ليلةٌ لا تَنتهِي <٧>

739 49 47
                                    

_بسم اللّٰه الرحمن الرحيم.
الفصل السابع: ليلةٌ لا تَنتهِي.
}قطعةٌ من الحقيقة.{

مدت أناملها تتحسس الأرض الباردة وأنفلتت من فمها بضع تأوهات بسبب عظمها الموجوع وجسدها المُتشنج، فجلست على الرخام وحاولت إبتلاع لعابها مما جعلها تحس بحرقةٍ في حلقها بدلالة ظمأتها، فوقفت بقدمين مُرتعشتين وحاولت السير بخطواتٍ عرجاء مُستندة على الحائط بسبب رجليها المُخدرتين نتيجة نومها بوضعية غير صَحيحة. كان من المفترض أن تكون وحيدة، لكن شعورها بالإتساخ رافقها بعد مُحاولته لإغتصابها منذ ساعاتٍ، فأنزلت نفسها أسفل المياة بثوبها وأنكمشت على ذاتها تبكي وبداخلها لم تعد تعرف ما إن كانت ضحية لچون هاريسون أم ضحية لنفسها.

وبالنسبةِ لچون، لولا وصية جده لأباد المُجتمع المخمليّ عن بكرةِ أبيه، فرغبته في رؤيتهم أسفل قدميه مُمزقين عادت تداعب حواسه المَكنونة في مِقدار ساديته وهيمنته عليهم، وإشمئزازه بات حالة مرضية عنده وقرفه من نسل جده كانت مشاعر لمْ يستطع أن يتجاهلها كالماضي، نمت وتفاقمت، حتى بات كالمسخ الذي يتضور جوعًا لخطأ واحد منهم..ولولاها.. لولاها فقط لأبادهم منذ زمن، لكن مشاعره الدميمة ناحيتهم والغامضة لها دائمًا ما تحول بينه وبين فقدان آخر ذرة إنسانية أمتلكها.

"sentimentele?"   'مشاعر؟'

تمتمها وكأنما يحاول تذوق تلكَ الكلمة الغريبة على طرفِ لسانه، قديما ظن بأنها عنت السعادة والرخاء برغم خبايا الضعف المكنونة فيها، لكنه ومنذ أن امتلكها حتى باتت سبب تعاسته ووجعه في الدنيا، وحينها تسائل، لطالما كان مُلحدًا بل لم يفكر كثيرًا في الدين، رجل مثله جلس على كرسيّ حكمه كالإله، أجبر الجميع على معاملته هكذا ولم يقدر رجل إبن رجل على الإعتراض، حتى قابلها هي، وصليبها ذاكَ أعاد حنين غريب في صدرهِ كان قد نساه منذ زمن.. حنينه لجوانا.

إستذكاره لأسم أمه في حالتهِ تلكَ لم تكن فكرة ذكية قد يفعلها بإرادته لكن سيڤار لطالما بعثرت مشاعره كفصوص اللوليّ على بلاط فارغ، مما عزز داخله رغبته في سحقها وتمزيقها أسفله، لرؤيتها مبعثرة موجوعة تترجاه الرحمة، لتكون له مُخلصة كما يخلص العبد لسيده، هكذا كان يريدها تمامًا، تبًا لي ستكون حتمًا مثالية وهي في هذه الحالة، لكن لسبب ما تخيلها منحه النشوة وفي نفس الوقت عدم الرضى، التلذذ برؤيتها ضائعة له كانت تشفيه وتؤلمه، ترويه بالماءِ المغليّ، تسقيه وفي نفس الوقت سقمه، لن يكتفي منها أبدًا لأنه لا يظن بأنه سيتمكن من أن يعيش بدونها، هذه المرة سيقنص رأسه اللعين فوق جسدها قاتلًا كلاهما إذا عزمت على هجرانه.

"يا زعيم أنفكَ ينزف!"

مسح أنفه في المنديل الأسود فتلاشى دمه بداخله، وحدها فقط من تجعله في تلكَ الحالة، تجاوز مع سيڤار مراحل الحب والتملك والهوس منذ زمن بعيد وتحولت مشاعره ناحيتها إلى شيءٍ دميم جدًا، لا يعرف كيف يصفه ولا حتى يفهمه، أعلى من الحب وأفخم من العشق، مشاعر لم يدركها أبدًا، مشاعر جعلته شخص غريب عن نفسه، شخصٌ مستعد أن يقتل في سبيل أن تكون له، رجلٌ قد يقتل نفسه لآجلها وبنفس الوقت لا يرغب سوى في رؤيتها ميتة وهذا جعله يتسائل، ماذا سيحدث إن رأها كذلك؟ أحترق صدره بشعورٍ غريب وشعر بسخونة حسية في جسده وعيناه تكاد تحرقان العالم كله لو لم تـُحبس بداخله، فكرة أن شخصًا ما قد يؤذيها قتلته، تبًا لي هو عاجز عن رؤيتها ميتة، حارب شياطينه وأرسلها بعيدًا كيلا تكون كذلك، مسح على وجهه وألقى بإنتباهه على الحفل بعدما ظهر آرثر وبيده الأخت الوسطى لأمرأته.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

After the end	 || بعد النهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن