الفصل العاشر : لا أستطيع

30 1 2
                                    


- هل يمكنني مقابلة الدكتور رافي؟

- هل لديك موعد معه؟

- لا.. لكني أحتاجه في أمر خاص..

- لحظة من فضلك سأتصل به.. هلا أخبرتني باسمك لأعلمه..ِ

- راني.. راني فقط وسيعرفني..

أومأت برأسها وأخذت تتصل وهي تثبت نظرها على الشاشة أمامها. لحظات قليلة مرت على ذلك لتتحدث بعدها بعد أن أجابها من الجهة الأخرى. صمتت بعد كلامها ذاك ثم تمتمت شاكرة وأغلقت الخط.

- إنه في مكتبه.. الغرفة رقم 201 في الجناح الرابع.. يمكنك مقابلته هناك..

- شكرا جزيلا..

التفت بعدها وسار متوجها إلى حيث أشارت له موظفة الاستقبال لذلك المستشفى الضخم. سارع خطواته وأصبح يهرول في مشيته وكأن أمر لقائه أصبح مستعجلا. لم يحاول ترتيب كلماته هذه المرة وقد غلبته مشاعره المختلطة تلك. كان يدرك أنها ستتحدث من تلقاء نفسها دون حاجة لترتيب مسبق.

وصل إلى الغرفة المقصودة -201- نظر إليها بعمق وهو يشعر بضربات قلبه تبلغ أقصاها. لم يكن واثقا إن كان يشعر بالتوتر حقا أم أن سرعة مشيته تلك هي السبب في ارتفاعها بذلك الشكل. أخذ نفسا عميقا بعدها ثم طرق على بابها طرقات خفيفة.
وماهي إلا لحظات حتى فتح الباب أمامه ليظهر من خلفه الدكتور رافي وعلى وجهه ابتسامة هادئة.

كان رجلا طويل القامة عريض الكتفين. شعره القصير المسرح للخلف بأناقة قد تمكن منه الشيب بشكل كبير لولا تلك الشعيرات السوداء التي تتخلله لتمنحه لونا رماديا أكسبه وقارا مع تقاسيم وجهه الهادئة والبشوشة التي جعلت له هالته الخاصة.
استطاع راني لحظتها ولأول مرة أن يلاحظ ذلك. تأمل تفاصيل وجهه لأجزاء من الثانية حين نظر إليه ببشاشة، قبل أن يبتعد فاسحا له المجال للدخول وهو يقول مرحبا:

- أهلا بك راني.. تفضل بالدخول..

كان بمثل طوله تقريبا، تجاوزه ببضع سنتيمترات فقط. دخل راني إلى مكتبه وقد لاحظ كمية تلك الأوراق المتناثرة على طاولة المكتب بشكل جعله يدرك أنه كان يراجعها قبل دخوله.

- أعتذر على مقاطعتك دكتور.. يبدو أنك مشغول للغاية..

أشار له الدكتور رافي ليجلس على الكرسي المقابل لمكتبه وهو يتجه نحو مقعده قائلا:

- لا بأس.. فمثل هذه الانشغالات لا تنتهي أبدا..

رفع نظره إلى راني بعد أن استوى في جلسته وأخذ يتفحص ملامحه المرتبكة بعينيه الهادئتين. شعره الأسود الكثيف بدا له فوضويا وكأنه نسي تسريحه قبل قدومه. عيناه الزمرديتان الواسعتان قد ضاقتا بشكل كبير وهو يثبتهما على سطح مكتبه. لم يخلع معطفه الصوفي بالرغم من دفء المكان في الداخل. كان واضحا له أنه يشتعل داخليا وقد بات شبه واثق من الموضوع الذي جلبه إلى هنا بحالة كهذه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بين الليل و النهار ثانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن