_بسم اللّٰه الرحمن الرحيم.
*تحذير: الفصل يحتوي على بعض المشاهد العنيفة والجريئة.
الفصل السادس: حفل آل هاريسون.
{شرقيةٌ فِي مأزقٍ.}التحدي غريزة بشرية وحيوانية، منحت لبعضِ الكائنات دفعة لتعيش ولبعض المدنيين سبب في النضالِ، لكن بالنسبةِ لچون هاريسون رؤية التحدي يُغلف عيناها ببريقِ آمل كان مُجرد هرمون سيزول بعد دورتها الشهرية، وإن عاودها مجددًا معه المقدرة على مسحهِ للأبد لكنه لم يرغب في كسر عينيها لأجل أن يكون لديها سببًا لتعيش، حتى لو كان أن تدس خنجرها في صدره، أو أن تحرق آل هاريسون جميعًا، أو حتى أن تحلم بأن يكونَ ملكها، مادامت ستعيش لن يهتم بإنسيًا بعدهَا.
غادر غرفتها وأنهك نفسه في العملِ حتى الليل لينسى رغبته فيها وحدها، لم يأكل وأكتفى بالشربِ ليتناسى وجودها في قصرهِ، جاهزة على الفراشِ، صر أسنانه دافنًا ذاته أكثر في العمل، وكلما راودت فكرهُ، أرهق نفسه أكثر، وعندما يستذكر تفاصيل جسدها، ينهك نفسه أكثر فأكثر، بينمَا هي لأول مرة أشتهت رائحة الطعام بعد فترة طويلة، فأكلت أكثر مما أعتادت حتى شعرت بالتخمة فنامت، وحينما أستيقظت وجدت نفسها لا تفكر بالموتِ، بل بالأستحمام وهذا كان جديدًا عليها، فتحممت، وصففت شعرها، ولبست ما ستر جسدها، ومن المجملات ما يخفي بهتان بشرتها جراء إدمانها.. تعطرت كما لو كانت ملكة جمال الليلة، لمْ تعرف لمن فعلت كل هذا لكن في قرارة نفسها تمنت لو يأتيها چون في المساء، ليس لإغتصابها، بل للنوم بجانبها، ليؤكد أشتياقه لها.
مرت ساعة، وأثنتين، وستة، ولم يأتي بعد، دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ثم الثالثة، ولم يأتي، فوجدت نفسها تخرج سجارة من العلبة التي خبئتها مسبقًا في خزنة ديفيد وراحت تنفسها في شرفتها خلسة باحثةً عنه، فنفذت السجارة الأولى وقبل أن تشعل الثانية ظهرت سيارته أخيرًا فإبتسمت ولم تفهم لما فرحت، لكنها عوضًا عن التفكير ركضت في غرفتها المُظلمة تعطر فمها بالنعناع لإخفاء تلك الرائحة، وبالنهاية كانت سجائر خفيفة بالتوت والبطيخ زالت رائحتها بعد ثوانٍ.
ظلت عيناها مُعلقة على باب الغرفة تنتظر دخوله، لكنه لم يأت، فأرتمت على الفراشِ بغضب، وفتحت التلفاز تراقب بضع الأفلام الشيقة التي شتتّها عن الحقيقة وأنستها ما هي فيه حتى كادت تشرق الشمس، وحينها فقط عدم حضوره فاجئها لأنها أغرته، وبدى بالفعل على وشك إجبارها برغباته لذا.. كيف أستطاع إشباع رغبته تلكَ إن لم يكن معهَا؟
نهضت من فوقِ سريرها وأغلقت التلفاز، ثمَ ذهبت إلى جناحه تكاد تدخله، لكن ما كادت تمس مقبض الباب حتى فـُتح هو من الداخل.. وحينما رأت كلارا واقفة أمامها ولا يسترها الكثير بدلالة إمضائها الليلة معه، تراجعت للخلف وأنتقلت عيناها من على تلك المرأة إليه وهو واقفًا أمام شرفته المُغلقة، عاري الصدر، مُتعرق وستر جسده السفلي بنطاله الأسود بينما يدخن. ناظر عينها وناظرت عينه وكأنما تحدثا لثانية بلغةٍ سرية لمْ يفهمها سواهما، فقالت له بأنه خائن لا يستحقها وقال هو كم تعدى مراحل حبها وبات مُصابًا بدائِها. تواصلا لثانية واحدة ثم رحلت ولم تنظر ورائها بل وغادرت القصر كله بعينين ميتتين، تبًا له ولآل هاريسون جميعًا.
أنت تقرأ
After the end || بعد النهاية
Romantizm"حتى هذه اللحظة وأنا أعاملكِ كالأميرات بل كالملكات مكافأة لكِ على عودتكِ، تبجيلًا لنفسي قبلكِ ولكن في اللحظة التي سيتصور فيها عقلكِ بأن رجل، أي رجل لعين خرج من رحم أمه يستطيع حتى أن يشتم عطركِ، نفسكِ اللعين أو أن يرى جزءًا منكِ، سأقتلكِ يا سيڤار، أو...