La manzana prohibida <٢>

3K 101 138
                                    

_بسم اللّٰه الرحمن الرحيم.

_الفصل الثاني: .La manzana prohibida

{.التفاحة المُحَرمة.}

الــفـَزع..

ومَا أدراك ما الفزع؟ فهي أمضت حياتها كلهَا في جزع، تارة بسبب نوبة غيرة موجعة مع مهووسها، وتارة آخرى جراء نوبة غضب مع نفس المهووس المريض، وحين يكون مزاج سيادته صافيًا، كانت تصيبها الريبة بسبب رغبات جلالته التي وجب أن تبتلعها كلها مهما طالت مُتطلباته الجنسية وهي أبدًا لا تنتهي، وبرغمِ ذلكَ كانت تـُلبيها بروحٍ سامحة، فيزيد جوعه ناحيتها أضعافًا مُضاعفة، ويزيد خمولها، مما يزده إثارة وحبًا لتملكهَا.

قلمت أظافرها المَطلية بأسنانها وعيناها لا تـُزاح عن باب الغرفة، فمنذ مُقابلتها الأخيرة مع ديفيد، والهلع بات يجتاح كيانها مما هدم حاجز إطمئنانها الكذاب؛ فلربمَا تعيش وتتنفس كجثة ميتة، لكنها أبدًا لن تستطيع تجَاوزه من حياتها، فحتى وإن كانت تظنه مجرد صفحة من الماضي، لا يزال كالكتاب الأدهم. رأت المِقبض ينخفض وبسبب شرودها وأرتعابها، فإنها لمْ تسمع الطرقات الثلاث التي سابقت فتح الباب ببطىء، لكنها سرعان ما تنهدت مرتاحة بعدما أبصرت سي-چي يراقبها بتساؤل قلق أكثر من كونهِ فضوليّ:

"هل هناك ما يجب أن أعرفه؟"

جف حلقهَا وبهتت عيناها، حتى الحياة أنسحبت تدريجيًا عن وجهها وهيئة صديقها راحت تتبدل للرجل الذي أذاقها الويل وأشد الويل.. نفس السؤال بإختلاف النبرة والنية وحتى الكُنية.

"لا."

أقتضبت حديثها بالنفيّ، ثم ألتفت للمرأة بينما تخرج سِيجارة لتشعلها، علها تـُنفس عن خوفها وريبتها وتمحي بقايا الأذية عن فؤادها، فتنهد سي-چي بيأسٍ تام منها، ثم دندن بلا إهتمام:

"هناك عجوز يريد مُقابلتكِ."

"من؟ أهو مُعجب مهووس؟"

"لا.. قال أنه عمكِ."

"عمي؟"

أندهشت مُتسائلة، ثمَ شردت بوجهٍ مصفر تحبك الأحداث في رأسها لعلها تكون صورة مقبولة عما يريده هذا الرجل، حتى باتت لا تلحظ الرماد الذي تساقط على فخدها المَكشوف فألهبها بحروقٍ سطحية خفيفة، لكنها كفيلة لأنتفاضها من فوق الكرسي شَاهقة:

"هل تقصد ديفيد هاريسون؟"

لوهلة راقب ملامحها المُرتعدة بتساؤل حزين، كان يستطيع أن يلحظ أرتجافها ورعشتها وعيناها التي لمْ تغرق في الدموع الخائفة فقط، بل سبحت في ظلالٍ آخرى مُتألمة أصابتهُ في مقتلٍ، ليري مَحبوبته السرية وأقرب رفقائه ترتعد، وهو لا يقدر على فعل ما يُذكر سوى إحتوائها وحمايتها من مخاوفها ولو مُؤقتًا، فأتجه صوبها ثم أحاط وجنتاها ويده مرت ببطىءٍ تمسح عباراتها مُحاولًا أخذ الحزن عنها في قبضتهِ، حتى فمها الذي أرتعش عدة مرات مُتتابعة لفحهُ بأنفاسه الدافئة، لتعلم روحها حتى وإن كانت لا تبادله نفس الشعور، أنه سيقضي حياته كلها ندًا لها ومعها:

After the end	 || بعد النهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن