بعد ليلة شاقة، أستيقظ تعبا كأنني كنت أجري الليل كله، أعاني في أحلامي لكن غالبا ما أنسى محتواها في أول عشر ثوان بعد استيقاظي، أصلي ، ألبس ثيابي وأخرج إلى الجامعة، أضع سماعات في حال ما لم أجد صديقا أتقاسم معه الطريق، أتخبط بين قرآن وموسيقى أو راديو، وفي بعض الأحيان لا أسمع شيئا، فقط أضع السماعات لأنني عجزت عن الإختيار، هذه هي نفسية الشاب المتخبطة التي كانت فيي، وهي نفسها الموجودة عند الغالبية من شبابنا اليوم، غير أنه يوجد من يتعايش معها ويوجد من يحاول أن يجعلها تستقر على جانب واحد، كي يستقيم طريق الحياة، سواء في السوء أو الخير، المهم طريق مستقيم له بداية ونهاية، والقليل من المنعرجات.
أصل الجامعة وأول ما أدخل تزداد دقات القلب ضربا في قفصي الصدري دون سابق إنذار، لا أحتمل هذا الكم الهائل من البشر وأنا في وسطهم،
أكمل صفوفي الدراسية اليومية على مضض، صفوف تتخللها أوقات مرح مع الأصدقاء في أغلب الأحيان، حيث نتقاسم همومنا ونضعها في طابع فكاهي علنا ننسى القليل.
في المساء أرجع، لأعيد نفس اليوم غدا، لكن، بالرغم من أنه روتين ممل يدعو للكآبة في معظمه، وبالرغم من أن شبح المستقبل المجهول يجول في الأنحاء، إلا أنه كان هناك شيء ما يشدني للعودة كل يوم هناك، بل وفي بعض الأحيان أتمنى لو لم تكن هناك عطل كي أتمكن من الذهاب يوميا، مجرد رؤيتها في الأرجاء كان يبعث على الأمل، لست أدري لم هي بالضبط، على الرغم من أني قد أعجبت بكثيرات قبلها، لكن دائما ما كنت أجد سببا لكبح القلب عن مراده، سواء كان تصرفا ما كابتسامها مع أحدهم أو لباسها كلبسها الكعب العالي أو تجملها الزائد، هذه التصرفات ولو أنها عفوية ومنتشرة بكثرة بل وعادية إلا أنني أجدها سببا كي أتوقف عن الإعجاب أو مجرد التفكير بفتاة أعجبت بها.
إلا أن هذه المرة الأمر مختلف، والنار أكثر اشتعالا وألما في القلب شوقا لمجرد رؤيتها، لم أتمكن من إيجاد ثغرة واحدة، خطإ واحد أو حتى زلة، علني أستطيع خداع قلبي لأنفره عنها، إلا أن كون الفتاة فريدة من نوعها بطريقة فريدة من نوعها، جعل ذلك صعبا حد الإستحالة...
أنت تقرأ
فلسفة شخص عادي
Acakشاب في مقتبل العمر، يعاني نفسيا ولا فكرة لديه عما يصيبه، هش القلب، فطن ومولع بالدراسة، ولكن...تأتي من تخطف قلبه الهش...ليدرك أنه مجرد مختل، والأمور أكثر تعقيدا مما كان يظن، مجرد قصة واقعية تحمل في طياتها سردا فلسفيا واقعيا عن سيرورة الحياة في عالم...