ديجور وهيرو بلدان يفصلهما الليل والنهار، تعيش نورسين وعائلتها في ظلام ليل ديجور بسبب الطفرة التي يحملونها في جيناتهم مثلهم مثل أي فرد آخر من شعب ديجور، تلك الطفرة القاتلة التي جعلت أجسادهم تتحسس لأشعة الشمس بشكل كبير، فاضطرت حكومات العالم إلى فصل المصابين عن غير المصابين كونها طفرة سائدة على المستوى الجيني أي أنها تتنقل تلقائيا إلى الأبناء وإن كان أحد الأبوين غير مصابا، وبشرائح زرعت في أدمغتهم جميعا جعلت لكل شعب وقتا معينا للنوم لا يستطيع الاستيقاظ خلاله فصلت حياة المصابين عن غير المصابين.
تملك نورسين أخا من ذوي الصفات المتنحية وهي نادرة الظهور، وإن حدث وظهرت في عائلة ما فسيتم فصل الطفل عن عائلته ليعيش في هيرو -البلد النهاري- آنزا أخوها الذي عاش طيلة العشرين سنة الماضية في دار لرعاية ذوي الصفات المتنحية قرر فجأة العودة إلى عائلته والعيش معهم وهو الحق الذي تمنحه الحكومة لأمثاله إثر بلوغهم عشرين سنة، فإما يستمرون بالعيش مع أقرانهم وإما يعودون للعيش في منازل عائلاتهم وإن كانوا غير قادرين على التواصل معهم.
اشترت نورسين كاميرا لتجعلها حلقة الوصل بينهم وبين أخيها في البلد الآخر، صورت له حياتها وحياة عائلتها لكنه رفض التواصل معهم وتوقف عن مشاهدة فيديوهاتهم بعد فترة قصيرة مما أثار فضول نورسين اتجاه حياته أكثر فكلفت توناروز صديقتها من البلد الآخر بمهمة مراقبة آنزا محاولة معرفة معلومات أكثر عن أخيها. استجابت لها توناروز وقام آنزا بكشفها فاضطرت إلى إخبار صديقه راني بكل شيء هذا الأخير الذي تعاطف معهم وأرسل إليهم صورة لأنزا. لم يخبر راني صديقه بالحقيقة محاولا معرفة السبب الذي قد يجعل آنزا يتصرف كذلك مع عائلته لكن آنزا كان كتوما ولم يخبره بالسبب وانفعل مع كثرة أسئلته عندما زاره راني في منزله فاضطر راني إلى مغادرة المنزل بخيبة أمل وازداد شعوره بالندم لما فعله بصديقه من ورائه وهو يعلم بانه يكره ذلك، فقرر راني بعدها إخبار آنزا بكل شيء يوم دعاه في عطلة نهاية الأسبوع إلى ذلك المطعم بالقرب من مكان عمله. أخبره الحقيقة فصعق آنزا لسماعها وهو الذي كان يثق في راني بشكل كبير. أخذت أطرافه ترتجف ووجهه يتعرق ثم سرعان ما غادر المكان محاولا قدر الإمكان إظهار أنه على ما يرام أمام راني. فشل في ذلك، فتبعه راني محاولا الاطمئنان عليه ليجده في حالة يرثى لها وسقط أرضا يرتجف ويتألم ممسكا بمعدته. كان واضحا أنه مريض فأراد راني الاتصال بالإسعاف لكن آنزا منعه من ذلك وطلب منه الاتصال بآخر رقم في قائمة هاتفه. كان ذلك الطبيب رافي الذي اتصل به راني لياتي مسرعا مع سيارة الاسعاف ويأخذ آنزا إلى المشفى تاركا راني في زوبعة من التساؤلات. لم ينتظر راني كثيرا ليلحق بآنزا في المشفى فوجده مستلق مع ذلك المحلول المغذي الذي ربط بذراعه. لم يتحدثا كثيرا فقد بدا أن آنزا لا يزال غاضبا منه مما فعله. قام راني بحظر حساب توناروز أمامه حتى يثبت له بأنه لن يتصل بها مجددا ثم غادر المكان، سأل الطبيب عن حالة آنزا فطمأنه بأنه سيكون بخير دون أن يخبره بالحقيقة.
في اليوم الموالي وجد راني آنزا في مكانه في قاعة المحاضرة فاطمان قلبه كونه بخير لكنه لم يجرؤ على الحديث معه وبعد مغادرة آنزا للمكان هم راني بالمغادرة ايضا لتقابله توناروز مجددا. كانت تحمل رسالة من نورسين تقول فيها أن آنزا اختفى من المنزل وهي قلقة بشأنه، طمأنها راني وأخبرها بانه اضطر للمبيت خارجا لكنه سيعود قريبا. لكن آنزا كان له رأي آخر، ظهر أمامهما وقد أمسك بهما مجددا، حاول راني الدفاع عن نفسه لكنه لم يترك له مجالا لذلك فتدخلت توناروز وأخبرته عن سبب قدومها ليطلب منها آنزا قبل مغادرته إخبار عائلته بأنه لن يعود إليهم مجددا وتعلل بان منزلهم بعيد جدا عن الجامعة وعن مكان عمله ولهذا قرر الانتقال.
غادر آنزا بعدها وحاول راني اللحاق به لكنه لم يجده كونه ركب سيارة أحدهم وذهب معه إلى مكان مجهول.
أنت تقرأ
بين الليل و النهار ثانية
Science Fictionفي مستقبل بعيد.. لا نعلم تاريخه.. يعيش البشر حياة لم تخطر على بالهم من قبل.. لا يمكنني تخيل تفاصيلها في واقعنا الآن.. و لا أظنك قد تفعل ذلك.. فتاة الليل، وفتى النهار، تربطهما علاقة غريبة شوهتها الحدود لتمنع اتصالهما بطريقة بدت مخيفة.. إلى أن يغير ا...