هل تريد معرفة نوع من المعاناة، نوع مريع، نوع يبقى يطاردك حياتك كلها، إنها المعاناة التي لا يمكنك مشاركتها مع أشخاص يهتمون لأمرك، لا يمكنك حتى الإشارة لها مع أحبائك كأمك مثلا، لأنك تعلم جيدا أنها ستزداد قلقا وخوفا عليك، ولا مع أبيك أو مع من تحب، لأنك بكل بساطة تخشى نظرة الشفقة تلك في أعينهم، تلك النظرة السهم التي تطعنك عوض أن تساعدك وتجعلك أكثر ضعفا. لا يوجد غيرك ومن طلبت منه المساعدة بمقابل لإعلامه بغياهب نفسك. ذلك الشخص الذي إن كنت محظوظا سيصف لك الدواء المناسب، فتتحسن، ويعترف لك بذلك، وإن حسن حظك أيضا لن يفرغ جيبك كله، وبعد مدة معه، سيصبح حلمك هو أن تكون قادرا على التخلي عنه وعن الأدوية التي يصفها لك.
ستحاول بعد ذلك التخلي عن المعادلة المؤلمة، أنت بدون الحبوب لا تساوي إنسانا عاديا بل مختل.
المخيف في الأمر هو أنه يجب عليك أن تمر بالطريق الشائك أعلاه لتصل لبر الأمان الذي من المفترض أنك فيه أو بعض أفعالك التي لم تلق لها بالا في الماضي ألقت بك في ذلك الوادي.
ويجب أن تعلم أنه مهما قمت به من جهد ومهما صرفت من مال في سبيل صحة نفسك، فكل من الله والله وحده، إذا كنت ممن يشكون في ذلك ولو قليلا، فراجع المختل ليحكي لك بعض المغامرات في سجون النفس، ويقنعك أنك لست سوى قلب بين اصبعي جبار يقلبه كيفما يشاء.
شفى الله الجميع.
أنت تقرأ
فلسفة شخص عادي
Randomشاب في مقتبل العمر، يعاني نفسيا ولا فكرة لديه عما يصيبه، هش القلب، فطن ومولع بالدراسة، ولكن...تأتي من تخطف قلبه الهش...ليدرك أنه مجرد مختل، والأمور أكثر تعقيدا مما كان يظن، مجرد قصة واقعية تحمل في طياتها سردا فلسفيا واقعيا عن سيرورة الحياة في عالم...