هل جربتم من قبل ذلك الشعور..أن تكون لديكم حياة هادئة جميلة لكن فجأة كل شيء انقلب رأسا على عقب؟
بهار إزيلين فتاة في بداية العشرينيات، قصيرة القامة بشكل لطيف، ذات شعر طويل بني و عينين بنيتين تلمعان كاللؤلؤ. لم تكن تكون صداقات و هذا راجع لمهنة والدها التي تتطلب السفر باستمرار فهو يعتبر من أشهر المعماريين، كانت وحيدة.. صديقة نفسها. فتاة خلوقة تخجل رفع رأسها عند التكلم....
ذات يوم جميل مشرق و كالعادة استيقظت بهار باكرا على صوت زقزقة العصافير، جعلت وجهتها للحمام، تمعنت في نفسها قائلة:" إنه يوم جديد في بلد جديد". وضربت الماء البارد على وجهها ثم قامت بفرش أسنانها، لتقوم بعدها بارتداء ملابس أنيقة كلاسيكية، و تقوم بمشط شعرها الحريري. بعدها اتجهت في غرفة المعيشة أين انتظرها والديها من أجل تناول الفطور لكنها و من شدة حماسها لتواجدها في بلد تحبه لأول مرة فقدت شهيتها...
بعد لحظات آنية، انتهى الوالد من فطوره وقام بايصال ابنته للجامعة ، والتي تعتبر من أفضل الجامعات في العالم "جامعة أوكسفورد" بلندن.... عند الوصول، رسمت بسمة الدهشة على وجهها والفرحة، خصوصا لما سمعت والدها يقول باسما:" من الأفضل أن تعتادي على هذه الجامعة لأنها ستكون آخرة واحدة ترتاديناها"
-فنظرت إليه بنظرة مازحة و غير مصدقة لما سمعته:" خير إن شاء الله، هل تقاعدت يا أبي؟"
-رد الأب: " حان الوقت لأستقر في بلد واحد، كل هذه السنوات كنت أخطط و أدخر... حتى أستطيع إنشاء مشروعي الخاص، و الآن حان الوقت...وقت تحقيق الحلم."
-احتضنته فجأة قائلة:" بالتوفيق يا أفضل أب في العالم" ثم تابعت طريقها.
بهار كانت جد مقربة من أبيها، كان بمثابة رفيقها، حتى لو كان مشغول بأعماله.. دائما ما يخصص وقتا لها.
كانت تمشي باحثة أين تجد الجزء الذي تنتمي إليه في هذه الجامعة الضخمة التي يأتي طلابها من كل أقطار العالم.. حين لمحت لائحة.. توجهت إليها لتجدها اللائحة المنشودة. قامت بالبحث عن اسمها من بين آلاف الأسماء و المجموعات.. لتجد نفسها أخيرا تنتمي إلى مجموعة الطلاب العرب. فقالت في نفسها :" يا لحسن حظي، من الجيد أنني عشت في بلد عربي وأتقن هذه اللغة الصعبة حتى أستطيع التعامل مع زملائي الجدد"
واصلت مشيها حتى وصلت إلى القسم أخيرا منهكة، و عند دخولها عم الصمت المكان ... وكان هذا أسوء شيء بالنسبة لبهار، أن تضطر لتعرف بنفسها من جديد أمام أناس لا تعرفهم البتة . أخذت نفسا عميقا و قالت:" مرحبا جميعا ، إسمي بهار إزيلين، قادمة من تركيا.."
-لتقاطعها فتاة حسنة المظهر لكن بدت عليها ملامح الغيرة:
" هل ذاك المعماري المشهور.. امم ماذا كان اسمه يا ترى؟"-أجابت بنظرة متحيرة :" شاهين إيزيلين"..
-"نعم.. شاهين إيزيلين، المعماري المشهور.. هل هو والدك؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/268583332-288-k202800.jpg)
أنت تقرأ
يا ليتني التقيتُك سابقا
Romance"وجدت أجزاء مني لم أكن أعلم بوجودها وفيك .. وجدت حبًا لم أعد أؤمن أنه حقيقي. لقد ضللت طريقي ... طوال الطريق إليك .. وفيك وجدت كل شيء طريق العودة إليّ ".