283 24 7
                                    

عيناي لسعتاني لشدّة ما تقورتا مخافة ظهور هذا الغريب
حتى إذا وقف أمامي ، أغمضّت عينيّ و أحطت نفسي بذراعيّ جزِعاً مُرتجفاً.

" على رِسلك يا رجُل "
سمعتُ صوته على يميني ، و كفّ لهُ حجمٌ صغيرٌ حطّ على منكبي و كأنما يُحثني على فتح عينيّ.

و هذا ما فعلت.

" أنا لن أكُلك أو شئٌ من هذا القبيل "

رأيته ، بأعينه اللمّاعة ذات لون الزُمرّد
يتبسّم حتى ضاق وجههُ بشفتيّه ، ناظراً نحوي بشئٍ من الدفءِ.

" من أنت؟ أأنت الجنيّة التي ألقاها الربُّ في طريقي؟ "

ضحكَ يغطِي فمه ، بيدهِ التي سبق و جالت على منكبِي
و بعد أن إمتنع عمّا هو فيه ، هزّ رأسهُ كرّتين سلباً

" أنا لستُ كذلك أيها الأحمق ، أنا أمنيةُ عيد ميلادك السابع عشر "

" أليس من المفترضِ بالأمنيات أن تكون مجرّدَ رغباتٍ غير محسوسه؟ "
تسائلتُ بغباء ، و هو نظرَ إليّ لوهلةٍ حكّ فيها رأسهُ ذا الخصلات البيضاء ، راداً على ما قلتُ بذاتِ الغباء

" أنت مُحِقّ "

أُمنيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن