أوصل جواد ندى إلى المقهى والقى السلام على وليد ولميا ثم غادر... إستلمت لميا ندى متسائلة ان كان بينهما شيء؟ وأين إلتقيا؟ ولما أوصلها؟
ندى: يااا... لما انفجرتي في وجهي؟ على رسلك سأجيبك واحدة بواحدة
لميا :اجيبي انا أسمعك
ندى :لقد مرّ بالصدفة أمام الجامعة، التقينا بصدفة... بالصدفة ، وأراد ايصالي كما لا يوجد بيننا شيء
لميا :بالصدفة ها، أشم رائحة كذبة،، لكن سأعتبر نفسي صدقت
ندى: انا لا أكذب إطلاقا بتاتا، ابدا...
لميا :هه انا التي أعرفك ... ندى عزيزتي أريدك أن تكوني حذرة أكثر لا تثقي في أيا كان.. ولا تجعلي مشاعرك تتحكم بك، حتى لا تجدي نفسك في مكان الاعودة لاحقا...
ندى :لما هذا الكلام الآن؟ لا يوجد شيء مما تفكرين فيه
لميا: آمل ذلك...
وليد :لميا يمكنكم الذهاب انا سأغلق المكان
لميا :حسنا... إياد هيا سنذهب
إياد : اخي وليد كلبك جميل جدا اريد ان يصبح لي واحد أيضا
وليد : هههه أشك أن قدر ستسمح بذلك، أمم مارئيك ان تأتي لتلعب معه دائما
لميا : هل تفكر في بناء منزل لكلبك هنا! ؟، يوجد عملاء لا يحبون الكلاب
وليد: جوني لم يدخل إلى المقهى أساسا،، ظل خارجا
لميا: وان يكن، حتى قدر تخاف الكلاب لذا لا تحضره مجددا
وليد : حسنا سأتي لاخذك من حين لآخر لتلعب معه في منزلي
إياد :حقا!
وليد : حقا حقا
ضحك إياد بسعادة بينما تقفل لميا معطفه وتضع له قبعته، لتجر كرسيه وهي تلقى نظرة اخيرة للمقهى وتلقى بعض التعليمات ليسكتها وليد بغنائه وهو يرتب الكراسي لتشتمه من بين أسنانها بخفوت، ضحكت ندى واياد عليهما مودعان وليد الذي غمز إياد ضاحكا على تعابير لميا الغاضبة
*******
في إيطاليا قضى كل من قدر وعمر يوما رائعا معا، تجولا في كل الأماكن السياحية ملتقطين صورا تذكارية... شعرت قدر في هذا اليوم وكأنها حرة أخيرا من قيود الحياة أما عمر فكان كمن إمتلك العالم وهي بجانبه، تأكد من مشاعره وحبه بل ألزم انه يعشق هذه الفتاة، تصرفاتها أسرت قلبه ليقرر أخيرا ان يعترف لها بمجرد العودة إلى الوطن
انتهى اليوم أخيرا، عادا إلى الفندق هالكين من التعب ليتوجه كل واحد لغرفته وكل واحد منهما يفكر في الثاني قدر خائفة من حقيقة ما تشعر به وعمر يفكر في ردة فعلها عندما تعرف ما يكنه لها
في صباح اليوم التالي استيقظا باكرا متوجهان الي المطار بعد أن ودعا كل من السيد قادر و السيدة سيدرا والذي اكدا على عمر ضرورة دعوتهما للزفاف ارتبكت قدر بينما عمر تعامل مع الأمر بسلاسة وكأنه سيحدث فعلا
*******بعد 5ساعات ***************
وصل عمر وقدر أخيرا بعد سفر دام 5ساعات ليجدو كريم ينتظرهما في المطار استقبلهما ثم أوصل قدر الي المقهى بعد أن طلبت ذلك ، اما عمر وكريم فتوجها للشركة لمراجعة ماحدث في الشركة خلال غيابه.
قدر : هل يوجد أحد هنا!؟
خرجت لميا من المطبخ وهي تمسح يديها بمنديل تصرخ بسعادة
لميا :قداااار عزيزتي اشتقت لك
احتظنتها بحب وشوق
قدر:وانا أيضا كيف حالك؟
لميا: بخير وانت كيف حالك؟ كيف كانت حرلتك؟ اريد تقريرا مفصلا
قدر :ههههه على رسلك سأخبرك بكل شيء أين وليد؟
وليد : قدر!
قدر : بطريييق القطب
وليد : أرنبة بلا اذنين لقد عدتي
أحتضنها بأخوية
قدر :اشتقت لكما كيف الحال ؟
وليد :بخير انت كيف حالك كيف هي إيطاليا!!
قدر :رائعة حقا
لميا: ايي ليتني ذهبت معكي
وليد :هههه إلى أين لقد ذهبت للعمل ليس للسياحة
لميا :من طلب رأيك اساسا
قدر :لا تبدءا رجاءا ، كيف حال ندى واياد
لميا :كلاهما بخير إياد في المدرسة وندى في الجامعة
قدر : اتصلت بندي البارحة ولم ترد قلقت عليها
لميا: لما لم تتصلي بي
قدر:الوقت كان متأخرا وأنت تنامين كالكوالا لذا لم أشئ إيقاظك
وليد : ههههه كوالا يليق بك تماما
لميا : (أمسكت شعره ليسحب نفسه هاربا) انتظر أيها البطريق سأقتلع شعرك... هل تسخر مني!
قدر :هههههه سأذهب وانتما اكملا شجار
لميا :إلى أين لم تعطيني تقريرا مفصلا بعد
قدر: إلى مدرسة إياد
لميا: لما؟ الا يزال الوقت مبكرا على خروجه؟
قدر : سأتكلم مع الخالة علياء قليلا منذ ذلك اليوم الذي أعلنت فيه خطبتي المزيفه مع عمر لم نلتقي ولم استطع محادثتها
لميا : اها معك حق يجب أن توضحي لها الأمر لابد أن تخرجي من الحكاية بأقل الأضرار
قدر :(بحزن) أمل ذلك هيا وداعا... وليد حقيبتي هنا أعدها للمنزل في طريقك رجاءا
وليد : حسنا سأعيدها إذهبي انتي
خرجت من المقهى واستقلت الحافلة إلى مدرسة إياد وعند وصولها توجهت إلى مكتب المدير مباشرة ً لتجد علياء تدقق بعض الملفات وهي تضع نظارة طبية
قدر :واتتك النظارة خالتي
علياء :قداار!! عزيزتي
قامت مسرعة بعد ان خلعت نظارتها محتضنة أياها بحب
علياء :هل عدتما اخيرا اشتقت لك كيف حالك؟
قدر :بخير الحمد لله وانت كيف حالك
علياء :بخير الحمد لله، كيف كان عمر معك هل استمتعتما؟
قدر : خالتيي! أحقا تسألين كيف كان عمر معي! تعلمين ان علاقتنا مزيفة لذا لا تبالغي..
علياء :لا أبالغ ستكون علاقتكما حقيقية في الاخير انا متأكدة
قدر :إلى أين تريدين الوصول لما اقحمتني في هذه اللعبة؟
علياء: ما أريد الوصول اليه هو علاقتك بعمر... قدر أنت اعز إنسانة على قلبي واعتبرك ابنتي التي لم أنجبها وعمر ابن أخي كلاكما تكملان بعضكما
قدر :هه هل تمزحين معي!! نكمل بعضنا! انت أكثر واحدة تعرف الفرق الاجتماعي بيننا انا لست من عالمه ولا من ثوبه ستنتهي هذه الكذبة وسيعود كل واحد إلى مكانه الاصلي (كانت تتكلم بألم ظاهر في عينيها)
علياء: انت تحبينه!؟
قدر : لا.. لا أحبه فقط لا اريد ان أقع في مشكلة أكبر مني ومن قدرتي على التحمل يكفيني ما انا به
علياء :عمر هو الحل لكل مشاكلك قدر إمنحي فرصة لقلبك ان يدلك ولو لمرة واحدة لا تكبحي مشاعرك ولا تبني حواجز واهية بينك وبين عمر
قدر :لم ابنيها خالتي... كانت موجودة دائما، ارجوكي اخرجيني من هذه اللعبة لا أريد أن أفعل شيء يقلل منك لذا سأترك حل هذه المشكلة في يدك واعلم جيدا انك لن تأذيني
علياء:لا تقلقي سيكون كل شيء على ما يرام أعدك
قدر : أتمنى ذلك حقا..... أريد أن آخذ إياد باكرا اليوم هل يمكنني؟
علياء :بالتأكيد، سأتصل بمعلمته كي تحضره
قدر :شكرا لك
اتصلت علياء بمعلمة إياد لتحضره بعد دقائق قليلة... سعد كثيرا لوجود قدر فقد اشتاق لها كثيرا
قدر :حبيبي اشتقت لك (غمرته بقوة وهي تستنشق رائحته الزاكية)
إياد :وانا أيضا اشتقت لك كثيرا
قدر :هاقد عدت مارأيك ان نذهب في نزهة معا!
إياد :حقا! هذا رائع
قدر :هيا بنا إذا... خالتي علياء إلى اللقاء
علياء :لنلتقي قريبا
قدر :ان شاء الله
خرجت من المدرسة تجر كرسي إياد المتحرك تخبره عن الأماكن التي زارتها وهو يتابع كل ماتقوله بسعادة يخبرها عن رغبته أيضا في رئيتها متجهين إلى المنتزه
****
عمر : وما هو رأيك؟
كريم: عن رأي سنستفيد من خبرتها في الترجمة بالاظافة إلى وجود حملة إعلانية لسيارة جديدة ويمكننا ان نجعلها الوجه الاعلامي لها خاصتا انها عارظة مشهورة
عمر : اممم ليكن إذا يمكنك مراجعة امر توظيفها مع مسؤولي العلاقات والاعلام
كريم : حسنا....
عمر : ما الأمر الديك شيء آخر تريد اخباري به
كريم : في الحقيقة نعم لدي ما أخبرك به... يعني انا...
عمر (وهو يرفع إحدى حاجبيه يرمقه بنضرات متسائلة) :هل الأمر خطير لهذا الحد؟
كريم : ههههه وأكثر مما تتوقع
عمر : اها اسمعك
كريم : انا.. أنا أريد أن اتقدم لخطبة حنين (قالها بسرعة وأغلق عينه ليفتح بعد ذلك عينا واحدة ينظر الي ردة فعل صديق عمره)
انفجر عمر ضاحكا على طريقة كريم في إخباره لينصدم كريم فاغر الفاه وكأنه يرا شخصا آخر تماما امامه
كريم :ألم تغضب!!؟
عمر : وهل كنت تظن أني لم أكن أعلم بمشاعرك تجاه أختي
كريم : ها!
عمر : انا اعلم انكما مغرمين ببعض... انا أعرفك جيدا وأعرف حنين أيضا ولم يصعب علي ادراك ذلك لقد كان واضحا جدا.. لو كان شخص غيرك كنت اقتلعت عينه قبل أن يفكر في وضعها على أختي لكني أعلم جيدا من انت ولن اطمأن على حنين مع شخص غيرك
كلمات عمر كانت مثل الماء البارد الذي أثلج قلب كريم لتلمع عيناه بالسعادة ممتنا لعمر وحامدا الله على منحه صديقا وأخا مثله ليحتضنه حضنا رجوليا يعبر به عن سعادته وامتنانه
كريم : انت أروع أخ حقا
عمر :ههه لا تكن عاطفيا انا لم أسألها بعد
كريم :انها موافقة ا...
رفع عمر حاجبه ليخبره كريم عن إعترافه لحنين وأنها أيضا خائفة من عدم موافقتك
عمر : أمم حسنا إذا يمكنك المجيء مع والدتك مساء الغد
كريم : ان شاء الله شكرا لك
عمر : (إبتسم) انا ذاهب للمنزل لارتاح إتصل بي إذا وصلتك اي معلومة عن شركة ros وعن الصفقة الإيطالية
كريم: سأجري أتصالا لمعرفة المشاركين فيها
عمر : لا أظن ان رين سيظيع فرصة كهذه
كريم :هه حتى ولو... لن تكون هذه الصفقة من نصيب احد غيرنا
عمر :هذا مؤكد اريد رأية وجهه بعدها لابد أن ملامح الخسارة ستليق به
كريم :متشوق لكسر شوكة غروره تلك
عمر: انا ذاهب
كريم :اوك
*******
قدر :ندى تعالي خذي السلطة
ندى : ياااا لميا أعددت كعكة الفراولة !!
قدر :ههههه لميا ستتحمل المسؤولية لو ارتفع سكرك
لميا : انها خالية من السكر اعددتها خصيصا لندى
إحتضنتها تمطرها بالقبلات حتى أصبحت تصرخ وتبعدها عنها
قدر :هههههه ستأكلك بدلا عن الكعكة
ندى :هههههه سأفعل
خرجن من المطبخ كل واحدة منهن تحمل طبقاً ثم جلسن على الطاولة لتناول العشاء معا
قدر :إياد حبيبي أنظر ماذا أعددت لك
إياد : ما ألذها
قدر:صحتين هيا اكمل طبقك كله إتفقنا!؟
إياد : اوي اوي كابتن
قدر :هههههه
تناولو العشاء لتتعاون ندى ولميا في غسل الصحون بينما قدر رتبت الطاولة وأخذت إياد الى غرفته تساعده في واجباته بعد أن أعطته دوائه لتخرج أخيرا من غرفته بعد تأكدها من خلوده لنوم..
وجدت ندى قد ذهبت للغرفة حتى تدرس ولميا تجلس في الصالة تأكل الفشار وهي تتربع على الأريكة وبمجرد ان رأت قدر أشارت لها بيدها على المكان بجانبها لتضحك قدر على صديقتها، جلست وهي تتناول طبق الفشار الخاص بها واضعة اياه فوق قدميها
لميا: ماذا! الن تتكلمي؟
قدر : ماذا أقول
لميا: قداار
قدر :هههه حسنا أهدئي سأحكي لك كل شيء
.........
لميا : حقا فعل هذا؟!
قدر :اها
لميا : بتأكيد انه شعر بالغيرة عليك قدر... يااا لو تحولت هذه الكذبة للحقيقة
قدر :هههه لا تهذي، اي حقيقة لابد أن بينهما خلاف كبير وهذا تفسير غضبه في الحفلة وليس بسبب الغيرة كما قلتي
لميا: انا متأكدة أنه معجب بك والا لما عاملك بكل هذا اللطف والاهتمام
قدر :أنه رجل من الطبقة الراقية والنبل اول درس يتعلمه حتى قبل تعلمه السير
لميا :قدااار
قدر :هممم
لميا :انت تحبينه أليس كذلك؟
قدر (وهي تتنهد من أعماق قلبها): لا أعرف لميا حقا لا أعرف انا ضائعة
لميا : بما تشعرين وانت مع
قدر : أشعر وكأني اطير بلا جناحين وجوده يشعرني بالأمان وكأن والدي يقف بجانبي نظراته تجعلني كالثملة، ولمسة واحدة منه تجعل القشعريرة تسري في جسدي، دقات قلبي تعلن تمردها لأشك ان العالم أجمع يسمعها، إبتسامته تجعل الفراشات تحلق في معدتي... اتعلمين عندما رقصنا في الحفلة تمنيت لو يتوقف الزمن وانا بين ذراعيه، شعور غريب بالراحة وكأنني حديثة الولادة،
لميا :يبدو أنك تخطيت مرحلة الحب قدر انت تعشقين
قدر : لا أريد.. لا أريد..
لميا :لكن لما! لما لا تسمحين لنفسك بالوقوع في الحب انت بشر مثلنا قدر وقلبك يحق له النبض لأجل الشخص الذي يكمله
قدر : يا لميا انه مديري اتعلمين معنى هذا.. الفرق بيننا كالفرق بين السماء والأرض لا يمكنني أن أسمح لنفسي بالتعلق بشخص لن يكون لي ابدا
لميا : قدر انت تكبرين الموضوع برأي امنحي لقلبك فرصة وأتبعي ما تشعرين به .
قدر: نفس كلام خالتي علياء، لو إتبعت قلبي سأجد نفسي في الهاوية...
لميا : حسنا انسى الأمر لا تفكري في شيء
قدر : اجل علي ان اصفي تفكيري لقد تعبت.. بالمناسبة كيف كان عرس ابن عمك
لميا : عادي جدا اظطررت المبيت هناك يومين وترك العمل على وليد
قدر : على ذكر وليد الا تنوين الاعتراف له بمشاعرك
لميا :اااه ياقدر لما مقدر لنا الوقوع في حب من طرف واحد
قدر : لميا انا متأكدة ان وليد يحبك أيضا
لميا :كأخته... صديقته ولكن ليس كحبيبته انا اعرفه من ايام الثانوية كنت معه في كل علاقاته العابرة. أحببته منذ البداية لكنه لم يلاحظ ذلك ابدا
قدر :لأنك لم توضحي له كنت له دائما بئر أسراره واقرب أصدقائه
لميا :ولهذا انا خائفة من إعترافي له لا أريد أن اخسر صداقته الحب يدمر الصداقة وانا لا اريد ان أخسره
قدر : لا أعرف حقا... يا لهذا الحب بقدر ما يشعرنا بالسعادة يجعلنا نتألم
لميا : ألم اقل لكي اننا شلة فشله لا ننفع حتى للحب
قدر :ههههه معك حق.
👑 نهاية الفصل 👑
أنت تقرأ
ضياع روح
Losoweجميلة هي من الداخل والخارج،روحها النقية الطاهرة وحبها الكبير لأخويها وتضحيتها بحياتها مقابل إسعادهما جعلت أكبر رجال الأعمال يقع في عشقها، لكن للحياة كلمتها ولها أحكام قد تكون مجحفة وعادلة في نفس الوقت... الحياة كانت قاسية عليها لتضربها في أقرب الناس...