كل فرد منا لديه ما يكفي من المشاكل والمشاغل ما ينغص عليه عيشه، ويجعله يمشي مكبا على وجهه لا يدري ما يجب صنعه ليخرج من دائرة المعاناة تلك. الجميع يدري جيدا هذا وأغلبنا عايش على الأقل مرة واحدة لحظات القهر تلك. لكن ما لم يلحظه كثير منا هو أن ما يقهر إنسانا ليس بالضرورة سيقهر آخر ولو كان توأمه، نعتقد بحكم الأنانية الفطرية والعمى الغرائزي الذي لدينا أن جوانب حياة الواحد منا هي نفسها تفاصيل حياة الآخر، نحن بطبعنا نبقى حبيسي بعدنا الشخصي ولكي نفهم بعد الآخر لا ندخر جهدا لذلك ونكتفي باسقاط قوانيننا عليه لنحكم بعد ذلك.
هناك من يقهره موت كلبه الذي كبر صديقا في عينه يلاعبه، وآخر يقهره الفقر وغياب القوت وقلة الحيلة بدون مال، صاحب الكلب الغني لا يمكن أن يفهم او يحس بمعاناة الفقير لأنه لم يجع من قبل ولا يدري آلية عمل المال لأنه لم يشهد عملية شراء القوت من قبل، ونفس الشيء بالنسبة للفقير لما يرى الغني يبكي على فقدانه لكلبه وهو الذي شهد موت المئات منها، لكنه لم يشب وحيدا مثل الغني ولم ينضج تحت أنظار كلب وفي يمثل جميع الأصدقاء لديه.
لكي نحس بالآخر علينا أن نستغني قليلا عن عالمنا وقوانينا الشخصية التي أنشأتها الظروف، علينا أن نضع أنفسها ولو لوهلة مكان الآخرين، وفي بعض الأحيان أن نجعل أنفسنا تعاني ما يعانونه لكي تصلنا الفكرة كاملة ونحسن الحكم على الآخر ونبني تصرفاتنا على ذلك.
الحياة ليست سهلة ولن تكون يوما كذلك.
أنت تقرأ
فلسفة شخص عادي
Randomشاب في مقتبل العمر، يعاني نفسيا ولا فكرة لديه عما يصيبه، هش القلب، فطن ومولع بالدراسة، ولكن...تأتي من تخطف قلبه الهش...ليدرك أنه مجرد مختل، والأمور أكثر تعقيدا مما كان يظن، مجرد قصة واقعية تحمل في طياتها سردا فلسفيا واقعيا عن سيرورة الحياة في عالم...