الصِفرية <٠,١>

4K 121 73
                                    

_ بسم اللّٰه الرحمن الرحيم 🦋

أزدرد لوكاس لعابه هالعًا من نظراتِ سيده بعدما أخترقت نسيج جلده وقد أيقن، سيعود ألعن وأدل مع الكل بلا إستثناء، حتى وجوهه السابقة لا شيء أبدًا مما يراه حاليًا ولا بواحدٍ على المئة. صوفيا والتر نفسها والتي عاشت معه أسوء حقبات تقلباته تراجعت مُنسحبة عن المكان وتركته يتمتم وكأنما يُحاور شياطينه لا هما:

"إذًا.. سافلتي الصغيرة باعت ممتلكاتي التي سجلتها بإسمهَا والآن تتجول حافية مع ملياراتِ الدولارات؟ لا تعمل ولا مَحل إقامة لها، وكاميرات المراقبة في وطنها لمْ تلتقط أثر واحد لحيواني الظريف."

صر أسنانه وحاوط فمه مانعًا أنفاسه عن تمزيقِ روحه أكثر ثمَ اومأ بمنتهى الخطورة على نفسهِ والجميع:

"السافلة تتجول بمليارات الدولارت في مكانٍ ما، قد يقتلها أحد بسبب المال، البشر حقًا طامعين حيال تلكَ النقطة."

أخفض لوكاس أبصاره حزنًا على سيدهِ ثم إرتد هاربًا من المكانِ بسرعة وآخر مَا سمعهُ كان لعنات الوغد المُتتالية بينما يسحق ويهشم كل ما تقع يداه عليه وزئيره أرتفع خارج حدود القصر وكأنما حرر المسخ المَكنون داخله، ليقشط، ويهدم راغبًا في تفريغِ طاقته السلبية لعله يخلص نفسه من ألمِ ذكراها، لكنهُ وجد ذاته عاجزة ووجد طيفها يطارده في كل زاوية وركن، مما زاد لهيب زمجراته ووحشية أوجاعه.

صَرخ ستيڤ وأحتمى في ظهر توماس بسبب هدير سيده الغير آدمي بالمرةِ بعدما وصلهم في الحديقة الخارجية للقصر، ثمَ ندب هادرًا:

"تبًا لي!، هربت الشرقية وتركتنا مع سيدنا المجنون فاقد للعقلية ومُتوحش بالكامل."

"ضَع لسانك في حلقكِ يا ستيڤ."

أجابه توماس مُتحسسًا زناده بلا إكتراث، فاومأ ستيڤ لاطمًا فمه كالنساءِ، ثم إنتحب:

"صــمـتُ... لطالما كنت أظن آل روسيل في المؤخرة، لكن تبًا لي تبًا لي، نحن الآن في أقذرِ مؤخرة ننوح."

صمتَ توماس لوهلة بتوجس وأذناه تكاد تصم بسبب الخراب الذي طغى على جناح الزعيم، لكنهُ سرعان مَا تدارك نفسه ثم غمغم بينما يعيد زناده داخل حِزام بنطاله:

"التقدم الذي حل في عائلاتنا بالفترة الأخيرة لمْ يستطع هاريسون مؤسس العرافين الوصول إليه، لذا كف عن النواحِ كالبعير وتابع عملك."

لعن تحت أنفاسه بعدما حشره توماس في زاوية ضيقة مما ترك أمامه الإحتجاج مُستحيل، فكاد يوافقه الرأي لولا زئير چون الذي صدى أعلى هذه المرة بعدما رَشقَ التلفاز العريض على النافذة مُحطمًا أياها، لكن صرخة ستيف الصاخبة كانت بسبب وقوعه للأسفل أمام رأسه تمامًا بإنشٍ واحد فجلجل النداب كالحريم مُتصلقًا بتوماس حتى وصل صوته لجميع زملائه وهُنا أيقن بأن حياته لمْ تفنى فقط.. بل وأيضُا سمعته كرجل تبخرت وكأنها سراب..

بالفعلِ.. تبًا لي.

***

أشتقتلكم..
أشتقتولي ؟ ♥️

After the end	 || بعد النهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن