♥️الفصل الثالث والعشرون ♥️
قدر :توقف هنا
أمير :هل تعملين هنا!؟
قدر :لا، هذا المقهى لصديقاي، يمكنك المجيء معي إذا أردت وسأجعلك تتذوق أشهى أنواع الحلوى
أمير :ههههه لا تغريني فأنا لا أحب الحلوى
قدر :هههه هكذا إذا... لابئس يمكنك شرب القهوة أو عصير ومنه تتعرف على صديقاي
أمير :كنت أود ذلك لكن لدي عمل... سأتي يوما ما هذا اكيد
قدر :حسنا على راحتك... علي الذهاب الآن وداعا
أمير :لنقل إلى اللقاء
قدر :إلى اللقاء
**********
سارة :سيد عمر لديك إجتماع مع الوفد الايطالي على الساعة الثالثة
عمر : جهزي الاجتماع وأخبري كريم وجيداء
سارة :حاظر سيد عمر
خرجت ليمسح على وجهه بإرهاق لتقع عينيه على الضرف فوق الطاولة، حمله وهو يقلبه بإستغراب فهو لا يحمل أي إسم أو عنوان للمرسل، فتحه ليجد داخله شريحة ذاكرة وورقة، عقد حاجبيه وهو يفتح الورقة والتي كانت شهادة ميلاد، دقق في الإسم (أمير سلماني) قبل أن يلفت إنتباهه إسم الوالدة والذي كان (جيهان سلماني) أعاد قرائة المعلومات في الشهادة مرارا وتكرارا وقد تعالت وتيرة تنفسه وهو يركب الشريحة في هاتفه بيدين مرتجفتين ليجد فيها فيديو، دخل إليه بسرعة وقد تداخلت عليه الأمور، وكان الفيديو لوالدته جيهان وهي تتحدث مع شخص ما وهي منهارة بالبكاء
.......
جيهان :لقد مات... مات بسببي
...... :لا تقولي هذا لقد كان حادثا
جيهان : أنا السبب انا التي قتلته لن أسامح نفسي ابدا... ماذا.. ماذا سأقول للأطفالي كيف سأخبرهم أني كنت السبب في موت والدهم...!! أنا السبب في بقائهم بلا أب
...... :جيهان.. إسمعيني جيدا.. انتي لم تفعلي شيء هل تفهمين
لا أحد سيعلم بحقيقة الحادث وإلا ستتدمر العائلة
جيهان :كيف سأعيش بهذا الذنب!؟
.......
كان ينظر إلى هاتفه بعيون متسعة حمراء وهو لا يستوعب ما يراه ليقف بسرعة مغادرا الشركة بأتجاه القصر تاركا كريم الذي رئاه وهو يخرج بتلك الحالة ينادي عليه لكن بلا فائدة ليلحق به بعد أن ألغى الاجتماع مأجلا إياه للغد
في القصر
دخل كالإعصار الهائج ينادي على أمه ليأتي على صوته الجميع بمن فيهم حليمة وجيداء وندى
عمر :أمييي!!
جيهان :ماذا هناك عمر! ؟لماذا تصرخ بهذه الطريقة ماذا حدث!؟
عمر :ماذا حدث!! أتيت لأعرف ماذا حدث قبل عشرون سنه!! كيف مات والدي أمي؟ او بالأصح كيف قتل!!
شهق الجميع لتصرخ علياء بتهكم
علياء:ما الذي تقوله عمر هل جننت!!
عمر : جننت عمتي لقد جننت... وسأجن أكثر إذا لم أعرف الحقيقة كاملة
كانت تقف وهي تحتضن يد إبنتها تبتسم بنصر وهي ترى إنجازها العضيم أمام عينيها
بينما جيهان فكانت تقف كالتمثال تنظر لعمر ودموعها تنزل بغزارة وكل الكلام قد تحجر في حلقها لتعجز عن قول أي شيء
عمر:لماذا تصمتين أمي! ؟قولي الحقيقة ماذا حدث لأبي!؟ومن هو أمير
جيهان :أمير!!
عمر :انظري... هذه شهادة ميلاد للمدعو أمير سلماني ومكتوب هنا أسمك في خانة الأم...!! هل هذا حقيقي! ؟هل أمير إبنك!
جيهان :أنا... أنا سأقول لك كل شيء لكن عليك أن تسمعني
عمر : ماذا يعني هذا الآن! هل هذه الورقة حقيقية!؟
جيهان :أااجل حقيقية
وضعت علياء يدها على فمها تكتم شهقتها وهي تجلس بوهن على الكرسي بينما حنين تقدمت من أمها وهي تقول
حنين : أمي..!! هل لدينا أخ آخر.!! لكن أين هو ولما لم نسمع عنه ابدا! ؟
حليمة :لأنه إبن غير شرعي لوالدتك
عمر :ماذا!!
جيهان :حلييمة (بتحذير)
عمر :أمي..!!
دخل جواد وهو يدندن ليقطع صوته وهو يهتف بإستغراب
جواد :ماذا يحدث هنا!؟ لما أنتم مجتمعين هكذا!؟
عمر :أمي أجيبيني هل ماقالته زوجة عمي صحيح!
جيهان :صحيح... لكن ليس كما تضنون
عمر : كيف.!! هل خنتي أبي!؟ لقد.. لقد توضح كل شيء الآن
أنتي قتلتي أبي عندما إكتشف حقيقتك أليس كذلك!!
جيهان :لا ليس صحيح... عمر أسمعني أرجوك انتم لا تعرفون شيء عن ما حدث في الماضي
علياء:ماذا حدث!؟ أخبرينا..!!
أمير :أنا من سيخبركم
نظر الجميع الي مصدر الصوت ليعقد عمر قبضته بغضب وهو يصيح
عمر :ما الذي تفعله هنا!؟
أمير :إهدء عمر... لقد أتيت لأقول الحقيقة التي عجزت والدتك عن قولها طوال هذه السنين
عمر : وما هي هذه الحقيقة! ؟
أمير :أنني أبن هذه العائلة....
نظر الجميع له بصدمة وعدم تصديق ليكمل كلامه قائلا
أمير :قبل 28سنة تعرف جمال الهاشمي على والدتي البيولوجية وكان وقتها متزوج من أمك ولديهما عمر
كانت أمي تعمل كسكرتيرة عند والدك، أعجب بها وأمي وقتها لم تتجاوز 19سنه عشقت والدك ومنحته نفسها تحت مسمى الحب لتنبت بذرة هذه العلاقة المحرمة داخل بطن أمي.. والدك لم يعترف بي وتخلي عن أمي حتى أنه طردها من العمل لكن أمي لم تستسلم وحاولت التواصل معه مرارا وتكرارا بلا جدوى
بدأ حملها بالضهور وعند إكتشاف عائلتها ذلك تبرو منها ورموها في الشارع وأخيها حاول قتلها لكنها هربت لتلجأ إلى منزل صديقتها في مدينة أخرى وعندما إقترب موعد الولادة قررت أن تعود لتتوسل والدك لآخر مرة وقتها كان خارج البلاد ومن إستقبلها هي والدتك،لم تصدق خيانة زوجها وطردتها من المنزل لكن أمي أتاها المخاض تلك الليلة ووالدتك من ساعدتها على الولادة لكن أمي لم تتحمل وبينما هي تُحتَظر أقسمت أني إبن جمال الهاشمي وأنه فعل فعلته بها وتركها لتتحمل عواقب ذلك لوحدها، صدقها والدتك أخيرا... توسلت أمي وترجت جيهان أن تعتني بي وتحميني من بطش جمال وعائلتها
أن تكتبني على إسمها لأن خالي لن يتركني وشأني وأن جمال لن يعترف بي الي بهذه الطريقة
أمك لم تقبل بذلك لكنها لم تلحق ان تعارض فأمي قد وافتها المنية وماتت ... كانت والدتك وقتها وحيدة وبين يديها رضيع بحجم الكف .. لم تعرف ما الذي ستفعله.... وليسلم عمي حميد البواب الذي كان يحرس وقتها أخذني وأمي إلى المستشفى ولأن لوالدتك نفوذ إستطاعت شراء الطبيبة لتسجلني على إسمها بينما الأب مجهول
وقعت أمك في مشكلة كبيرة فلا أحد يعلم بوجود امي ولا بوجودي سوى عمي حميد فكيف ستقدمني لوالدي وأنا على أسمها هي فمن المأكد لن يصدقها وسينكر كل شيء.... لم تستطع إخبار أحد بذلك، لتضعني في دار للأيتام لكنها لم تتركني ابدا بل إهتمت بكل ما يخصني وساعدها عمي حميد رحمه الله وقتها في ذلك، ومنذ ذلك اليوم دفنت هذه الحقيقة للأبد حتى انها لم تواجه والدك بخيانته فلقد كانت خائفة ووحيدة وثقتها معدومة بمن حولها خاصتا به لتبتلعها غصة داخلها... مرت السنوات وتحديدا 9سنوات، جاء يوم الحادث الذي توفي فيه جمال الهاشمي
جمال الهاشمي عندما عرف بأنها تزور دار الايتام بشكل يومي تقريبا شك في الأمر وبحث عن السبب ليعلم أنها تأتي لأجلي وعندما بحث أكثر وجد وثائقي التي تثبت أنها والدتي
وقتها ظن ان جيهان قد خانته ليجلبها إلى الميتم بالاجبار مهينا إياها بشتي الطرق وأبشع الكلمات لكن والدتك لم تستطع الكتمان أكثر من ذلك لترمي الحقيقة في وجهه لاعنة إياه وخيانته ولاعنة نفسها على سكوتها طوال تلك السنوات،وعمي حميد شهد هع والدتك ليدرك والدك مدى نذله وبشاعة ما إقترفه حاول التبرير لوالدتك بأن أمي كانت نزوة وأنه يحبها هي لكنها كانت قد إكتفت طوال تلك السنين وإمتلأ قلبها بعدم الثقة والنكران.... لم تصدق كلامه ولم تسامحه على إهانته وعلى خيانته فلا شيء يبرر ما فعله، كل تلك المشاعر الحبيسة داخلها لسنوات، وكل ذلك الحزن والألم والخوف كان هو سببها لتعيش معه مجبرة على كتم المها وغصة خيانته كالسكين المغروس داخل قلبها،وجوده يؤلم وإنتزاعه أشد ألما، هكذا كانت حياتها مع والدك تلك السنوات
بعد إنفجارها في وجهه وإخراج كل ما تكنه من غضب إتجاهه، خرج من الميتم وهو في حالة من الحزن و الصدمة وكره للذات وأثناء قيادته لسيارته بسرعة وقع الحادث الذي أدى لوفاته...
امي جيهان لامت نفسها على موته وعانت كثيرا منذ ذلك اليوم، لم تستطع إخبار الحقيقة لأحد لأنها خافت أن لا يصدقها أحد، أرسلتني مع عمي حميد لفرنسا لأعيش هناك وأكمل دراستي ولم تنقطع إتصالاتها بي ابدا، الي اليوم الذي وصلت فيه تهديدات لأمك بأن تُكْشف الحقيقة، إتصلت بي لاعود إلى هنا كي تخبركم الحقيقة بنفسها قبل أن تصلكم من شخص آخر... لاكن للأسف تأخرنا كثيرا
كان الجميع يستمع لكلامه بصدمة، جواد يستند على الحائط وحنين تبكي في حضن علياء بينما عمر يجلس على الاريكة يضع راسه بين يديه وعقله لا يستوعب الكلام الذي يسمعه ، اما جيهان فجلست على ركبتيها وهي تبكي بحرقة وهي تتوسلهم
جيهان :أقسم لك انها الحقيقة.... أعترف أني كنت جبانة وضعيفة لأكتم هذا السر داخلي طوال هذه السنوات ولم أستطع مواجهتكم بالحقيقة... لقد كنت خائفة.. خائفة من كرهكم لي وعدم تصدقكم... حتى خفت من ان اشوه صورة والدكم في أعينكم وأنتم الذين تعتبرونه قدوة لكم.... سامحوني أرجوكم..!! سامحوني...
رفع رأسه لينظر لها بأعين مليئة باللوم قبل أن يحمل نفسه دون التفوه بكلمة متوجها إلى الخارج حيث التقي بكريم الذي حاول أن يتكلم معه لكنه لم يرد عليه وإستقل سيارته يقودها بكل ما لديه من سرعة...
إقتربت حنين من والدتها تساعدها على الوقوف لتجلس معها على الاريكة وهي تحتضنها بينما علياء فكانت تبكي بصمت وهي لا تصدق ان أخيها خان زوجوته ولديه إبن بينما حليمة فإنسحبت دون أن تثير الإنتباه لتلحقها جيداء وهي تستفسرها بفضول وتسئلها كيف فعلت هذا! ؟
إقترب جواد من والدته ليجلس بنصف ساق وهو يمسك بيدها
جواد : لماذا أخفيت عنا كل هذا وعشته لوحدك! ؟كيف تحملت كل هذا الألم!؟
أمير :أمي جيهان أروع وأنقى إمرأة وأم في العالم فرغم كوني إبن عشيقة زوجها لم تحقد علي ولم تأخذني بذنب والداي، ربتني وكأنني واحد من أولادها حتى وأنا بعيد عنكم، لم تشعرني يوما أنني إبن غير شرعي
جواد : وانت أيضا عانيت كثيرا.... كونك الإبن الغير الشرعي جعلك تعيش وحيدا...خسرت حقك في الحصول على إسم والدك، لم أكن أعرف أن أبي ظالم إلى هذا الحد!!
جيهان :لا تقل هذا عن والدك، في النهاية هو لم يقصر معكم في شيء، أحبكم كثيرا ورباكم جيدا... صحيح أنه حرم إبنه الذي من صلبه من ان يعيش كبقية أبنائه لكنه ندم في الأخير وأنا متأكدة أنه كان ليصحح أخطائه ويعوضه على كل شيء لو لم تسلبه الحياة منا مبكرا.
علياء: لا أستطيع تصديق ان أخي جمال فعل ذلك، كان يحبك لدرجة انني كنت اقول لك عندما تغارين أنك قد أكلت عقله أساسا وأنه لن ينظر لأمرأة غيرك
جيهان : لا تتخيلين صدمتي به وكسرة قلبي وقتها، كنت اعيش داخل دوامة ، عقلي يقول لي أغفري له وأنسى ما حدث، لاتخربي عائلتك ولا تفرقي أطفالك عن والدهم لكن قلبي لم يتحمل..
حنين : حبيبتي...
إحتضنتها ليقترب جواد منهما يحتضن والدته هو الآخر بينما أمير ينظر لهم وهو يبتسم، دخل كريم وهو يتسائل ليعقد حاجبيه بإستغراب وهو يرى حالتهم تلك
كريم : خالتي جيهان..!! حنين!! ماذا حدث..!؟ لقد رأيت عمر وهو يخرج... لم أستطع اللحاق به لكن بدى لي منزعجا
جواد :قصة طويلة
جيهان : أين ذهب يا إلاهي!! لن يتقبل أبدا هذه الحقيقة، كان الأقرب لوالده دائما ويعتبره مثله الأعلى وأكثر من تأثر بوفاته
علياء: انه يحتاج البقاء لوحده قليلا، ليهدء ويستوعب ما عرفه
أنزلت جيهان رأسها وهي تبكي بحسرة ليقترب منها أمير بعد أن إبتعد كل من جواد وحنين
أمير : لو شكرتك العمر بكله لن اوفيك حقك.
جيهان : أنت إبني أمير... الأم ليست التي تنجب فقط الأم التي تحملك في قلبها قبل بطنها، وانت هنا (وضعت يدها على قلبها) في قلبي ومعزتك من معزة عمر وجواد وحنين
أمير :أعلم هذا (وهو يقبل يدها) لا تقلقي على عمر ..أنا متأكد انه سيتفهم ولن يلومك ابدا فحسب معرفتي لعمر انه ذكي وواعي
جيهان :عندما يتعلق الأمر بوالده يصبح حساسا جدا
علياء : كلنا صدمنا من هذه الحقيقة، لا أحد منا كان يتوقع ما حدث
حنين :رغم أني لا أتذكر والدي لكني أحببته دائما من حديث عمر عنه
*********
قدر :هل فعلتي ما أخبرتك به!؟
لميا : بالحرف الواحد.
وليد :لقد بعثت التسجيلات والصور لصديقي والغد سيكون الخبر جاهزا
قدر :هذا جيد... إرتحت الآن
لميا :قدر!!
قدر :همم
لميا :ما الذي ستفعلين بعد أن تكشف الحقيقة!؟
قدر : لا أعرف
وليد : أتركي كل شيء للأيام، هي كفيلة بإصلاح كل شيء
قدر :أجل... علي الذهاب الآن
وليد :حسنا، إعتني بنفسك
خرجت مع لميا لتقفا عند الباب قليلا
قدر :لمياا!!
لميا : نعم!
قدر :هل يوجد شخص ما في حياتك هذه الفترة! ؟
لميا :لا..لا يوجد أحد غير الذي تعرفيه.. من أين لك بهذا الكلام!؟
قدر :لا فقط شعرت أنك تخفين عني شيء ما
لميا :هممم إذا وليد قال لك عن معتصم..
قدر: من معتصم هذا!! هذا وتقولين لا يوجد ها!!
لميا : ألم تعرفيه بعد!!
قدر : لا ومن أين لي أن أعرفه!
لميا : أنه إبن عمي الصغير الذي أكبره بسنة
قدر : معتصم!! الذي شدني من شعري يوم تخرجي
لميا : هو بعينه
قدر :هههههههه ووليد يضنه حبيبك هههههههه سأموت ههههههه
لميا :فضحتينا إخرسي
قدر :ياأمي لا أستطيع ههههههههههه بطني يا إلاهي هههههههه
لميا : قدر!!
قدر :(أمسكت فمها بيديها تكتم ضحكها بصعوبة) حسنا
لميا : لكنه معجب بي حقا
قدر :ههههههههههههه أعتذر هههههههههه
لميا : قدر...
قدر : أوف ههه هههه حسنا سكتت، إذا عرفت زوجت عمك ستعلقه من سرواله الداخلي
لميا : اتتذكرين اليوم الذي طرد فيه من الجامعة
قدر :ههههه وكيف لا أتذكر
لميا : لكنه الان أصبح أكثر نضجا من قبل
قدر :انا التي اعرف ههههه قال ناضج قال
لميا : قلت أن وليد ظن انه حبيبي!؟
قدر :اها
لميا :هل هذا يعني أنه غار!؟
قدر :أممم لا أعرف إسأليه انتي (وهي تغمزها) هيا وداعا.
لميا : اي نوع من الصديقات انتي
قدر :المخللة
لميا : أنا من سأخللك إنتظري وحسب
******
عادت قدر إلى القصر لتجد الجميع يجلس في الصالة ماعدا أمير الذي غادر قبل قدومها بقليل ولم تره لتقترب منهم بإرتباك
قدر :سلااام..!!
إقتربت من ندى وهي تهمس
قدر :ما الخطب!؟ هل حدث شيء ما! ؟
ندى : أجل.... لقد عرف الجميع بوجد إبن غير شرعي لسيد جمال الهاشمي
قدر :ماذا!! عمر !!
ندى :خرج ولا أحد يعرف إلى أين..
تطلعت للجميع بأعين قلقة ودقات قلبها بدأت بالتسارع وهي تتخيل حالته في هذه اللحظة لتقترب من كريم الذي كان يقف بجانب حنين الجالسة على كرسي الاريكة
قدر :سيد كريم...
كريم :قدر!!
قدر :هل تعرف إلى أين قد يذهب عمر!؟
كريم : لا أعرف... إتصلت بالحارس الذي في منزله الذي في الساحل وقال أنه لم يأتي
قدر :الا يوجد مكان آخر يذهب إليه
فكر قليلا ليتذكر الكوخ الذي في الغابة الشرقية
كريم :يوجد.... لكن لم يذهب إلى هناك منذ سنوات
قدر :أين! ؟ أريد الذهاب إلى هناك... أنا انا
كريم :حسنا لنذهب... سأوصلك لكن لا تخبريه أني فعلت
قدر :حسنا لن أخبره أعدك
ربت كريم على كتف حنين قبل أن يستأذن من الجميع لتلحق به قدر بسرعة مستقلة السيارة بجانبه منطلقين بسرعة إلى الكوخ
بعد نصف ساعة كان قد وصل حيث وجدو سيارة عمر تصف بالقرب من الكوخ، نزلت قدر وهي تخطو خطواتها متثاقلة نحو الباب بإرتباك، دقت الباب لينفتح لوحده لأنه لم يكن مغلقا، إلتفتت الى كريم الذي كان ينظر إليها من النافذة ليحثها على الدخول موحيا إليها انه سيذهب...
دخلت بتروي وهي تنظر للمكان وقد تسلل الخوف إلى قلبها، خطت بعض خطوات لداخل تبحث عنه بعينيها لتنتفض بقوة وهي تسمع صوته خلفها تماما
عمر :ما الذي تفعلينه هنا!!؟
قدر :عمر!!أنا... هل أنت ثمل! ؟
عمر : أممم شربت كأسا لو كنت أعلم بقدومك كنت سانتظرك لنتشاركه
قدر :هل... هل أنت بخير!!
جلس على الكرسي وهو يحمل زجاج المشروب يرتشف منها الكثير دفعة واحدة
عمر : عرفت اليوم أن أبي لديه إبن غير شرعي وهو مسجل بإسم أمي في النفوذ هههههه هل تستطيعين إستيعاب هذا
قدر : عمر
عمر :أبي خائن وأمي كاذبة هذا ما إكتشفته اليوم
قدر : لا تلم أمك فلابد أنه يوجد شيء أكبر من طاقتها جعلها تخفي عليكم
عمر : ما الشيء الذي يجعلها تتحمل خطأ غيرها!؟ هل تعرفين كيف شعرت وأنا أرى شهادة الميلاد تلك وذلك الفيديو!!
قدر :ليس كل ما نراه حقيقة... ربما ما رأيته كان زائفا أو جزء من الحقيقة والحقيقة الغير كاملة مشوهة
عمر :من قال لك أني صدقت ذلك! كيف أصدق ان أمي قاتلة وخائنة!! لكني كنت متأكد انه يوجد حكاية ورائها
قدر : عمر أرجوك توقف عن الشرب... لا تفعل ذلك بنفسك
أمسكت الزجاجة تبعدها عن يده واضعتا إيها بعيد عنه ليمسكها من يدها يقربها إليه يضع رأسه على صدرها، تفاجئت من حركته وإرتبكت فهي تعلم انه تحت تأثير الخمر وأنه لو كان واعيا لما إقترب منها
عمر : لا تتركيني قدر... إبقي بجانبي انا بحاجتك
وضعت بدها على رأسه تمسح على شعره بلطف
قدر :أنا هنا لن أذهب لأي مكان
عمر : احزنتك كثيرا... إكره نفسي لأني جعلتك تعيشين هذا..!!
قدر :هذا ليس الوقت المناسب لهذا تعال معي لتستلقي وترتاح
عمر : لقد ضلمتك كثيرا وإتهمتك في شرفك... كنت غبي جدا لأصدق أنكي قد تفعلين شيء كهذا..!! لكنك لم تنكري يومها لم تقولي لم أفعل... لو قلتي لي أنه كذب حتى لو كذبتي علي كنت صدقتك لكنك لم تفعلي
قدر :ظننتك تتكلم عن الملفات
عمر :إجتمع كل شيء ضدك لتبدين المذنبة الوحيدة وأنا أصدرت الحكم دون التأكد من حقيقة الجرم
قدر :لم ألمك أبدا... لأني أخطأت بحقك وخنت ثقتك بي، لكني كنت مجبرة لقد هددني بقتل أختي كان يعرف أنها مريضة سكري... غير لها دوائها دون أن تنتبه ولو لم ألحق كانت لت...
عمر :شششش لقد مر كل شيء، أعدك أني سأحاسبه على فعلته..... أنا اعتذر.. أعتذر لأني جعلتك تتألمين إلى هذا الحد
قدر :انا تخليت عن كل الزوائد التي في حياتي وإكتفيت بك، لكنك تركتني وتخليت عني...
وقف وهو يمسك يديها بين يديه ليضع ينظر إليها بعيون دامعة حمراء كالجمر
عمر:إن ظننت أني تخليت عنك ذات يوم!.. تذكري أنكي قلبي قدر.... أنتي التي أخفيتها في جانبي الأيسر في صدري... الايام التي عشتها بشوقي إليكِ وأنت أمام عيني جعلتني أختنق ...أنتي الهواء الذي أدخله إلى صدري لأن رائحتك عششت داخلي... هل أستطيع التخلي عنك..!! ؟
قدر :لكنك قلت أنك لا تحبني..!! قلت أنك لم تحبني وكنت مجرد نزوة..!!
عمر : قلت ذلك لأحفظ كبريائي... شعرت كأني طعنت في كرامتي ورجولتي والطريقة الوحيدة لأطفأ النار التي إشتعلت داخلي هي أن أحرقك... كنت أظن أن قلبي سيهدأ ويبرد عندما أراك تتألمين لكني كنت اتألم لوجعك، أحزنك وأحزن لحزنك... لم أحب أحدا بقدرك قدر...
قدر :لم يبقى شخص واحد حتى يحبني!! أنا لا أحب نفسي أيظا !! فكيف ستحبني!؟ ظننت أني لا اريد شخصا في حياتي بعد الآن! أنا لأول مرة أردت أن أكون لوحدي..!! ظننت أني سأكون سعيدة مع نفسي..!! أردت أن أمضي في طريقي..!! تخيلت أني أخيرا تعلمت أن أكتفي بذاتي... لكن في كل مرة انظر فيها إليك أعود إلى نقطة الصفر
عمر :سامحيني... سامحيني على كل دمعة ذرفتها عيناك بسببي سامحيني لأني لم أفي بوعدي وتركتك في منتصف الطريق
قدر :حتى لو أقسمت ألف مرة على ألا أسامحك..!! عندما يسيطر علي قلبي أبحث عن سبب لكي أسامحك... سبب واحد (وهي تبكي بألم)
عمر :هل يوجد..!! ؟
قدر: يوجد ... لأني أحبك.. أحبك لدرجة أن هذا القلب اللعين لا ينفك يبرر لك
عمر :وانا أحبك أحبك كثيرا
قدر:هل سامحتني..!!
عمر : هههه يعني هل يحق لي الغضب عليك بعد كل ما فعلته بك !؟
قدر :لكنك ستتزوج..!!
عمر :لا يحق لأي أحد أن يأخذ إسمي غيرك (وضع يدها على قلبه) هذا القلب لا يدق إلا بأسمك قدر... انتي حبيبتي وزوجتي الوحيدة مالكة قلبي وروحي
أسند عمر جبينه على جبينها يتنفس أنفاسها الحارة المظطربة
ليهمس بحب
عمر :احبك...
وضع شفتيه على شفتيها فور أن أنهى حروف كلمته تلك يقبلها بحنان في بادئ الأمر قبل أن تتحول قبلته إلى قبلة أعمق وأكثر إلحاحا، قطع قبلته هامسا وهو يحملها بين يديه متوجها إلى الغرفة واضعا إياها على الفراش بتروي
بينما قدر كانت تشعر وكأنها في عالم آخر تنظر اليه بعيون دامعة وقلبها يرتجف داخلها يصرخ حبا وشوقا له لكن عقلها يمنعها من ان تستسلم لتضع يدها على صدره تبعده عنها بينما كان يدفن رأسه في عنقها يقبلها بنهم
قدر : لا تفعل أرجوك..!!
رفع رأسه لينظر لها بعيون ذابلة وانفاسه الحارة تلفح بشرة وجهها الناعمة
عمر :أنا أريدك قدر... أحتاج إليك
قدر :أنت لا تعي ما تفعله عمر..!!
عمر :لم أكن يوما واعيا بقدر اليوم... لقد وجدت نفسي أخيرا هنا بين ذراعيك...
إمتلئت عيني قدر بالدموع شاعرة بقلبها يرتجف داخل صدرها عند سماعها كلماته تلك، دفنت أصابعها بشعره هامسة بصوت مرتجف
قدر :انا أحبك عمر... ولو كان ما اعيشه الآن حلما فلا اريد ان استفيق منه ابدا...
أنهت جملتها ليلتقط عمر شفتيها بين شفتيه يقبلها بعمق يجذب جسدها الغض الناعم إليه وهو يمرر يديه على منحنياتها بجرأة يخلصها من ثيابها لتتجاوب معه وهي ترتجف بين يديه معلنة التمرد على عقلها الذي يحثها على الإبتعاد وتتبع قلبها الذي يثق بحبه الشاعر بالأمان بين أحضانه لتغيب معه في عالمهما الخاص يغدقها فيه شغفه وعشقه سامحتا له ان يطبع ختك ملكيته على جسدها باثا إياها مشاعره المتأججة وحبه لها لتصبح أخيرا زوجته قولا وفعلا
👑نهاية الفصل 👑
أنت تقرأ
ضياع روح
Randomجميلة هي من الداخل والخارج،روحها النقية الطاهرة وحبها الكبير لأخويها وتضحيتها بحياتها مقابل إسعادهما جعلت أكبر رجال الأعمال يقع في عشقها، لكن للحياة كلمتها ولها أحكام قد تكون مجحفة وعادلة في نفس الوقت... الحياة كانت قاسية عليها لتضربها في أقرب الناس...