(2)

136 12 0
                                    

ذعر جوزيف لوجود بهار مغمى عليها، لم يدر ما يفعله فأخذوا يحاولون إيقاظها، فانتبهت إيلا و قامت بإخراج زجاجة عطر من حقيبتها علها تنفع هذه المرة، أخذتها و قربتها من أنفها لتستيقظ أخيرا بعد محاولات.
أخذت نفسا عميقا ثم قالت:" الشكر لله أنها استيقظت"

قال جوزيف بعد تجاوزه نوبة هلع و قلق كانت بادية فقط على وجهه:" هل فقدتي صوابك؟ لماذا تتصرفين هكذا و تضورين نفسك جوعا؟"

ردت بهار بصوت تعب:" أريد الذهاب للمنزل من فضلك، طرأ أمر عاجل...يجب علي الذهاب حالا".

التفت جوزيف الى صديقيه قائلا:" لا تقلقا.. يمكنكما الذهاب الى موعدكما سأوصلها للمنزل و ألحق بكما".

قال آدم:" لا بأس يا صديقي نحن هنا".

لتنهض بهار ثم تابعت:" لا لا، يجدر بكم الذهاب، سيوصلني فقط، لا يجب أن تتأخرا".

قالت إيلا:"إذا عندما تصلين اتصلي بي لكي أطمئن، ستجدين رقمي عند جوزيف".

التفت جوزيف لبهار وقال:" اذا أين تقطنين؟"

ردت:" لنركب السيارة أولا، ثم سأدلك على الطريق".

ركبا السيارة وقامت بإرشاده الطريق، كانت رحلة سير مدتها حوالي ساعة و نصف، قاما بالدردشة في غضون هذا الوقت، لكنه لاحظ علامات الحزن على وجهها و حاول أن يسألها لكنه يعلم في صميم قلبه أنه سيتجاوز الحد و ستبتعد عنه لأنها أصبحت حبه لحظة التقائها و تجرئها و ثقتها بنفسها.
بعد لحظات وصلا لشارع لكنها اوقفت عند بداية هذا الشارع قائلة:" توقف هنا فقط سأكمل مشيا، ذلك هو منزلي الذي في الزاوية".

أطال النظر فيها ثم قال بنبرة مريبة:" هذا غريب..."

تسائلت:" ما الغريب؟"

رد مبتسما:" يبدو أننا جيران يا ثعلبة؟"

قالت متعجبة:" ماذا؟"

أجاب:" أجل، يبعد منزلي عن منزلك ببضعة منازل أخرى فقط".

ابتسمت:" اذا عمت مساءا يا جاري".

بعد ابتسامة يملأها الحزن، توجهت بهار إلى منزلها متسائلة ما إذا كان والدها رفيق دربها يمزح أو أنه خانها أعظم خيانة.
وصلت و قامت بإخراج المفاتيح من حقيبتها، ثم توجهت إلى غرفة المعيشة أين وجدت والدها ينتظرها بفارغ الصبر ترمقه نظرة غضب غير واضح ما سببها..

-صاح عليها غاضبا:" لماذا تأخرت عن موعدك؟"

-لم تعره اهتماما لصراخه و أجابته بصوت منخفض:" كان لدي مشروع وجب علي مناقشته مع زملائي الجدد، أتيت فور انتهائي".

-ثم تابعت:" هل يمكنني معرفة سبب المزحة السيئة التي أرسلتها إلي سابقا؟".

-جلس الأب على الأريكة مشيرا لها بالجلوس وقال:" إنها ليست بمزحة، إنه حقا زوجك المستقبلي، اسمه  تشارلز و عمره تسعة و عشرين عاما، كما يعد شريكي الجديد في مشروعنا الذي نعمل على تطويره، هو مهندس طيران..

يا ليتني التقيتُك سابقاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن