_
_
I Know, I'm bleeding!
تُطوى صَفحات الحيّاة دائمًا وتَدَّعي بأنَّها صارت ماضيًا، تُحاول كتابَةَ أسطرٍ جديدة في الصَّفحات التّالية، لكن لا يوجد بها سوى كلمتي العذاب والأمل، لا أعلم كيفَ تَجتمعُ هاتان الكلمتان معًا، هما بكلِّ حروفِهما متناقِضتان، لا أعلم ما بِها جُهمة الحياة معنا، في لحظة تَكتبُ لَنا كلمة التَّعاسة وإن حاولنا العيشَ وتَجاهلَ هذه الكلمة، فَسوف تَغضبُ علينا بكلِّ ما تَملكه مِن فجور.
كم كانَت لطيفة وهي تَبتسم، وكم كانَت مشرِقة بِقدرِ بُهوتِها الدائم، أشعر بالذَّنبِ لأنَّني لَم أستَطع إنقاذها، وأشعرُ بالذَّنب لأنَّني معها وقت حضورِ موتِها، لَم أستطع فهم إيحاءاتها المتكرِّرة، كانت واضحة وبشدَّةٍ بأنَّها تُفكُّر في الموت، هذا غير رسالتها لي ولأخيها، حيثُ كانت فقط اعتذارًا مبهما جَعل مّن قلوبِنا تَتوقَّف خوفًا!
مَن كانَ يتوقَّع أنَّ بعدَ هذا الاعتذار ستحدثُ فاجِعة تهزُّ أشلاء قلوبنا؟ أفهمُ اللحظة حينَ تَصفعنا الحيَّاة دائمًا بِمفاجآتها، ولكنّني لا أتقبّل هذه المرَّة.وقعتُ بالحبِّ سابقًا، وتذوَّقتُ مرارته بَعد فقدانها، يَئستُ وتَحطمتُ بكلِّ معنى الكلمة، وددت لو تَنتهي هذه الحيّاة فقط لكن الأمر كانَ صعبًا. بِصعوبةٍ خرجتُ مِن وقع صدمةٍ لأقع بأخرى، أدركتُ حبّي لها بشكلٍ متأخر، لَم أفهم اللمعة بينَ شَدقتيها إلَّا مؤخرًا، أدركتُ كم من المَشاعر أملك نَحوها ولكم كنتُ أعمى بِها، أحسدُ مَن ملك طفلةً مثلها، ولَم يَقم بإغداقِها بالحيّاة!
هي كَورَقةِ زهرةٍ رَقيقة وشَفّافة، فيها رِقَّة ريشة وخفَّة هندباء طائرة، ولكنَّها مِّن الداخل مجرد كُتلة مِن المَشاعر حيث تُغرَسُ الأشواك من كلِّ جانب. كيفَ أُفهمُها بأنَّ الموت لا يَليقُ بِها؟ كيفَ أخبرها بأنَّ الحياة موجودة بينَ أطرافِ عينيها فقط؛ حتى لا تَستسلم؟
لَم قَرَّرت تَركي بَعدما عَلمت بِحبّي لها؟ وقعتُ لها فأوقعتني فوقَ أرضٍ اسمنتيَّةٍ جافَّةٍ وصَلدة، بها حوافٌّ غُرست بي من كلِّ جزءٍ؛ لذا الآن أنا أنزفُ بِسببها، أنزفُ بكلِّ وهنٍ وأنا أجلسُ بِجانبِها!
أنت تقرأ
ذِكرى أبريل
Romance[الكتاب الأول من سلسلة الإكتفاء.] «لمَ أنا أضحك؟» تسائلت مع عيونٍ باهتة للّذي يجلِس أمامي. «لطالما تساءلت، لمَ أنا أضحك؟!». عندما تُحاول الخروج من قعر حزنكَ، ظلمتكَ، ويأسكَ، بعد أن اعتدتَ عليهم، سيكون الفرح، النور، والأمل، أشياء صعبةٌ...