_بسم اللّٰه الرحمن الرحيم.
الفصل الثالث: مِقبضٌ شائك.
{سيدة ديفيد.}توحشني الشوق لدفىء بَسمتها ساعة الغروب ولرائحة فطورها عند البزوخ.. تلوعت لملمسها الحميمِ أسفل الأغطية، لضئالتها نقيضي تمامًا، فتلهفتُ لأنفاسها ولروحي فيها، فوجدتُ نفسي خالية، وحيدة، وكيفَ لا أتلاشى من الشعورِ؟ وهي أنتزعت مني كل الوجود ثم رحلت، فسيڤار لمْ تأخذ ذاتي فقط كمَا حذرنِي الجميع.. امرأتي أخذت أيضًا حياتي ولذتي، شعوري وكياني، فتركتني في وحشية مريرة وفقدان.. وكانت هي آول خطواتي المُتسرعة وأول خـُططي الفاشلة.
____________
_______"مرحبًا بكِ.. يا سيڤار إبرام سَمير."
أن يُرحب بي على دخولِي فترة جديدة من حياتي ستزيدني وجعًا لم يثر تساؤلي أبًدا لكن لمَا كُل خطوة أخذها هروبًا منه ومنِي، أجد هويتِي تطاردني، فتسلسلني مشاعري لأسفل قاعٍ في أعماقِ أعين چون هاريسون وروحه الفاسدة، أنا لمْ أتذكرهُ الآن ببغتةٍ؛ لأنني لمْ أنساه قط.. ربما تناسيت كيف كان يعتديّ عليّ ضربًا وجنسًا، وتناسيت حبه لتعذيبي، لمُشاهدتي ضعيفة ذليلة أسفله، وكيف كان يُحب نعتي بإسمي أثناء تعنيفي فأقترن وجعي بكلِ حرفٍ مني.. فالسين لسخف حياتي والياء لشعوري الدائم باليُتمِ، حتى الفاءُ والألفُ والراءُ.. بدلالة فناء أحلامي الرَكيكة، وسي-چي الذي وعدني بعدمِ تركِي كما وعدوني جميعًا، يُراقبني الآن بخذلانٍ ولوم كما فعلوا أيضًا.
بهتت عيناها وتلاشى البريق عنها فشعرت بفراغٍ غير مُستلذ يغزو روحها في حربٍ خاسرة وفاترة، ففهمت للمرة الآولى، اللاشعور واللاإنتماء واللاوطن.. مما جعلها تدرك حقيقة فقدانها لنفسها في ثقبٍ أشد بشاعة وسوءًا من كلِ ثغرات الحياة التي خاضتها سابقًا.
"لا ألومكِ على إخفاء هويتكِ عني لأنني فعلت المُثل، ولا ألومكِ أبدًا على الماضي لكن.."
الأستثناء الأهم فِي حياة سي-چي كان كرامته وحبه للتظاهر بالصمودِ فقط حفاظًا على رجولته كما نشب في بلادهِ، لذا بكائه أمامها كان من سابع المُستحيلات بل والمُعجزات، لكنهُ وقتها.. بكى بسببها ولها، قبل أن يبكي لروحه المَجروحة في حبها.
"كيفَ تكونين مَملوكة لرجل فتخونيه مع آخر؟ لتنامين معهُ وتحملين منهُ، فتجهضي طفلكَ!"
ختم كلماته مُلقيًا الملف أرضًا وحروفه إنتزعتها من حالة تبلدهَا فتركتها في واقع أشد لهيبًا وحرارة، وحينها أدركت بأن ماضيها بات مُشوهًا مِثلهَا ولا تهتم بإعادة صياغته بالحقيقة، لمْ تكن غبية كيلا تدرك وقتها بأنها ألتحمت بلقبٍ تحز عنقها لتتخلص منه، ففي النهاية مهما هربت وأنكرت ستظل سيڤار إبرام سَمير.. عاهرة چون هاريسون.
فرت دمعة من إحدى عينيها ببطىءٍ تحكي كسرة نفسها، وثغرها إنكمش من شدة مرارة اللعاب في فمها، حتى إدراكها بالواقع تلاشى بمنتهى الرويد، على مهلٍ دون تسرع، فوق حواف سكين بارد، مؤلم، بتأنٍ وعـُسر، فتسابقت دموعها، وتسربت منها عدة شهقات مُتفرقة بعدما غزتها ذكرى موت طفلها وإنتزاعه من رحمها بنفسِ البشاعة في الماضي، وكُله بسبب غبائها وإنعدام إتزانها النفسي بل والعقلي أيضًا.
أنت تقرأ
After the end || بعد النهاية
Romansa"حتى هذه اللحظة وأنا أعاملكِ كالأميرات بل كالملكات مكافأة لكِ على عودتكِ، تبجيلًا لنفسي قبلكِ ولكن في اللحظة التي سيتصور فيها عقلكِ بأن رجل، أي رجل لعين خرج من رحم أمه يستطيع حتى أن يشتم عطركِ، نفسكِ اللعين أو أن يرى جزءًا منكِ، سأقتلكِ يا سيڤار، أو...