
أصبحت أشعر بارتياح نوعاً ما.. لكن لن أستطيع النوم كما هو الحال كل يوم.. أتمنى أن ينتهي كل هذا.. أو أن يكون كابوساً على الأقل..."
سرعان ما طلع النهار
أعددت الفطور وأكلت وتركت منه لكاندي على الطاولة ثم غادرت..
قضيت يومي في العمل وكان الأمر طبيعياً إلى أن أتت تلك الفتاة ذات الشعر البرتقالي مجدداً وتكرر نفس الموقف.. وبعدها طلب مني إيروين أن أذهب للمنزل مبكراً كما الأمس.. الأمر مثير للريبة.. غادرت بالفعل وقبل عودتي إلى المنزل تذكرت موعدي مع ميكاسا.. اتصلت بها واتفقنا على أن نتقابل في عيادتها التي تعمل بها..
ذهبت إلى هناك وقد كنت متردداً للغاية في أن أقول ما بداخلي.. لأنها الآن نوعاً ما تعرفني جيداً.. وأيضاً كنت خائفاً على كاندي..
__ميكاسا__
بدا متوتراً للغاية وقال "هل باعتقادك يمكن للجميع أن يتغيروا؟!"
"بالطبع!"
"مهما فعلوا!"
"أجل.. مهما فعلوا.."
"حسناً.. أعتقد أنه بإمكاني أن أبدأ الآن بإخبارك بقصتي.."
"تفضل.."
"لقد كنت قاتلاً مأجوراً..."
"قاتل!!"
"أجل.. إن كنتِ تشعرين بعدم الارتياح بمكنني المغادرة.. بل يمكنني الاختفاء من حياتك أصلاً.."
"كلا.. يمكنك أن تكمل.. لقد أخذت عهداً على نفسي بأن أجعلك أفضل.."
"شكراً.. لكن أرجو ألا تخبري أحد.."
"أعدك بهذا.."
أخبرني بالقصة كاملة وأنه يريد أن يتغير ويصبح شخصاً أفضل ويريد أن يعتني بشقيقته كنت سعيدة حقاً بهذا حتى قال "وأفكر في تسليم نفسي للشرطة.."
"لا.. لا تفعل!"
قلت هذا بعفوية دون أن أفكر
"لما؟ أنا شخص سيء.. وأفعل هذا دون وعي أحياناً.."
"وهذه هي وظيفتي! أن أجعلك تنتبه جيداً لتكون شخص أفضل.. لكي تكون راضٍ عن نفسك.."
"هل تعتقدين أنني سأستطيع؟"
"بالطبع تستطيع.. وأنا معك حتى النهاية.. تعال إلى هنا كل يوم ولكن لا تخبر كاندي بهذا.. وأعدك أنني سأبذل قصارى جهدي من أجلك.. لكن يجب أن تعدني أيضاً بأن تبذل ما بوسعك للتغير.."
"أعدك.."
ابتسمت له وودعته ثم غادر.. بداخله شخص جيد.. من الواضح أن لديه انفصام شخصية والتعامل معه سيكون صعباً.. لكن سأحاول بقدر الإمكان.. لأنه يستحق..
_________________________
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مرحباً جميعاً
كيف حالكم؟
كل عام وأنتم بخير
إن أعجبكم الفصل لا تنسوا دعمي بالتصويت والتعليق ولا تنسوا كتابة اقتراحاتكم للفصول القادمة وانتقاداتكم ودمتم جميعاً في رعاية الله..

شيطان ام لا ££ Devil or not حيث تعيش القصص. اكتشف الآن