هناك في زاوية من الغرفة المظلمة تتكور طفلة صغيرة على نفسها تبكي بصوت مسموع تحكي عن ألم فظيع في قلبها عن تمزق روحها عن انكسارها
تساقطت الآلئ على وجنتيها بغزارة رافضة التوقف تعالت شهقاتها مع كل لحظة تمر
احتضنت نفسها بقوة محاولة بذلك حفظ لمسات والديها الأخيرة …… الحضن الأخير
تبا للأحمق الذي اخترع السيارات بالله عليه فيم كان يفكر ? بإفادة البشرية أو إبادتها??لو كان هذا اللعين في عصرها لقتلته
هذا ما فكرت به تلك الطفلة ذات ال10 سنوات
بينما كانت تشاهد شريط الذكريات بأنواعها الحلوة و المرة ابتسمت بألم … ضحكت بتعب مع دموع تنهمر كالشلال من سحر يمسى عينيها
قاطعها صوت ركض قادم نحوها ميزته بسهولة
أدارت رأسها لجهة القادمة لها فاتحة يديها كدعوة لعناقها
وبالفعل ارتمت. الطفلة ذات الست سنوات في حضن شقيقتها باكية لتنبس من بين شهقاتها
" ه هيناتا … ل لقد ق قال عمي … أ أن والداي لن يعودا … ق قال أنهما ذهبا لمكان بعيد … ل لماذا تركانا ? … سيعودان لأجلنا صحيح ? "
تصنمت … لم تستطع الكلام … لكم تألم قلبها لحال أختها كيف لها أن تفهم معنى الموت وهي بهذا العمر ? بل وبماذا ستجيبها ?
عضت شفتها السفلية في أسى وعجز واضحين … احتضنت أختها بقوة أكثر من ذي قبل: ل للأسف كلام عمي صحيح هانابي
هانابي بصدمة: ل لكن لم ? … ألا يحباننا ?
أبعدت هيناتا شقيقتها عن حضنها قليلا … حاوطت وجهها الصغير بيديها وقالت :" لا تقولي هذا هما يحباننا كثيرا. لكنهما اضطرا للذهاب لأرض بعيدة بعيدة جدا أرض سيعيشون فيها بسعادة … ثم أشارت نحو السماء.… يراقباننا من هناك يسمعاننا يهتمان بنا
ابتسمت هانابي ببراءة ثم ركضت نحو النافذة رافعة نظرها للسماء الزرقاء الصافية وقالت بسعادة: أمي أبي أحبكما … أتمنى أن تحضيا بالكثير من الوقت الممتع صحيح أنني حزينة قليلا لعدم توديعكما لنا لكن لابأس بذلك … وأنا فعلا أشتاق لكما جدا هيناتا أيضا حتى أنها بكت كثيرا … ثم تحولت نظرتها لحزن عميق كأنها تستوعب ما يجري حولها … الجميع يشتاق لكما غبتما ل أسبوع كامل أ أنا حقا اشتاق لكما بشدة ولكن بما أن اختي قالت بأنكما سعيدان هناك فلابأس بذلك صحيح أختي … التفتت لشقيقتها في نهاية حديثها
ما ان سمعت هيناتا كلام أختها حتى انهارت باكية أكثر من ذي قبل … يال برائة تلك الطفلة الصغيرة مسكينة لا تعلم عن الحياة شيئا أو ربما نحن المغفلون هنا ? لم نبكي على فراق أشخاص غاليين على قلوبنا بينما هم في مكان أفضل ربما … أعني الحياة أصبحت مرعبة بدرجة كبيرة العالم أصبح مختلا لم يعد أحد يخشى الموت بل العكس تماما لقد أصبح أمنية الكثيرين … اذن لم الحزن ? لم البكاء? هم في مكان أفضل بالتأكيد اذن فلنغير البكاء بالدعاء لهم الحزن بالابتسام … ولو أن هذا صعب للغاية والحديث سهل سهل جدا
