"تَنهيداتٌ تَحمِلُ الكثيرَ مِنْ الأُمنيات"

41 3 44
                                    


سِرتُ خارِجةً مِنْ منزلي بِخطواتٍ مُسرِعة.. و أنا أضعُ يديَّ على أُذنيّ مُحاولَةً مني أن لا أسمع أي صوت.. حتى وصلتُ لمكانٍ بعيد لِأجلِس على الأرض بينما أُسنِدُ رأسي على الحائِط،فيبدأُ عقلي بدوامةِ أفكارِهِ المُعتادة... متى سأنتهي من هذا!!.. أتمنى فقط لو.. أعودُ طِفلةً..

عِندما كنتُ طِفلةً.. كنتُ أتمنى فقط لو أكبرُ بسرعة!..
ظناً مني أنَّ حياةَ الكِبارِ رائِعة!!..وعِندما كبرتُ وأصبحتُ للحياةِ فاهمة..أصبحتُ أتمنى لو أعودُ طِفلةً..طفلة غبية!..

كُلَّ هَمها ألّا تُفوت مواعيدَ كرتوناتهاالمُفضلة..وألّايأخُذ أحداً منها دُميتها ذاتَ العيونِ الواسعة...و كيفَ تُسرِح شعرها الأشقر.. ذو العُقدِ الكثيرة...و كيفَ تُقنِعُ والِدتها بِشراءِ دُميةٍ ثانية!..

وكُلَّ همها أن تَطبخ والدتها أكلتها المُفضلة...وأن يكون لها اصدقاءُ كُثر يلعبون معها الغُميضة..وكيف تُصبح مشهورة البلدة لأنها جميلة..

آهٍ ليتَني أستطيعُ العودة!..

الآن أصبح كُلَّ هَمي...كيف أُنهي يومي بعيداً عن المشاكل العائلية...و دون الشعور بالأكتآب والغوص في عالمِ الوحدة...كيف أنام دون أن أجهش في البكاءِ مُتألِمة!.. و بعدَ صرخاتٍ صامِتة، وصراعاتٍ غير متناهية أجِدُ نفسي في الدموعِ غارقة وأغفو دون أن أشعر على وسادتي المُبللة...

كيف أدرسُ بجدٍ كي أصِلَ لهدفي في النهاية..هدفي الذي أحلمُ به وعيناي مفتوحة!..كيف ألّا أتعرض للظلم.. لكن وهل هناكَ يداً شريفة!!

كيف!.. وماذا يجب عليَّ أن أفعل لأصل إلى نتيجة...
نتيجةً مُرضية..نتيجة أتعابي التي أستحقُـها بجدارة
وكيف سأتصرف لو لَمْ أصل إلى مبتغايَ في النهاية!!..

كيف أجلس لأتأمَلَ السماءَ صافيةً دون أن يشوبهادخان الحرائق الآكلة...حرائقُ عقلي من التفكير المفرط بتلك اللحظة.. ماهي الخطوة التالية!!

هل ستكون هناكَ عواقبُ وخيمة!!.. هل سأصل لهدفي والمسه بيديَّ الباردة!!..كُلَّ ماأُريده هو الشعور بالسعادة..الشعور بالأطمئنانِ ،الأمانِ ،الراحةوأشعر بنسمات الهواء تعانقني بلهفة وعلى جبيني تُطبَعُ قُبلة..فأشعر بالهدوءِ و السكينة..والشعور بأن تعبي لم يذهب مع الرياح العابرة و لا سُحِقَ تحتَ أقدامِ الناس المارة..

و أقضي يومي بدون ألم ومشاكل.. و بكلِ سلاسةٍ وسهولةٍ يمرُ يومي لِأشعر أن الحياةَ عادية!!..أودُّ أن أشعُر بذلك مرةً أُخرى!.. فقط مرةً واحدة..

تُرى هل ما أطلبه كثير! هل طلبي صعب! ..لاتوجد أجابة فأسمع صدى تسائُلاتي يرتدُ إلي بأصداءٍ خافتة ليُسبب لي بكامل جسدي قشعريرة، لكني لازلت انتظرُ الأجابة بالرغم من أني خائفة!!..

أخائفة من المجهول أم خائفة من أن أصبح تائهة!!
ولا أعلم ماذا تخفي لي الحياة في طياتها المجهولة
قد تكون سعادة وتحقيق أمنياتٍ مرجوة!..وقد تكون أحزانٍ وخساراتٍ غير مرغوبة..

°°°°°°°*
القلَق... هُنا حملَ الكثير التفكير السلبي، كثرة التفكير و الأمنيات المستحيل تحقيقها.. جميعها
عبرت عن قسوةَ العالم.. القلق شعورٌ إن سيطرَ على الأنسان أفقدهُ عقله.. و سلبَ النومَ من عينيه.. و جعلَ حياتهُ جحيماً من الأفكار اللامتناهية.. شعورٌ يقتِل الشخص و هو على قيد الحياة..

العالَم خِلال كَلِماتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن