٠٥ مُواساة|سُحقَ الضَّمير

214 24 18
                                    

__

__

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

__

تُتلى علينا كلماتُ الرّبّ وعلى أسامِعِنا، أتَساءل لِكثير مّن الأحيان ما الغرض مِّن ذلك؟
قال إلهنا بأنَّنا لَسنا لِوحدنا، وإنَّه معنا في كلِّ خطوةٍ، نُبتلى ونعاني مِّن الدّنيا، لكنَّه سيكون دائمًا وأبدًا لِجوارِنا، مُذ اللحظة الَّتي ولدنا فيها.
والآن أتساءل هل هو حقًّا بجانبي؟ أيرى ما أمرُّ به مِّن عذابٍ ومِّن ضيقٍ في صدري؟ أيرى البَكوات والصرخاتِ في ظُّلمة الليل؛ فيلُفَّني بغطاء رحمته؟! كثيرٌ ما أتساءل حول وجوده في هذا الكون، أيا تُرى أستطيع الحصول ولو قليلًا مّن صبره ورحمته؟! أتمنى فقط لو أتمكن مِّن امتلاك بعضٍ مِّن صبرِه وعزَّتِه في الدّنيا، أتمنى لو أُحاطُ بمغفرتِه وأكون بجوارِه في الجَّنَّة، أتمنى لو يُريحَ قلبي مِّن الصِّراعات والعذاب في عِناقِه، هل سأتمكن يومًا أن أحضى بكلِّ هذه الأمنيات؟
ولأنّي أعلم بأنَّها أمنياتٌ فهي لن تَتحقَّقَ؛ فالأمنيات ذات مرادٍ صعبٌّ لا يتحقَّق.

رُبَّما كلام الرّبّ جعلني أشعر بِبعضِ الأحيان بأنَّنا حقًّا لسنا وحيدين، وبأنَّني مهما عانيتُ فهو شاهدٌ على كلِّ جرعةِ ألمٍ قد ذُقتُها بطعمِها المرُّ والعذب.
البشر كائناتٌ ضَعيفة تُخطأ وتُعصي ولكنَّها في النِّهاية تعود إلى الرّبِّ بكلِّ اذلالٍ لتطلب المغفرة والتَّوبة، بَعضهم يتوبون والآخرون ينسون بأنَّهم قد طَلبوها مرارًا وتكرارًا، والمشكلة في إنَّ تَوبتهم لم تُقبل بالفعل، ولم يغفر الرَّب لهم خطاياهم، وإنَّه قَد سُحقَ الضمير فيهم فارتكبوا جَميع الأخطاء بحقِّ الإنسانية المُدمرة!

لطالما آمنتُ بأنَّ الإنسان لو سَحقَ ضميره مرَّة واحد فقط، سيبقى يسحقُ عليه طوال حياته، دون ادراكٍ منه، هو لَن يعلم ما الضمير، كيفَ يمكنه الإلتباسُ بأفعالنا؟ فقط سيفعل ما يَعتقدُه الصّواب مِّن دون تَفكيرٍ بأنَّه خاطئ؛ لأنَّه سَيُلحق الضرر بالآخرين لربَّما، أو حتّى نَفسه!

بقيتُ في حضن أخي لوقتٍ طويل، حاولَ تهدأتي عَن البكاء ولكنّي أشعر بالذَّنب لأنَّني جرحته، لم أعِ ما أنا فاعلةٌ ولكنّي آذيته، جرحتُ قلبه كما جَرحتني الحياة وهذا يَجعلني أشعر بالثِّقل، أودُّ الهروب مِّن بُقع هذا الكون وأكون وحيدة دائمًا، أجبَرني الطبيب على شُربِ الأدوية حتّى استسلمتُ للنوم، جفوني الَّتي أُثقلت بسبب الدواء الّذي أعطاني إيَّاه، وشَهقاتي الَّتي كُتمت كذلك، وبينَ أحضان أخي أحتَلَّت الظُّلمة ناظريَّ فما عِدتُ أدركُ شيئًا سواها، تلكَ الظُّلمة الّتي تبغاها ليسَ لِحلكَتِها وإنَّما لأنَّها راحةٌ لنا، تلكَ الظُّلمة المُسمّاة بالنوم، كنتُ أعتقد بأنَّه ملجأ للراحة والهناء في الليل؛ لذا أُكثر منه في أوقات حياتي، لكنّي في وقتٍ متأخرٍ أدركتُ بأنَّه استنفاذٌ للطاقة لا أكثر!

ذِكرى أبريل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن