__
سَقاني الحزن من كأسِه بكلِّ كرمٍ وسخاء، فلم لا يَجعلني أغادر الدّنيا بدون خزّان آلامٍ ومصاب أوجاع.
جَعلني تائهة في قلبي وحائرة في عقلي، تَركني سقيمةً بدون دواءٍ ولا ضمادٍ لجراحي.
كلّ صباحٍ ومساءٍ أبقى أنزفُ ألمًا بدون دمعٍ لكنّي أبقى أبتسم، هناك من يجعلني أودُّ الصّراخ إلى أن يفضى قلبي مّن ثقله، لكن كيفَ لي وأنا أمتلكُ سدّينِ ملتحمينِ لا يودّان أن يَخرجا ما وَرائِهما مّن فيضان، ولا أنكر بأنّي أخافُ لو نطقا بِمّا قد يَجعل غيري يحمل مّن جرحٍ نحوي.بَعض الأحيان، في منتصف ليالي ديسمبر الباردة والَّتي تُشبهني كنتُ أعاني مّن مُشكلةِ ما أنا أشعر، لكنّي وقتها أدركتُ بأنَّ كلّ ما أريدهُ هو مجرد عناقٍ دافئٍ قد يجعل البُرودَة في مُحيطي أقل ممّا هي عليه الآن. لَم أكن أعلم إذا كنتُ بخيرٍ أم لا، وإذا كنتُ أتألم أو لا؛ فكلّ شيء كانَ مختلط بداخلي ولم أعِ ما قد يكون وماذا يَحتوي؟!
يأتي أبريل في أيامه الدّافئة لكنّها غير مشرقة بالنِّسبة لي، يأتي أبريل ويَجعلني خامدة مّن الألم! الجَّميع يُزهر في أبريل حتّى الصِّخور إلّا أنا أبقى كُتلةً مّن الظّلمة والخذلان.«ألم تُحاولي بأن تُغيِّري ما أنتِ فيه إلى الأفضل؟!».
كنّا نَحنُ الاثنان نسير بهدوءٍ في أي طريقٍ يُصادفنا، الواقع أشعر بأنّي أسير تَحت رَغبته لا هكذا في الهواء الطَّلقِ لأبريل.
«لَقد تَغيَّرت، إلى الأسوء تَحديدًا.»
رُبَّما كانَ تَغيُّري هو أسوء مخاوفي، كانَ التَّغير بالنًسبة لي عذابًا روحيًّا وجسديًّا، لَم يقتصر على التَّدمير الذاتي بل والمحيط كذلك.
«النَّظر للأمور المشرقة يُكلف الكثير.».
في منتصف حنجرتي صخرة تَرَبَّعت بدون حياء، تُضيقُ بجوفي وتَخنقني بكلِّ قوّة. الكلمات بالنّسبة لي بئرًا عميقًا لا نهاية له، بِئرٌ مهمتُه اغراقي إلى أن أفقد أنفاسي.
«النّظر للأمور المشرقة ليسَ صعبًا، أنتِ فقط عليكِ التّناسي بمّا قد مرِّرتِ به لكن لا تَكتمي ألمك، عليكِ الابتسامة عندما يوجد ما يستحق لذلك عليك بالبُكاء عندما تشعرين بالألم، ليسَ عليكِ بواجبٍ أن تستمعي لغيرك وهو يرمي بقمامته عليك، بل أصرخي في وَجهه قائلة بأنّكِ قد مَلِلتِ من سماعه وهو يشتكي أو يتكلم عنك.
فقط لا تُحاولي جعل ذاتك حزّانًا للأحزان بل أجعليه فارغًا من الآلام ومُمتلأً بالسَّعادة.»
أنت تقرأ
ذِكرى أبريل
Roman d'amour[الكتاب الأول من سلسلة الإكتفاء.] «لمَ أنا أضحك؟» تسائلت مع عيونٍ باهتة للّذي يجلِس أمامي. «لطالما تساءلت، لمَ أنا أضحك؟!». عندما تُحاول الخروج من قعر حزنكَ، ظلمتكَ، ويأسكَ، بعد أن اعتدتَ عليهم، سيكون الفرح، النور، والأمل، أشياء صعبةٌ...