♥️الفصل التاسع والعشرون ♥️
علت صرخة كمال الذي أمسك قلبه متألم ليلتف الجميع حوله ماعدا جيداء التي وقفت تنظر له بدموع من بعيد... حوال عمر إسعافه وفتح ربطة عنقه وأزرار قميصه العلوية ليستطيع التنفس بينما حنين إتصلت بالاسعاف...
كمال لم يستطع تحمل كل تلك الحقائق والخيانات ليصاب بنوبة قلبية حادة وبينما الجميع هلع لأجله دخلت الشرطة للإلقاء القبض على جيداء لكنها أبت الذهاب معهم وقاومتهم ليجروها وهي تتعثر بفستانها الضخم وحليمة تحاول إبعاد أيدي الشرطيات عن إبنتها بهستيرية ورجاء مفحم بالبكاء لكن بلا فائدة....
*********
ترقد على سرير المستشفى محاطة بالأسلاك الطبية فقد مرت ساعتان على خروجها من العملية ولم تستفق بعد بينما المريضة الأخرى تنام في الغرفة المجاورة لها وكل مؤشراتها جيدة فقد نجحت عملية نقل الكلية والآن ينتضرون أستيقاظ المريضتين.... في الجانب الآخر من المستشفى يجلس في مكتبه بعد أن قام بإرسال المال إلى حساب كل من عمر وندى من حسابه الشخصي ، فقد وعدها ولا يستطيع أن يخلف بذلك لكن من جهة أخرى لا يستطيع تركها وحدها وعليه ان يخبر أحد من أفراد عائلتها... ،فكر كثيرا وهو يحمل هاتف قدر المغلق بين يديه ليقرر أخيراً فتحه وبمجرد مرور دقيقة على فتحه وصلها إتصال من أمير... تردد في البداية على الرد لكنه حسم أمره ليجيب عليه مخبرا إياه وضع القدر والذي فعلته ليشتعل أمير غضبا وهو يهدده بأنه سيقاظيه إذا حدث لها شيء مغلقا معه الخط وهو يستقل سيارته يقلع بها بأقصى سرعته بإتجاه المستشفى وقلبه ينتفض قلقا عليها وكل الأفكار السوداء قد خيمت على عقله
*******
في نفس الوقت وصل كمال بسيارة الإسعاف إلى المستشفى ليتم إدخاله إلى غرفة العمليات فورا بينما بقى جميع أفراد العائلة عند الباب ينتضرون أي خبر يأتي لهم من الداخل...
أجرى عمر إتصالات كثيرة مع محاميه الخاص الذي تكفل بقضية جيداء ففي النهاية هي بالنسبة له إبنة عمه ولا يستطيع التخلي عنها بهذه الطريقة اما بالنسبة لحليمة فلحقت بأبنتها وعندما رفضوا إدخالها ذهبت إلى المستشفى أين طردتها جيهان غير متقبلة لوجودها فهي السبب في كل ما يمرون به... لتذهب حليمة وهي مطأطأة الرأس ذليلة تعض أصابعها ندما فقد خسرت كل شيء.....
وفي غرفة ندى وصل خبر وجود كمال في المستشفى ليذهب جواد إلى مكان تواجد عائلته بينما ندى بقيت في غرفتها بعد أن رفض تحركها من مكانها وما ساعده على ردع عنادها وجود لميا التي أتت لزيارتها...
*****
وصل أمير إلى المستشفى ليتوجه مباشرة الي مكتب الطبيب طارق الذي وضح له موقفه ودوافع قدر لإجرائها العملية... شعر بالحزن لأنه لم يستطع مساعدتها ليتوجه إلى غرفتها ينظر لها من خلف الزجاج وقلبه الذي ظن أنه لن ينبض ابدا بعد وفات رفيقة دربه... يقرع داخل صدره كالطبول يعلن بداية حب جديد
أمير :ما الذي فعلته بي...!! كيف تسللت إلى قلبي هكذا..!! كنت أظن أن مشاعري اتجاهك ليست سوى شفقة او إهتمام لكونك عانيتي من ما عانيته أو أسوء... لكن الآن وفي هذه اللحظة تأكدت تماما أن هذا القلب الذي يدق بسرعة وجنون الآن... قد وقع بحبك قدر....
*******
عمر :ماذا تعني بوصول مبلغ كهذا الي حسابي!!
... :المبلغ وصل قبل 5 ساعات وحاولت الوصول إليك لكن هاتفك كان مغلق
عمر :هل عرفت صاحب الحساب!؟
.....:نعم... إنه يخص شخص يدعي طارق شاليوت يعمل كطبيب أعصاب
عمر :الطبيب طارق...!! هل الذي يعمل في مستشفى الحياة...! ؟
....:أجل... وأرسل ربع المبلغ إلى حساب ندى ماليك أيضا سيدي
عمر :ماذا..!! حسنا شكرا لك...
أغلق الخط وهو يفكر وفكرة واحدة تخطر بباله... أن من أرسل المال هي قدر فالمبلغ المرسل هو نفسه المبلغ المتبقي من الدين الذي كان بينهما... انقبض قلبه وعلت وتيرة تنفسه وهو يتذكر قدر فكيف لها الحصول على مبلغ كهذا في هذه المدة القصيرة... فهي حتى لو عملت لسنوات لن توفر حتى نصفه
ضغط على رقمها يتصل بها لكنه يضهر له خارج نطاق التغطية.. ليعيد الإتصال كثيرا دون جدوى وقد بدء القلق بالتسلل إلى قلبه
جواد :عمر..!! هل توجد مشكلة أخرى..! ؟
عمر :قدر...!! لا تجيب..!!
جواد :لا أصدق حقا أننا كلنا ضلمناها بتلك الطريقة البشعة... لم يصدقها أحد وكلنا اتينا عليها حتى ندى
عمر :سأصلح كل شيء... سأعيدها إلي وأعوضها عن كل ما حدث
جواد :هل ستسامحك..!! لقد أذيتها كثيرا... انت أكثر شخص جرحها عمر...
أنزل رأسه وهو يغلق عينيه بألم.
عمر :أعلم... أعلم أني دمرت كل شيء جميل كان بيينا... لقد كسرت قلبها....
جواد :عليك إصلاح ما فعلته
عمر :يجب أن أجدها... لا تجيب على الهاتف..
جواد :ألم تضع حارسا يراقبها!!
عمر :اجل... لكني سحبته بعد آخر لقاء لنا في القصر
جواد :يوم اللقاء الصحفي!!
عمر :....
جواد :لربما لميا تعلم أين هي... إنها في غرفة ندى لقد أتت لزيارتها
عمر :حقا....سأذهب لرائيتها... (وهو يسير إتجاه المصعد بسرعة)
بقى جواد بجانب عمته يسندها بينها عمر ذهب إلى غرفة ندى أين وجد لميا تجلس بجانبها ويتبادلان أطراف الحديث، دخل بعد أن طرق الباب
عمر:ندى كيف حالك..!!
ندى :بخير... هل العم كمال بخير!؟
عمر :لا نعرف شيء بعد... لايزال داخل غرفة العمليات...
ندى :ياا إلهي... كيف حدث كل هذا... لقد قص على جواد ما حدث لكني لم أفهم شيء
عمر : الحكاية طويلة... كنت أود السؤال عن.... قدر
رفعت لميا حواجبها وهي تنظر له أخيراً بعد أن كانت تتجاهل وجوده
لميا :وما الذي تريده منها!؟
عمر : أعلم انكِ غاضبة مني لكني أريد إصلاح كل شيء... كل ما فعلته كان له سبب والآن لم يعد هناك سبب يبعدني عنها... ارجوكي أخبريني أين هي...! ؟
لميا :لن أخبرك... لن أثق بشخص مثلك ابدا... لقد جرحتها كثيرا ولن أسمح لك بفعل ذلك مجددا
عمر :لمياا... قدر سددت الدين الذي بيننا... هل تعلمين ماذا يعني هذا!! ؟ كيف ستحصل على هذا المبلغ..؟
لميا :ماذا!!؟
عمر :حتى أنها أرسلت مبلغا كبيرا من المال لحساب ندى
ندى :لكن كيف...!! لقد باعت منزلنا لتسديد الدين لكن لم يغطي حتى ثلثه.... من أين لها بكل هذا المال!!
لميا :مستحيل.... لا تملك أي شيء..!! كيف!
عمر :أين هي.!!
ندى :لقد ذهبت إلى الريف.... إلى منزل جدي القديم
لميا :قالت أنها تريد البقاء لوحدها...
عمر :الريف...!!
******
جواد :أمير..!!
أمير :أين عمر!!
جيهان :أمير إبني (إحتضنته)
أمير :زال البأس... حزنت كثيرا... كيف هو الآن!؟
جيهان :لا نعلم شيء بعد... أنه في غرفة العمليات.... إتصلت لتسأل عن عمر... هل حدث شيء ما!!
أمير :اريد التكلم معه أين هو!؟
جواد :لقد ذهب قبل قليل سيعود
أمير :إلى أين! ؟
جواد :في الطابق الثاني الغرفة 320
ربت على كتفه وهو يذهب مسرعا وقد إزداد غضبه وسخطه على عمر... ليلتقي به وهو عائد
عمر :أمير..!!
لم يتوقف أمير بل إستقبله بلكمة جعلته يرتد للخلف وهو يمسك فمه بصدمة
أمير :أيها الحقير... هل كنت بحاجة للمال لتجعلها تفعل ذلك بنفسها!!؟ كيف تفعل هذا بها ألم يكفك ما فعلته من قبل!!
عمر :عن ماذا تتكلم!؟
أمير :عن قدر... ألم تجعلها تسدد لك ثمن الخسائر التي لحقت بك...!! هل تعرف ماذا فعلت لتحصل على ذلك المال! ؟
إقترب منه عمر يمسك ياقة قميصه وقد إشتعلت عيناه غضبا
عمر :كيف تعرف قدر! أين هي ماذا فعلت لها!؟
دفع أمير وهو يصرخ بوجهه بغضب حتى التف الناس من حولهم
أمير :ماذا!! هل ستتضاهر بالقلق عليها الآن..!! ألم تفكر بقلقك هذا قبل أن تجعلها تبيع كليتها لتسدد لك دينك!؟
عمر :ماذا...!! (تراجع للخلف بصدمة) ماذا تقول هذا مستحيل!؟
أمير :لقد باعت كليتها لترجع لك مالك... حتى أنها لم تخبر أحدا لتصارع كل ذلك لوحدها... انت من دفعتها لذلك لقد عرضت حياتها للخطر فقط لتستعيد جزءا من كبرياءها الذي طعنتها به
كان يستمع لكلمات أمير وهو مغيب تماما يشعر بوخز حاد في قلبه ولعمت عيناه بالدموع ليستند على الحائط بجانبه قبل أن يقترب منه مجددا
عمر: انت تكذب... قدر لا تفعل ذلك... أين هي!! تكلم أين هي! ؟
أمير :إنها تنام في العناية وهذا كله بسببك.... اذا حدث لها شيء أعدك اني سأجعلك تدفع الثمن غاليا
دفعه وذهب ليبقى عمر واقفا في مكانه ينظر للفراغ وقد تسمرت ساقاه بالأرض يتذكر كلمات أمير (لقد باعت كليتها لترجع لك مالك.... لقد باعت كليتها لترجع لك مالك...لقد باعت كليتها لترجع لك مالك.)
شعر بالأرض تميد به ليسير وهو يصطدم بالمارين...متوجها لمكتب الطبيب طارق ليعرف مكانها
*******
في غرفة قدر..
حركت جفونها ببطىء وهي تفتح عينيها شيء فشيء حتى تعودت على إضاءة الغرفة وأستطاعة فتح عينيها تماما لتقابلها الممرضة تعدل لها إبرة المحلول وتترقب مؤشراتها لتبتسم وهي ترى إستيقاظها... خرجت مباشرة تنادي الطبيب الذي كان يقف برفقة أمير فنادته تخبره عن إستيقاظها ليسعد أمير وهو يتقدم من الباب ينظر لها من الزجاج والطبيب يفحصها برفقة الممرضة.... بعد لحظات خرج الطبيب في نفس الوقت الذي جاء فيه عمر بعد ان عثر على الطبيب طارق وهو من أخبره عن مكان قدر
الطبيب: لقد إستيقظت المريضة...
أمير :كيف هي الآن...!! هل يوجد خطر على حياتها! ؟
الطبيب :لقد تعدت مرحلة الخطر الحمد لله... سننقلها إلى غرفة عادية... بالشفاء
تقدم عمر من الباب بتردد وهو يجر قدميه لتقابله من خلف الزجاج تفترش السرير الطبي وتحيط بها الأسلاك من كل جهة لتسقط دمعة يتيمة من عينيه الحمراء كالجمر
أمير :انظر إلى ما فعلته بها.... أنت السبب في وجودها هناك... هل انت سعيد الآن!!
عمر :اصمت... اصمت أمير... لا تدعني افقد أعصابي
أمير:ما الذي ستفعله...!!
لكمه عمر بقوة حتى كاد يسقط ليلكمه مرة أخرى قبل أن يأتي ممرضان والطبيب طارق الذي أتى لرئية قدر فأبعدوهما عن بعض قبل أن يشتبك الاثنان....
عمر : لا يحق لك التدخل ابدا....هل تعرف كيف أشعر الآن!!...لا تعرف... ومن أين لك معرفة ذلك..!!
أمير : لو كنت حقا حزين لما حدث لما تركتها تفعل هذا...
عمر :لم أكن أعرف... لم أكن أعرف
الطبيب طارق :إهدء سيد عمر... سيد أمير نحن في مستشفى رجاءاً إهدءا.. لا يجوز ما تفعلانه... لقد حدث وانتهى الأمر... بتصرفكم هذا ستأذيانها أكثر
أمير :تذكر هذا... لن أسمح لك بإيذائها ... ستجدني أمامك بعد الآن
******
بعد مرور يومين
خلال هذين اليومين إستقر وضع كمال وخرج من العناية المركزة بينما علم الجميع بما فعلته قدر ليكون البكاء والحزن والندم هو الشعور المخيم عليهم خاصتا ندى ولميا اللتان لم تفارقاها ولو دقيقة واحدة... أما بالنسبة لعمر فقد غادر المستشفى يومها ولم يعد ليحبس نفسه في غرفته بعد أن حطمها كليا يفرغ غضبه من نفسه والمه في الكحول والسجائر حتى أنه لم يسمع لترجي والدته وبكائها عند باب غرفته تحثه على الخروج على الأقل لتناول الطعام... وبنسبة لوليد فهو أيضا لم يفارق قدر بالرغم من غضبه منها وعدم محادثته لها لكنه يأتي دائما ينتضر بالساعات عند باب غرفتها وهي تعلم بوجوده لكن لا تستطيع الخروج له ورغم إرسالها للميا له تترجاه الدخول ابى ذلك وفضل التمسك بموقفه...
.........
دق الباب وهو يحمل باقة زهور جميلة
أمير : كيف حال أميرتنا اليوم!؟
قدر :هههه هل هذا شكل أميرة..!!
ندى :وأجمل أميرة
لميا :احم احم... ندى عزيزتي تعالي معي لتناول شيء ما
ندى :لكن...
سحبتها لميا وهي تبتسم بتملق وسذاجة في ذات الوقت
لميا :هيا تحركي ....
خرجتا ليبقى أمير وقدر بمفردهما
أمير : لقد علم عمر بدعوة الطلاق التي رفعتها
قدر : أمم.. هذا جيد
أمير :هل أنتي متأكدة.. بعد معرفتك لكل ما حدث يوم زواجه بجيداء و سبب تركه لك
قدر :أمير... هلا أغلقنا هذا الموضوع رجاءاً
أمير :حسنا كما تريدين..
قدر : أين وصلت قضية أخي... هل يوجد مستجدات!!
أمير : قبض على الطبيب الذي غير التحاليل وحول كل من ريان وجيداء للمحكمة سيتم إصدار الحكم في الجلسة القادمة
قدر : (وهي تغمض عينيها) وأخيراً... أشعر البراحة لأن من فعل بأخي ذلك سيأخذ جزاءه
أمسك أمير يدها لتفتح عينيها تتطلع إليه
أمير :موعد عودتي إلى فرنسا بعد غد... أتمنى أن تغيري رأيك وتذهبي معي
قدر : أمير...أناا
أمير :دعيني أكون بجانبك... أنا لا أنتظر منك شيء لأني أعرف أن قلبك ملك لشخص آخر.. لكن إسمحي لي أن أكون صديقك... لن أتركك ابدا.. سأكون بجانبك في أيامك المهمومة وسأساعدك في تخطيها... وأنت في هذا الوقت... ستقفين أمامي وتشرحين لي همومك واحداً واحداً.. إياك أن تخافي... لن أذهب إلى أي مكان... ههه حتى إذا ذهبت سأعود إليك في اليوم التالي كالمجنون...
قدر : لما تفعل معي كل هذا... أنت تقف معي ضد أخيك هل تلاحظ هذا..!!
أمير : عمر أخي منذ يومين... أعرف أنه من دمي في النهاية لكنه ليس مقدر لنا أن نكون عائلة واحدة.. أما أنتي... لا أعرف أي تفسير لتصرفاتي لكن الشيء الذي انا متأكد منه أن ما أفعله لأول مرة يجعلني سعيد... عند رأية إبتسامتك أنسى كل ما عشته حتى اليوم... وقد أدفع اي شيء لأرى تلك الابتسامة صدقيني
****
علياء :عمر....هل ستتركها.... هل ستتخلي عنها الآن أيضا... أعرف هي من تريد الطلاق لكن هذه ردة فعل طبيعية بعد كل ما مرت به... لقد عانت كثيرا بسببك ويجب أن تصلح أخطائك... حارب لأجلها
عمر :إنها لا تريد رأية وجهي حتى... أذهب كل ليلة أنظر إليها وهي نائمة وأتمنى أن أستطيع لمس خصلة واحدة من شعرها... لكني لم أعد أملك ذلك الحق... عمتي انا لا استطيع العيش بدونها....
علياء: إذهب إليها إذا... أخبرها انك نادمة وأنك مستعد لتعويضها.. أخبرها انك لن تتخلى عنها ابدا... هيا إذهب
نظر إليها و عيناه تلمع بالأمل وقد شجعته كلماتها لينهض وهو يعقد العزم أنه سيراها ولو كلفه ذلك حياته... خرج من المنزل متوجها إلى المستشفى وهو يستجمع كلماته المبعثرة ويجهز نفسه لمقابلتها....
...........
جلست تعدل لها من وسادتها تساعدها على الجلوس
قدر: شكرا لك
لميا:هل أنتي مرتاحة هكذا!!
قدر :أجل... أين ندى..!؟لم ارها عندما إستيقظت..!!
لميا :ذهبت إلى المنزل لتحظر لكي ملابس نظيفة
قدر :مع من ذهبت!!
لميا :وليد أخذها... بالمناسبة... لا تحزني لأن وليد لم يكلمك... إنه منزعج لأنك فعلتي هذا بنفسك... كلنا إنزعجنا وصدمنا عند معرفتنا ذلك خاصتا أنكي كذبتي علينا وقلتي أنك ذاهبة للريف...لكن وليد حساس في ما يتعلق بك انه يعتبرك أخته الصغيرة ويرى نفسه مسؤول عن ما حدث لك... اتعلمين ما قال لي!؟
قدر :(وقد إمتلءت عيناها بالدموع) ماذا قال!!
لميا :قال انه لم يكن عليه السماح لكي بالذهاب... كان يعلم أنك حزينة وأنك لم تكوني بخير ورغم ذلك تركك بمفردك... قال أنه لو كان اخا جيدا لشعر بأنك لستي بخير.. لمنعك من تعريض حياتك للخطر... معه حق نحن جميعا كنا انانيين... كنا نعرف أنك لست بخير لكننا صدقنا إبتسامتك وتضاهرك بالقوة ذاك
قدر :لا ذنب لكم أبدا... لم أرد ان أخزنكم معي.. لقد إكتفيتم من مشاكلي ولم ارد ان أزيدها عليكم... اليوم الذي حدد فيه عمر زواجه كنت قد أتيت من منزله في الجبل... قضيت معه ليلة في ذلك الكوخ بعد أن جعلني أشعر أنه يحبني وأنه يريد أن نبدأ من جديد... لكن كل ذلك كان كذب... تركني في ذلك الكوخ وذهب ليحدد زواجه بجيداء... وعندما سألته لمذا قال لي... أنه صفى الحساب الذي بيننا... كيف أردتم مني أن اخبركم بكل هذا!! ... هل تظنين أنه سهل علي!!
كانت تضع يدها على فمها ودموعها تسقط بغزارة
لميا :يا إلاهي... هل... هل فعل هذا لكي حقا..!! كيف كيف لم أشعر بذلك... لقد كنتي تبدين في حالة مزرية يومها... أنا... أنا...
قدر :لا تلومي نفسك أرجوكي... لقد أردت عيش ذلك بمفردي... اقنعي وليد لأجلي أروجي... لا أريد أن يبقى غاضب مني
لميا :لا تقلقي... لن يتحمل كثيرا وسيأتي راكظا إليك... إنه ينام عند الباب يحرسك كيف سيبقى غاضب منك!!
دق الباب لتمسح لميا دموعها بسرعة
لميا :ها قد جاء...
دخل لتقف لميا بسرعة تنظر له بكره لتمسك قدر بيدها قبل أن تتقدم إليه وتطرده
قدر :لميا... هلا تركتنا بمفردنا...
لميا :لكن...
قدر :هيا..
خرجت لميا وهي ترمقه بنظرات كره لتغلق الباب خلفها وهي تحرق الطريق تركل الأرض بعصبيه
.......
قدر :لماذا أتيت...! ؟هل أردت رأيت الحالة التي وصلت لها!؟
عمر :قدر أنا... اريد أن تعلمي أنني كنت مجبر على ما فعلته... حياة ندى كانت في خطر..
قدر : أريد أن أسألك... ذلك اليوم في الكوخ... عندما ذهبت هل كان لأجل ندى أيضاً ؟ هل ذهبت لأن جيداء هددتك أم لأنك ظننت اني أستغليت ثمالتك...!!
أنزل رأسه
عمر :وقتها لم أتذكر شيء... إستيقظت لأجدك بجانبي... بعدها جاء إتصال من عمتي تخبرني أن جيداء في حالة سيئة وانكي السبب
قدر :وانت فكرت أنني خططت لكل شيء أليس كذلك...!!
عمر :لا أستطيع تبرير فعلتي لكن... لم أكن اريد الذهاب... لقد شعرت أني وجدت نفسي... تمنيت لو توقف الزمن وقتها لكن كل شيء تدمر...
قدر :أنت من الغيتني... وأخرجتني من حياتك عمر... لقد إنتهت علاقتنا منذ اليوم الذي صدقت فيه اني خنتك
عمر :لا لم تنتهي... سأصلح كل شيء أعدك... فقط إمنحيني فرصة...
قدر :لقد تأخر الوقت... سنتطلق
عمر :مستحيل... أنا لن أسمح لكي بهذا... لن أطلقك..
قدر : أنا لا آخذ إذنك... لقد سددت ديني لم يعد هناك شيء يربطنا
عمر :ظننت ان كل شيء يستحسن إن خرجتي من حياتي...
قدر :وهل تحسن..!!
عمر:برأيك..!! أنضري... هل يبدو أنه تحسن!! (وعيناه الحمراء المحاطة بهالات سوداء تدمع مغرقة لحيته المشعثة الغير حليقة)
قدر :وأنت تخرجني من حياتك... دعست قلبي تحت قدمك... لم يرف لك جفن وأنت تطعن به مرارا وتكرارا... أنظر.. الآن أنا أتنفس لكن لم يعد لدي نفس للحياة... تخليت عن كليتي وكأني تخليت عن حذائي.. بسببك سأضطر لإجراء غسل الكلى لمدة سنة كاملة... سيسحب دمى لآخر قطرة ويعاد إلى جسدي مرتين كل أسبوع لكن هذا لا يخيفني... وأعلم اني لن اتألم حتى.. لأني جربت أن تسحب روحي مرارا وتكرارا على يديك..
عمر : أعتذر.... أعتذر....سامحيني ارجوكي إغفري لي
قدر :لقد تركتني...! لقد كذبت علي... أنت عذبتني!...
عمر :لم أرد ان تعيشي هذا الألم... كنت اتألم بقدرك صدقيني... أجرحك بكلامي ودموعك كانت تقتلني... كنت غبي أعلم... لم اثق بك ولم أصدقك... لكن قلبي هذا كان متأكد من برائتك....وعقلي لم يستطع تقبل فكرة الخيانة... ثم بعد ذلك بعد أن علمت كل شيء خفت أن تخسري ندى.... لم أستطع أن اجعلك تعيشين هذا الألم مجدداً..
قدر :وماذا عن الألم الذي أعيشه الآن..!! ماذا عن الألم الذي شعرت به في ذلك الكوخ بمفردي!! ماذا عن الألم الذي شعرت به وانا أدخل غرفة العمليات الباردة وحدي..!!
عمر :أنا أحبك كثيرا... جازفت بخسارتك.. لكي لا اكسر قلبك
قدر :هه تكسر قلبي... لماذا هل لايزال صالحا للكسر!!؟ ... لقد أصبح فتاتا!! ... أنظر إليك الآن... أمامي رجل مختلف تماما... رجل غريب..
عمر :لا تفعلي ارجوكي
قدر :أذهب... لم يتبقى هناك شيء نتكلم به...
عمر :لن أذهب.... لن أتركك
قدر :لا أريدك بعد الآن... قلت انك جازفت بخسارتي.... لقد خسرتني... قدر التي عشقتك ماتت في ذلك اليوم.... يوم تركتني في ذلك الكوخ...
👑 نهاية الفصل 👑
أنت تقرأ
ضياع روح
Randomجميلة هي من الداخل والخارج،روحها النقية الطاهرة وحبها الكبير لأخويها وتضحيتها بحياتها مقابل إسعادهما جعلت أكبر رجال الأعمال يقع في عشقها، لكن للحياة كلمتها ولها أحكام قد تكون مجحفة وعادلة في نفس الوقت... الحياة كانت قاسية عليها لتضربها في أقرب الناس...