ضياع روح ♥️ الفصل الخامس والعشرون ♥️

93 12 10
                                    

♥️الفصل الخامس والعشرون ♥️
تقف عند حافة التلة التي وقفا عندها سويا يومها، يوم إعترف بحبه لها... عادت إلى نقطة البداية لكن وحيدة... قطرات المطر الهادئة أصبحت غزيرة... صوت الرعد يصم الأذان وكأن السماء غاضبة وحزينة عليها....جلست على ركبتيها بوهن وهي تنظر للفراغ وقد أغرق المطر شعرها وثيابها وتخالطت حباته مع دموعها التي تنزل دون توقف حتى إلتهبت عيناها.... صرخت بصوت مجروح متحجرج مبحوح وقد شارف صوتها على الذهاب تبكي وتصرخ بقهر
قدر :آاااااااه يا إلاهي داخلي يحترق. ينزف.... كيف وثقت به كيف كيف... كيف !! (وهي تضرب رأسها بكلتا يديها بهستيرية تعاقب نفسها على ثقتها به) أنا أكرهك.... أكرهك عمر أريد أن أكرهك أخرج من قلبي اللعنة عليك... أنا متت خذ روحي يا الله إرحمني... لم أعد أستطيع التحمل.... أمي ماتت.. وأبي مات... بعدها إياد.....والآن فقدت أختي هي لم تعد تريدني ... خسرت قلبي وكبريائي... لم يعد لدي شيء اعيش لآجله... ماذا حدث لي..!! لمذا يحدث كل هذا معي!! .... ماذا يمكن أن يحدث لي بعد!! قدر بقيت على قيد الحياة.... قدر لا يمكن أن يحصل لها شيء.... قدر قوية وصلبة لدرجة... لا تنام... لا تبكي... لا تتنفس... لا تحزن... لا تضحك... لا تخاف... ماذا يمكن أن يحصل لي بعد...!! آآآآآه لا تنطفئ النار التي بداخلي يا إلاهي لا تنطفئ... لا تنطفئ... لا تنطفئ... آآآآآه... آآآآه....اللعنة علي.... اللعنة علي..... تعبت كثيرا من أن أسحق تحت أعباء لا أستطيع حملها... لم تعد لدي القدرة... نعم أحببته اللعنة علي لقد عشقته لكن مذا ربحت من هذا الحب.... ماذا فعلت لقد بقيت وحيدة تماما!!  وقفت وهي تتقدم من الحافة تشهق بقوة و أنفاسها متلاحقة من كثرة البكاء
..... :توقفي.... ماذا تفعلين!؟
إلتفتت ببطئ ورئيتها مشوشة من المطر
قدر : ماذا فعلت...!
..... :هل سترمين نفسك! ؟
قدر :ماذا سيحدث إذا فعلت... من سيكترث!! إذا فُقدت.. أو متُّ.. هل سيبكي أحد من ورائي!!
..... :هل يستحق كل ما عشتيه إنهاء حياتك لأجله..!! هل هذه الحياة اللعينة تستحق موتك بهذه الطريقة...!! أنت دائما هكذا أساسا .!
قدر :ماذا تقصدين!؟
..... :هكذا ضعيفة وعيناك تدمع... والاسوء أنك لا تثقين بنفسك!!  كانت أولويات الجميع بنسبة لك في المقدمة وأهملتي نفسك... انظري لحالتك الآن... ضعيفة.. مكسورة... ذليلة
بكت قدر لتردف الأخرى قائلة
... :ها... ها.. هيا إبكي.... إبكي
قدر :لا أبكي...
.... :أنت تبكين أنا أراك
قدر:أنت ظالمة جدا...
.... :هل تظنين أن هذا أحبك ..!! أنت لو كنت هكذا منذ البداية لما كان لينظر لكي حتى..!!....(بكت مجدداً) هيا حسنا لا تبكي
قدر: يكفي...
.... :هيا إذهبي من هنا... لا تتركي نفسك.... وأنا هنا لن اسمح لكي بأن تظعفي مجدداً....
قدر :أنتي أنا أساسا..!!
..... :أنا صوت عقلك الذي أخرستيه طوال الوقت... أنا قدر القوية التي دفنتيها داخلك منذ زمن....
قدر: لم يكن صوتك قوي بما فيه الكفاية...
.... :إمسحي دموعك تلك يكفيك بكاء....
لن أبكي بعد اليوم...سأترك قدر الظعيفة والمكسورة... الذليلة.. والتي تبكي دائما، سأتركها هنا... لقط سقطت من هذا الجرف وماتت 
..... :أحسنتي... لا أحد يستحق دموعك بعد اليوم
*********
قبل ساعتان.....
لميا :أنا قلقة جدا.... لما تركناها تذهب!!
وليد :يجب أن تبقى لوحدها قليلا لتصفي ذهنها تعرفين جيدا أنها لا تحب إضهار ضعفها لأحد
لميا :لكن...
معتصم :سلاام
لميا :معتصم..!! ما الذي جاء بك!؟
وليد :عذرا أبن الخال لقد أغلقنا (بإنزعاج)
لميا :لا بأس وليد أنا سأهتم به... تفضل هل أحظر لك شيءً ما!
معتصم :لقد أتيت لرأيتك والتكلم معك.. هلا أوصلتك وتكلمنا!؟
وليد :تكلم هنا
لميا :ولييد..!!
وليد :ماذا!! إنه شخص غريب حتى لو تعرفينه لكني لا أثق به ولم يعجبني ابدا
لميا :ولما قد يعجبك..!!
وليد :يعني... لأنني صديقك طبعا لن أسمح لأحد أن يأذيك
لميا : همم قلت لأنك صديقي.... حسنا يا صديقي أنا أعرف مصلحتي جيدا لا تقلق علي لست صغيرة
وليد :هكذا إذا..!!
لميا : نعم
معتصم :يا جماعة لا تتشاجرا بسببي سأذهب اذا أزعجتكم، ولأتصل غدا ما رأيك.!! ؟
لميا :لا لا... ألم تقل لنتحدث..!!
معتصم :أجل
لميا :لنتحدث في الخارج إذا..
خرجت معه تاركتا وليد يكاد ينفجر غيظا لتمر عليه لحظات قبل أن يقرر اللحاق بهما وبمجرد خروجه وجدهما بعيدان عن المقهى بمسافة قليلة، ضيق عينيه وهو يلاحظ توتر الجو بينهما فلميا كانت تتحدث بيديها والآخر يبدو عليه أنه يحاول إقناعها بشيء ما، خطى وليد بضع خطوات إتجاههم ببطىء ليزيد من سرعته فور أن وضع معتصم يده على يد لميا يجذبها منها، لم يلبث لعدة ثواني حتى كان معتصم مفترش الأرض يتأوه إثر لكمة وجهها له وليد لتصرخ لميا بفزع
لميا :ماذا فعلت!!
وليد :لقد كان يجذبك من يدك...
لميا :لتقوم بظربه هكذا!!.
وليد :هل أردتي أن أراه يسحبك بقوة ويأذيك وأقف أتفرج!؟ مذا كان يريد هذا الحقير!؟
وقف الآخر وهو يتهدد على وليد لتمسك لميا بوليد وهي تنهر الآخر مهددة إياه قائلة
لميا :يكفي لهذا الحد معتصم.... إذا لم تذهب من هنا سأظطر وقتها أن أشتكيك لعمي وهو من سيتصرف معك
معتصم :لما لا تفهمين أنا أحبك لميا..!!
وليد :إنه يريد الذهاب إلى المستشفى لا شك في ذلك
لميا :وليد..... إهدأ رجاءاً لا نريد إفتعال مشكلة
وليد :حسنا إذا ... إسمعني أيها الشاب جيدا (جذب لميا واضعًا يده على خصرها بتملك) هذه فتاتي وإياك الاقتراب منها
فتحت لميا فمها بدهشة لتنظر لمعتصم الذي تغير لونه
معتصم :مممذا تعني بفتاتك هل كلامه صحيح لميا؟
وليد :كلامك معي (بصوت حاد وغاضب وهو يمسك نفسه عن ظربه بصعوبة)
معتصم :إنها إبنة عمي ياهذا... كما أنه لو كانت فتاتك حقا فعليك التقدم لها فبناتنا لسن للعب
وليد :إبن عمك..!!
لميا :......
وليد :لميا....!!
لميا :اه.. ها.. أجل أجل إنه حبيبي
أمسك وليد ضحكته بصعوبة قبل أن يردف
وليد :كنت أسأل عن ما إذا كان إبن عمك حقا !؟
إحمرت وجنتاها لتتلعثم قائلة
لميا :أجل إنه إبن عمي
وليد :حسنا يا إبن الخال سنأتي لطلب يدها قريبا لتكن على علم... لن يطول الأمر رتب لذلك...
أنزل معتصم رأسه بحزن لينظر إلى لميا مردفا
معتصم :هل أنتي سعيدة معه..!!
نظرت له بتعاطف فهي تعلم جيدا أنه يحبها لكنه صغير ولا تعتبره سوى أخٍ لها...
معتصم :حسنا إذاً...لتعلمي أن سعادتك تهمني كثيرا
لميا :شكرا جزيلا لك.... وأعتذر إذا كنت قد أذيت مشاعرك.... أنت أخي وستظل كذلك دائما..
إبتسم معتصم بحزن دون أن يظيف شيء ليذهب وقد فقد الأمل أخيرا من ان تكون له فرصة معها ويطوي هذه الصفحة نهائيا...
لميا :ماهذا الذي قلته!؟
وليد :ماذا قلت..!!
لميا :ولييد... لقد اوقعتنا في مشكلة فهو سيخبر عمي وتعلم جيدا أن عمي صعب جدا وخاصتا بعد آخر مشكلة إنه لا يطيقني
وليد :وليخبره...
لميا :لا تهذي...
وليد :لميا... أنا لم أكن أمزح قبل قليل...
لميا :ماذا تعني..!!
وليد :ستعلمين ما أعنيه قريبا جدا... ما يهمك الآن أني لن أسمح لأي أحد الاقتراب منكي بعد اليوم... إذهبي للمنزل الآن (وهو يوقف سيارة الأجرة) وأنا سأقفل المحل
لميا :لكن.... أنا
وليد :هيا... إلى اللقاء (صعدت السيارة ليلوح لها مبتسما قبل أن يعود إلى الداخل وهو يشعر بالرضى عن ما حدث)
******
جيهان :كيف تتزوج بهذه الطريقة!؟ أليست لديك عائلة؟ وانتى كيف ترضينها على نفسك!
جواد :أنا وندى نحب بعضنا ووجدنا أنه لا يوجد داعي لنطيل أكثر من ذلك خاصتا أننا كنا نعلم جيدا أنه لا أحد سيقبل بهذا الزواج
علياء: من قال سنرفض..!؟ من البداية نعلم علاقتكما ولم نعارض عليها لكن  زواجكما بهذه الطريقة خاطئ ولا أحد سيكون راض به خاصة عمر.
جواد : في الآونة الأخيرة لم تخلوا حياتنا من المشاكل والمفاجئات ولا أحد منكم كان لديه الوقت لسماع همومنا لهذا وفرنا على الجميع وإختصرنا الطريق بعقد قراننا.... وإنتهي الأمر
جيهان :سأجن ياا إلاهي... الكبير خرج عن السيطرة نهائيا وجن تماما والصغير تزوج دون أن يعلم أحد... لابد أنه عقاب إلاهي...!!
حنين :إهدئي يا أمي سيرتفع طغطك
جيهان :ليته يرتفع لاموت وأرتاح
حنين : لا سمح الله... لا تقولي هذا أمي أرجوكي...
جواد :أنا أعتذر أمي... لكني سعيد الآن ليس عليك القلق وعندما تنتهي هذه المشاكل سنقيم حفل زفاف يحظره الجميع
كريم : مازلت تخطط...!
جواد : أليس هذا هو الحل!؟
علياء:ليكن بعلمك سيبقى كل واحد منكما في غرفته وإياكما وإستغفالي فعيني ستكون عليكما
خجلت ندى وحمرت وجنتاها ليهتف جواد بسخط
جواد :ماذا.. ماذا!! إنها زوجتي شرعا وقانونا عمتي لما تضعين الحجر علينا!؟
جيهان :ولك عين للإعتراض أيظا..!حقا إنك عديم التربية
جواد :لكن أمي...
جيهان :لا يوجد لكن... ماقالته علياء سيحدث وإنتهي الأمر... لن تكونا معا حتى نقيم لكما الزفاف الذي يليق بهذه العائلة
إبتسمت ندى بسعادة لينظر لها جواد رافعا حاجبه متمتما بسخط لتسمعه هي ممسكة ضحكتها بصعوبة
نظرت لجيهان الجالسة بوهن تمسك رأسها ويبدو عليها التعب لتقترب بإرتباك
ندى :أعتذر كثيرا لكني ظننت أنه القرار الصحيح
جيهان :ليس أنا من عليك الإعتذار لها... لا تظني أننا غفلنا عن كلامك الجارح لها إنها لا تستحق هذا فلقد ضحت كثيرا لأجلك وأنظري كيف جازيتها!
علياء : تحملت مسؤولية كبيرة وهي لاتزال في 18عشر.. عملت ليل نهار دون أن تشتكي او تطلب يد العون لعزة نفسها.. فقط لتوفر لكما حياة هادئة وتربيكما جيدا.... أنت الآن في سنها آن ذاك وأنظري إلى قراراتك الطائشة... هل تستطيعين الآن تحمل جزء صغير مما تحملته هي!! بالطبع لا... حتى أنها لم تنتظر أي مقابل فقط أرادت الحفاظ عليكما....
نزلت دموع ندى بحزن وندم لتضع جيهان يدها على كتف ندى تربت عليه بلطف
جيهان : عليك إصلاح خطأك والاعتذار... وأنا أعلم جيدا أنها ستسامحك فورا .... قدر حنونة وصاحبة قلب جميل محب
ندى :أنا خجلة منها لا أعرف كيف سأرفع وجهي أمامها ... لم أعني أي كلمة مما قلته لقد كنت غاضبة ولا أعرف لما تفوهت بتلك الحماقات...!!
*******
عمر :ماذا يعني أنه لا يوجد ترياق..!
....
عمر :كيف لا تعرف أنت الطبيب مختصف في هذا المجال ...........
........
أغلق عمر الهاتف بغضب دون أن يرد وهو يلعن ويسب بغضب....
كانت تقف بصمت تستمع لحديثه في الهاتف بينما لم ينتبه لدخولها، لتردف بسخرية فور إغلاقه الهاتف...
جيداء: نصيحة لا تحاول فأنت لن تحصل على العلاج قبل عقد قراننا، الوحيدة التي تملكه هي أنا لا تتعب نفسك عبثا...
عمر : ستدفعين ثمن كل ما تفعلينه غاليا أنت وذلك الحقير
جيداء :توتوتو... عمر حبيبي إلى متى ستبتعد عني....!! أنا قدرك عليك أن تقتنع بهذا...
إقترب منها بعينين حمراوتان كالجمر ينظر لها بطريقة مرعبة لترتجف عينيها وهي تضغط على فستانها تستمد القوة مخفية خوفها وإرتعابها
عمر: رغم العِشرة التي بيننا أنتي لم ترى غظبي بعد... أنت من اردتي الاحتراق فلا تشتكي لاحقا
جيداء:تذكر أن حياة شقيقة حبيبتك المصون بيدي فلا تحاول الحفر من روائي لأنك ستخسر كثيرا عمر...
رمت كلماتها وخرجت شبه راكظة تلتهم الخطوات لتخرج من الغرفة غالقة الباب خلفها بسرعة تقصد غرفتها وهي تجري إتصالا بشخص ما ...
حمل عمر الكأس الذي كان على الطاولة ورماه على طول يده بغضب ليتهشم على الباب بعد إنغلاقه .... وقف بوجه أسود وعيون معتمة حمراء  يظم قبظتيه بقوة حتى بيظت أصابعه....
********
جلست بتعب على عتبة الباب بعد أن طرقت كثيرا دون جدوى، ساندة رأسها على الباب وهي تغمض عينيها لتنتفظ على اليد التي وضعت على كتفها....
..... تصعد الدرج بشرود وهي تتذكر كلماته وتعيد تحليلها وكلما وصلت إلى  المعنى المنشود تسارعت دقات قلبها بقوة وإبتسمت بحالمية لكن سرعان ما تنفظ تلك الفكرة حتى لا تتوهم أشياء لا أساس لها من الصحة وتُجرح لاحقا... لتقرر الحفاظ على قلبها فهي لن تجازف بخذلانه مجدداً... وصلت إلى الطابق الذي يوجد به منزلها لتفتح حقيبتها تبحث عن المفتاح وبمجرد أن رفعت رأسها وقعت عيناها على تلك النائمة عاتبة الباب وهي بحالة مزرية لينتفض قلبها هلعا وهي تقترب بسرعة واضعتا يدها على كتف تلك النائمة تهزها برفق وقلق
لميا :قدر..!! قدر... ماذا حدث لكي أنت مبللة بالكامل!؟ أين كنتي ؟هل... هل انتي بخير!!؟
قدر :ششش.. على رسلك.... على أي منها تريدين أن أجيب أولا!؟
لميا : (سندتها برفق تساعدها على الوقوف وهي تهم بفتح الباب بسرعة) لندخل أولا يجب أن تجففي نفسك
دخلتا إلى الداخل وقدر لا تكاد تقف على قدميها، ساعدتها لميا على أخذ حمام دافئ وتغير ملابسها إلى ملابس جافة ونظيفة من ملابس لميا ... جلست لميا تجفف لها شعرها وهي تتآكل من الداخل من القلق وهي ترى صديقتها بتلك الحالة فهي شاردة منذ دخولهم الي المنزل تجيب بكلمات قليلة وجهها شاحب وتنظر إلى الفراغ
لميا :قدر عزيزتي أريحي قلبي رجاءاً...مذا حدث ؟
قدر :لم يحدث شيء...فقط ندى تزوجت و...(سكتت وهي تتنفس بعمق وهي تغلق عينيها لا تريد التذكر كي لا تظعف مجدداً )
لميا : ماذا....!! تزوجت!! كيف..! ؟من! ؟متى ! ؟
قدر :جواد.... ولا أعرف متى أو كيف...
لميا :يا إلاهي..!! لقد جنت حتما كيف فعلت هذا..!! لماذا أنا لا أفهم!؟وأنتي تقولينها وكأنه لم يحدث شيء... هل حالتك هذه بسبب ذلك..!! لقد فهمت الآن... آه يالها من فتاة...
قدر : لم يعد يهم الآن ما حدث قد حدث....
تصطحت بتعب وقد إنغلقت عيناها تماما ... وضعت لميا كفها على جبين قدر وهي تنظر لها بقلق وحزن في نفس الوقت، لتنتفظ وهي تهتف بخوف
لميا :أنت تغلين..!! ياإلاهي قدر..!! حرارتك مرتفعة جدا... ماذا أفعل.. سسأتصل بوليد... لالا... هيا لنذهب إلى المستشفى
قدر : لميا... لميا.. إهدئي... أنا بخير فقط أحتاج لنوم لا تقلقي، لا أريد الذهاب إلى أي مكان... فقط أحتاج إلى النوم.. (تتكلم بصوت ناعس متحجرج مبحوح وهي تكاد تسقط في النوم تستسلم لتلحك الحفرة السوداء العميقة التي تسحبها إلى القعر بسلاسة )
لميا :أي بخير أنت تغلين...!!سأحظر لكي خافظ حرارة ومسكن بسرعة
خرجت راكظة لتعود بعد لحظات وهي تحمل وعاء به ماء مثلج ومنشفة صغيرة وفي اليد الأخرى كأس ماء قد وضعت به خافظ الحرارة والمسكن ليذوب به...
ساعدت قدر على تناول العلاج  بعد أن أيقظتها ثم بدأت بوظع كمادات الماء البارد على رأسها وهي تتفقد حرارتها كل دقيقة بقلق... أعدت حساء الخظر وجعلتها تتناول القليق بصعوبة بالغة.... إستمرت في تغيير الكمادات لساعات وهي ساهرة على رأسها وقلبها يتقطع كلما بدأت بالهذيان والبكاء وسط نومها... لم تطمأن لميا ويغمظ لها جفن حتى إنخفضت حرارة قدر وهدئت وهي تنام بعمق لتغفو بجانبها على الأرض وقد إفترشت بطانية خفيفة.....
*********
بعد مرور ثلاثة أيام......
دخلت قدر إلى مكتب الطبيب طارق بعد أن أخذت الأذن ليستقبلها بحفاوة وترحيب
الطبيب : أهلا بك قدر كيف حالك..!! ؟
قدر :بخير الحمد لله كيف حالك دكتور؟
الطبيب :بخير الحمد لله.... إتصلت كثيرا برقمك القديم لكنه مغلق..!!
قدر :لقد غيرت رقمي... هل يوجد شيء ما..! ؟
الطبيب :في الحقيقة... كنت أريد إخبارك بشيء مهم يتعلق بوفاة أخيك إياد
قدر :أخي إياد.!!
الطبيب: أجل... يوجد شخص ما إشترى الطبيب المسؤول عن التحاليل التي أجريت لأخيك قبل العملية حيث غير النتائج لتهظر أعراظ الحمى والوهن على أنها فقر دم ونزلة برد لكن في الحقيقة إياد كان يعاني من إلتهاب في نقي العظام ولم يكن يتوجب إجراء العملية إطلاقا مما فيها من خطورة على حياته...
قدر :ماذا..!!
الطبيب :للأسف... لقد صدمت حقا عندما عرفت ذلك... لقد شككت منذ البداية في التحاليل وطلبت إعادتها لكن الوقت كان ضيق جدا ولأني لم أكن مسؤول عن حالته بطريقة مباشرة لم أستطع إثبات شيء...
قدر : لكن... لكن كيف... لماذا فعل ذلك... !!
الطبيب :لقد قدمت بلاغ بخصوص الأمر وقد فتح التحقيق اليوم ولهذا السبب تواصلت مع علياء الهاشمي لتوصلني بك
قدر :هل يعني هذا.... أن أخي...أخي إياد قتل..!! كان يجب أن يكون بيننا اليوم...!! لكن من...!! من له مصلحة بإيذاء طفل بريء بهذه الطريقة البشعة....! ؟... ريان !!... أجل إنه هو..!!
الطبيب :من..!! من هذا! ؟
قدر :أنا.... أنا سأذهب... أعتذر... علي الذهاب فورا... سآتي لاحقاً
خرجت بسرعة دون سماع المزيد، بينما الطبيب وقف ينادي عليها لكن دون جدوى ليجلس مجددا وهو يهز رأسه بعدم فهم وشفقة على قدر وحالها....
👑 نهاية الفصل 👑

ضياع روح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن