ذعر جوزيف لوجود بهار مغمى عليها، لم يدر ما يفعله فأخذوا يحاولون إيقاظها، فانتبهت إيلا و قامت بإخراج زجاجة عطر من حقيبتها علها تنفع هذه المرة، أخذتها و قربتها من أنفها لتستيقظ أخيرا بعد محاولات.
أخذت نفسا عميقا ثم قالت:" الشكر لله أنها استيقظت"قال جوزيف بعد تجاوزه نوبة هلع و قلق كانت بادية فقط على وجهه:" هل فقدتي صوابك؟ لماذا تتصرفين هكذا و تضورين نفسك جوعا؟"
ردت بهار بصوت تعب:" أريد الذهاب للمنزل من فضلك، طرأ أمر عاجل...يجب علي الذهاب حالا".
التفت جوزيف الى صديقيه قائلا:" لا تقلقا.. يمكنكما الذهاب الى موعدكما سأوصلها للمنزل و ألحق بكما".
قال آدم:" لا بأس يا صديقي نحن هنا".
لتنهض بهار ثم تابعت:" لا لا، يجدر بكم الذهاب، سيوصلني فقط، لا يجب أن تتأخرا".
قالت إيلا:"إذا عندما تصلين اتصلي بي لكي أطمئن، ستجدين رقمي عند جوزيف".
التفت جوزيف لبهار وقال:" اذا أين تقطنين؟"
ردت:" لنركب السيارة أولا، ثم سأدلك على الطريق".
ركبا السيارة وقامت بإرشاده الطريق، كانت رحلة سير مدتها حوالي ساعة و نصف، قاما بالدردشة في غضون هذا الوقت، لكنه لاحظ علامات الحزن على وجهها و حاول أن يسألها لكنه يعلم في صميم قلبه أنه سيتجاوز الحد و ستبتعد عنه لأنها أصبحت حبه لحظة التقائها و تجرئها و ثقتها بنفسها.
بعد لحظات وصلا لشارع لكنها اوقفت عند بداية هذا الشارع قائلة:" توقف هنا فقط سأكمل مشيا، ذلك هو منزلي الذي في الزاوية".أطال النظر فيها ثم قال بنبرة مريبة:" هذا غريب..."
تسائلت:" ما الغريب؟"
رد مبتسما:" يبدو أننا جيران يا ثعلبة؟"
قالت متعجبة:" ماذا؟"
أجاب:" أجل، يبعد منزلي عن منزلك ببضعة منازل أخرى فقط".
ابتسمت:" اذا عمت مساءا يا جاري".
بعد ابتسامة يملأها الحزن، توجهت بهار إلى منزلها متسائلة ما إذا كان والدها رفيق دربها يمزح أو أنه خانها أعظم خيانة.
وصلت و قامت بإخراج المفاتيح من حقيبتها، ثم توجهت إلى غرفة المعيشة أين وجدت والدها ينتظرها بفارغ الصبر ترمقه نظرة غضب غير واضح ما سببها..-صاح عليها غاضبا:" لماذا تأخرت عن موعدك؟"
-لم تعره اهتماما لصراخه و أجابته بصوت منخفض:" كان لدي مشروع وجب علي مناقشته مع زملائي الجدد، أتيت فور انتهائي".
-ثم تابعت:" هل يمكنني معرفة سبب المزحة السيئة التي أرسلتها إلي سابقا؟".
-جلس الأب على الأريكة مشيرا لها بالجلوس وقال:" إنها ليست بمزحة، إنه حقا زوجك المستقبلي، اسمه تشارلز و عمره تسعة و عشرين عاما، كما يعد شريكي الجديد في مشروعنا الذي نعمل على تطويره، هو مهندس طيران..

أنت تقرأ
يا ليتني التقيتُك سابقا
Romance"وجدت أجزاء مني لم أكن أعلم بوجودها وفيك .. وجدت حبًا لم أعد أؤمن أنه حقيقي. لقد ضللت طريقي ... طوال الطريق إليك .. وفيك وجدت كل شيء طريق العودة إليّ ".