Chapter #2 ..." مَن تكون؟"

547 42 7
                                    


-بتساؤل- أين أنا؟
هل أنا في الجنة؟
أم الجّحيم؟

-كلّمتُ نفسي في حينِ رؤيتي ضّبابية والنُّعاس يغلبّني-

صحيح أنني لم أقم بأي هُراء يجّعلني أذهب لِلجنة..
لكِن لم أقُم أيضًا بأي هُراء يجعّلُني أدخُل الجحيم..

"لونا! أاستيقظتي؟"

-أهه ما هَذا الإزعاج،، دعونّي أنام قليلًا..
(بدأتُ بأغلاق عيناي بِتعّب)

-نبّس ذلك الاربعيني بتّفهم ويأس-"نعم، أستريحي قليلًا.
بالتأكيد ستكونين مُتعبة بعد ما حّدث.."

.
.
.

___________
......................

"لا أصدِقُ ذلك!"
-طّردت مُمرِضة لِصديقتِها في نفسِ القسم-

-ردت الأخرى-"كيف يُمكن لأم أن تكونَ بِهذه القسوة!"

"صّفعها أو حتى ضربها سيكون هيّناً، لكِن طعّنها!(نطقّت بِذهول)"
-أكملت-"حتّى أنها مازالت في الإعدادية!"

-أسترسلت الأخرى-"يا آلهي.. هُناك الكثير مِن مرضى العقل في هذا العالم.. أشُفق على الأب حقًا.."

"بالفعل. ما زالَ نائِمًا مع أبنّتِه.. لا بُد أنه يُّعزها حقًا..."
-ذهّبا لإكمال مراجعتّهما الليلة-

_______________________
-(في غُرفة المّشفى ال "305" بعد عدة ساعات)-
......

-فّتحت ذات الشعر الكُحلي المُسّود، مقّلتيّها تدريجياً-
تجّولت بِناظّريها حولَ المكان~

مّشفى..؟
أااه-بِتهكم وفّهم- تّم أنقاذّي في النهاية..

"اللعنة، ما هَذا الألم الفظيع ! التّنفس وحده يرّهقني!"
-طّردت بألم وأنزعاج-

أهه وأشعُر بالعطش أيضًا لكِن مِن المُستحيل أن أُحرِكَ أنشًا واحداً  (وهي تنظر لكوب الماء على الطاولة بتعاسة)

ثواني لِتُلاحظ  بأن أحداً مّا مُتّمسِك بِيديها.
لا تلومُوها فقد تّم طّعنها. الألم وحده كفّيل بِجعلك تّنسى هويّتك..

"م- من؟"-نبّست بِحذر وترقّب-

-تألمّت فقط لِنطقها بِتلك الكلمات
لِتغلق فّمها مُنتظِرة أن يستيقظ..-

من سيكون بِحق؟ أنا أعيش وحدي..!
مهلاً هل هو شّبح؟ مالّذي.. لا بُد أن تِلك الطّعنة جعلتّني حقًا أفقُد صوابي..
مهلاً ألم يكُن شعري قصير؟ لِما أشعر بِطوله..

واللعنة ماذا يحدُث!

حتى بُنية جسدي مُتغيرة.. وكأنها أصغّر حجمًا ..
هل ربما كُنت بغيبوبة ؟

أااه متى يستيقظ هذا العجوز النائم..!

(تّكلمت بِخفة محاولتاً مقاومة الألم)"ع-عذراً،، أستيقظ..."
-رفعت صوتها قليلًا بألم- "أيُها العم.."

-تّنهدت لِفشّلها في محاولة إيقاظِه..-
لا توجّد حيلة أخرى، سأحركه..

بدأت تُحاول نزعّ يدِها المُتعلِقة بِه بِجُهد..

شعّر الأخر بِحركتِها .. ليفّزَ فجأة قائِمًا مِن الكرسي
جاعلاً الأخرى تفّزع لتّبتعد مُحركتًا جسدها الذي لم تّتغير وضعيته مُنذ أن دخلت المّشفى.
فجّعت مِن الألم الناجم عن تحرُكِها المُفاجئ، لِتمسك جانِب بِطنها بِألم شنيع.

"تباً.."

-صاح الأخر بأستيعاب-"لونا!"

"هل أنتِ بخير.! كلا، كمّ أنا غبي؛ بالتأكيد لن تكوني بخير..
قد تعرضتِ لِلطعن، نزفّتِ كثيراً و... -بِحنقة راغبًا البكاء-"

-تكّلمت بعد آن خّفَ الألم قليلًا- " ماء .."

"ماء..؟ -ليتدارك بعدها- أه نعم، أشربي أشربي..!"
   ——
أسترسلت بعد أن بلّلت حلّقها .." من تكونّ، أيُها السيد..؟"

"(قال بِتوتر وخوف) لونا.. ه-هل أنتِ تُغيظيني لأنّني لم أستطِع حمايتَك؟"

"......"

"صحيح، لقد أخطأ أباك بِتركِك مع أمِك وحدكُما.. رُغم كُل ما حدَث.. تركتُكِ معها ..
أنا أسف، حقًا"
-بدأ بالنحيب ودموعه تسقُط كالشلالات-

"-قالت بهوادة- أب..؟ هَل أنت مُحتال أيُها السيد؟ ليسَ لدي أب.. وفّر على نفّسِك العناء وغادِر.
أه مهلاً، قبل أن تُغادِر، أعطني هاتّفي لأدفع فاتورة المشفى..
أهه لا بُد أنها تُكلف الكثير بِما أنني سقطتُ في غيبوبة.."

"-تألمت-تباً لهذا الألم الذي يفوقُ ألم خسارة كُل ذلك المال !
أشعر وكأن أحداً يعصر بطّني بقدميه الشائكتين.."

"لقد دفعتُ بالفعل.. مهلاً لونا ! أ- ألا تذكُريني حقًا!"
  -أسترسل-
"م- مهلاً لحظة، سأحضر الطبيب ! أنتظري دقيقة عزيزتي لونا ..!"
(ليركض مغادرًا)

"هي أنت!، أنتظر لحظة!"

"ذّهب..-تنهدت-"
"مالّذي أنا فيه بحق الجحيم..؟"

-تّنهدت مرة أخرى..-

___________
........................

*-يتبع
Continue...

تناسخ جسّدان...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن