مثل كل يوم افكر بها افكر بصغيرتي التي لم أفي بوعدي لها الى يومنا هذا وهو عودتي لها....
انها بين عيناي وكل اعضاء الفرقة يعلمون بأكرها كونهم يسمعون بكائي كل ليلة بسبب شوقي لها لذا ذات المرات سألوني وحكيت لهم كل شيء....
والان حسمت الأمر بالغد سأذهب الى مسقط رأسي وسأراها ولا اعلم كيف ستكون ردة فعلها لكنني لن اهتم فقط سأهم راكضًا لها لأحتضنها....
مايجعل قلبي ينبض بقوة هو انني اعلم انها الان بعمر السادسة عشر، انها اصبحت كبيرة وانني ساتعامل معها كفتاة كبيرة وليست تلك الطفلة لكن في نهاية الأمر ستظل طفلتي الصغيرة....
................
بينما أنا عائدة من المدرسة امسك حزام الحقيبة التي ارتديها، اتذمر من المعلمين والواجبات، سمعت صوت من خلفِ ينادي بأسمي....
تصنمت بمكاني لأني اعلم اعلم جيدا صاحب هذا الصوت لكن سأكذب نفسي لكي لا اتلقى خيبة امل...
لكن عاد ليناديني، لم اتردد للحظة لألتفت وارى من، ومثلما توقعت، مثلما شككت.....
"يونغي!!!!!!!!!!!"
تلك الأعين تلك النظرة لكنها الان ليست من ذلك ذو السابعة عشر عاما، بل من رجل كبير، لكنه ذات الشعور انني طفلة امامه.....
افكار لا متناهية تخالج خلايا عقلي، هل يتوجب علي البكاء الان ان الصراخ ام ان اركض نحوه لألقي بجسدي في حضنه واقوم بضربه؟!
لا اعلم ولا ادري الذي اعلمه انني الان اقف متصنمة دون قول او فعل اي ردة فعل.....
يتردد برأسي اسمه وصورته وشكله وذكرياتنا طوال طفولتي، عيناي التي لم تفارق عيناه والتي جعلتني استرجع الماضي.....
يكاد فؤادي ان ينقشع من قفصه، وهو الوحيد الذي قام بردة فعل وهي النبض بقوة.....
"نعم يونغي"
فور سماعي لهتان الكلمتان، لم يكن على جسدي سوى ان يتهاوى على الأرض، بقلة حيلة
اتى راكضًا نحوي ارى الخوف والفزع في عيناه استمع للرعشة في صوته....
"مابك؟ هل أنتِ بخير؟ سالا صغيرتي مابك"
فور نطقه لأسمي وكلمة صغيرتي اغمضت عيناي بقوة، قوة كدت ان الصق جفناي ببعضهم.....
رغم ذلك دموعي تسربت وخرجت من مقلتاي، نظرت له بااعين طفولية أعين سالا الصغيرة ليست المراهقة التي اكتسى قلبها البرود بعد مغادرته.....
"انا بخير برؤيتك، يونغي"
ارى الدموع بعيناه ليردف ناطقًا بعدم صبر
"هل يمكنني احتضانك؟ هل يمكنني ضمك بقوة هل تسمحين لهذا الرجل بفعل مااتمناه منذ زمن؟"
حركت رأسي بهدوء عكس داخلي عكس تلك المشاعر وتلك الاضطرابات التي تلعب بي من الداخل.....
هل يمكنني ان اقول ان الان شعرت بالاستقرار الذي لطالما تمنيته في بعده
دفئ حضنه لم يتغير، وتلك الذراعين رغم انهم ازدادو طولاً لكنهم لازالو بذات الحنان
"اشتقت لكِ، اسف، اسف وسأظل اعتذر لك حتى اخر يوم بحياتي انني تركتك وغادرت هكذا، اعتذر واعتذار من صديق ورفيق طفولتك يونغي الى صغيرته سالا"
ابتعدت عن حضنه لأمسك وجنتيه بين كفاي، امعن النظر بعيناه الصغيرتان امعن النظر ببحري واغرق واغرق....
ان لم اخبركم فأنا طوال سنين بعدع اذكرت حبي له اذكرت ان قلبي يحمل مشاعر حب صادقة له، وانه ليس حب صداقة فقط.....
"ل لا ا ا اعل ل م م ما ي جج ب ان اا ققو ل لكن نني اشتقت لك كثيرا واود ضض رر بك ححح تى يي هدأ قلب يي "
شهقاتي تتخلل كلماتي المشتاقة كلماتي الباكية، الولهانة له.....
طبع قبلة على جبيني جعلتني اهدأ قليلا، لكنه اردف بحنية التي احبها
"قومي بضربي هيا ومن بعدها دعينا ننسا سنين الفراق دعينا ننسى مامررنا به ونحن بعيدين عن بعض طفلتي"
تودرت وجنتاي، هل هذا لأنه رجل بالغ الان أم لأنني اصبحت احبه؟
رفعت قبضة يدي نحو صدره لأبدأ بصربه بخفة، لا أريد اذيته لكن ارغب بفعل ذلك لسبب مجهول
انزلت قبضتي لأرفع بصري له وانا لازلت احتضن الارض وهو يمسكني
"هل ارتاحت طفلتي الان"
اومئت له لأمسك كف يده بقوة، لأبدا بالبكاء بقوة حتى غفيت ولم أشعر بنفسي.......
يتبع ......