إنتحب جونغكوك دافِناً وجهه في الوسادة لكتم الصرخة الحادّة، الفراشات المُرفرِفة تُحلّق أسفل معدتِه وتدفعه لحافّة الجنون. إستدار الفتى بجسده على السرير وضحك على سلوكِه، يشعُر وكأن بإمكانه التنفّس أخيراً. كان يتصرّف كالطِفل، أجل، لكِن للمرة الاولى مُنذ أن توفّى والِديه هو لَم يهتمّ إن كان كذلك. هو يشعُر بالسعادة. ولوقتٍ طويلٍ للغاية كان جونغكوك قد نسى ماهيّة ذلِك الشعور.تخلّلت أصابع الفتى خصلاتِه الغُرابية وبلّل شفتيّه، يتسائل ما إن كان حارِس الأرض يشعُر بنفس الطريقة التي يفعل بها هو. ما إن كان تايهيونغ يُفكّر به في هذه اللّحظة بينما كان يهتمّ بمُشكلتِه الصغيرة. إنكمش أنف الفتى الصغير، يُقهقه مُجدداً لذلك الإحتمال.
لكان الأمر أكثر ترجيحاً إن كان الرجُل يُفكّر بمُديرِه وهو يفعلها، لأن كِلاهُما عاشِقان مهما حاول تايهيونغ إنكار ذلِك. لَم ينتميا لبعضهما الآخر ولكِنهما يهتمّان لبعضهما كثيراً، وجونغكوك كان يعلم أنّهما يتشاركان رابِطاً لن يستطيع هو مُنافسته يوماً.
تنهد الفتى لإدراكِه كم كان تايهيونغ رجُلاً يتمتّع بالحُريّة حقاً. لقد كان لديه الكثير من الحُب والإهتمام لإعطائِه وإنفاقِه على شخصٍ واحِد فحسب. من المُستحيل أن يكون خاصّة جونغكوك لوحدِه. فقط لأنهما تشاركا قُبلةً لا يعني أنه لَم يعُد مع جيمين بعد الآن. بسرّية، لَم يكُن لديه أيّ رغبةٍ في الفصل بين الرجُلين. نعم، الطريقة التي كانا يلمِسان بها أحدهُما الآخر جعلته يغار قليلاً، ولكِن هذا لا يعني أنه أراد منهما التوقّف عن فعل ذلِك.
في الحقيقة أحبّ جونغكوك رؤيتهما معاً إلى حدٍ ما... فقد جعلاه يحمرّ خجلاً.هزّ جونغكوك رأسه وتنهد مُجدداً ليجلِس بإستقامة ويرمي بعيداً كُل أفكارِه وعواطفِه المُعقدة للغاية.
هُناك وظيفةٌ عليه القيام بها، وبما أنّ تايهيونغ قام بإحضار جميع القطع التي إحتاجها، بإمكانِه البدء أخيراً.
كانت ساعة جيبِ جيمين تستلقي وحيدةً ومهجورةً على طاولتِه وكان الفتى مسروراً لكونه قادِراً على بدء إصلاح الأشياء التي كانت مكسورةً أخيراً.
بالتأكيد لن يكون من الصعب إكتشاف المُشكلة، أليس كذلك؟
---
"اللّعنة!" شتم الفتى الغُرابي بينما إستمر بالتحديق بساعة الجيب أملاً بأن تُفتح.
نظر عبر نظّارات والِده القديمة التي إرتاحت على أرنبة أنفِه الصغير بينما إستخدم المُعدات التي جلبها تايهيونغ له، ولكِن جميعها كانت بدون فائدة.
كان جونغكوك قد أمضى ساعاتٍ بالفِعل محاولاً فتح الشيء وكان على وشك الإستسلام بِضع مراتٍ حتى. كان من المُفترض أن يكون هذا هو الجزء الأسهل من العملية! كان الأمر وكأن الغرض كان قد ذاب ليُغلق بإحكامٍ هكذا حتى أن مُعداتِه لَم تنفع.
YOU ARE READING
BROKEN CLOCKS || VMK (مترجمة)
أدب الهواةبعد موتِ والديّه عام 1917، يجِد جيـون جونغكوك نفسه يقبل وظيفة كبير الخدَم للوريثِ الثريّ لأحد أغنى البنوك في البلاد، بـارك جيمين. >> ڤيمينكوك، جيكوك، تايكوك، ڤيمين، نامجين، يونسوك. {الرواية مُترجمة} حقوق الكِتابة تعود للكاتبة اللّطيفة @Koyasmom💫💛.