الفصل الثامن : خيانة

48 4 23
                                    


كان الجو باردا في ذلك الصباح الغائم. شد آنزا على معطفه بقوة وهو ينظر إلى المطعم أمامه ثم دخل ووقف لثوان محاولا إيجاد راني من بين كل تلك الحشود المتفرقة. لمحه من بعيد يلوح له بيده فاتجه إليه وقد ارتبك للحظات تذكر خلالها موقف البارحة. جلس يقابله ثم خلع معطفه دون أن ينبس بكلمة.

- لماذا تأخرت؟! لقد انتظرتك طويلا..

رمقه آنزا بابتسامة وقد شعر بالراحة لكلامه ثم قال محاولا أن يبدو على طبيعته هو الآخر:

- لا تبالغ راني فقد تأخرت عنك عشر دقائق فقط.. لقد كان الطريق مزدحما اليوم لذلك تأخرت الحافلة..

- لا بأس لقد سامحتك..

علق راني مبتسما ليصمت آنزا لثوان ثم يقول:

- هل طلبت شيئا ؟

- نعم.. طلبت لكلينا.. لا زلت أعرف ما تفضل تناوله على الفطور..

- الأرز بالبيض!!

- نعم.. صحيح..

ضحك راني وابتسم آنزا ثم ساد صمت مرير بينهما للحظات. لم يكن آنزا ليجرأ على فتح الموضوع بنفسه بعد أن شعر أن راني مدين له بسبب تصرفه الفظ معه البارحة. أما راني فقد كان يخشى فتحه خوفا من ردة فعله، فأخذ يتماطل في ذلك ويفتح مواضيع لا معنى لها تهربا منه.

بعد لحظات قليلة وصلت فيها أطباقهما نطق راني وقد تشجع بصوت صافٍ:

إذن آنزا.. هل تريد معرفة من تكون نور؟!

رمقه آنزا متفاجئا لدخوله في الموضوع مباشرة ثم قال بتساؤل:

- نعم أكيد.. لكن قبل ذلك.. أخبرني.. لِم قررت فجأة إخباري بينما لا يزال معك يوم كامل قبل الموعد الذي حددته لك حينها؟!

ابتسم راني ثم أجاب:

- لا بأس.. لم تعد هناك أي فائدة من الانتظار أكثر.. فالنتيجة واحدة الآن..

- إذن.. من تكون نور هذه ولِم هي مهتمة بي هكذا؟

أخفض راني بصره إلى طبقه الساخن على الطاولة ثم قال محافظا على ابتسامته:

- في الحقيقة.. اسمها ليس نور..

استغرب آنزا لكلامه كما استغرب لملامحه المترددة. قطب حاجبيه ثم قال مسنتكرا:

- مالذي تقصده؟! هل كذبت بشأن اسمها يومها؟!

- لا ليس كذلك.. في الحقيقة جزء من اسمها هو نور بالفعل.. لكني أخفيت عنك الجزء الآخر..ِ

رفع نظره ببطء ليشاهد تأثير كلامه على وجه آنزا. هذا الأخير الذي بدت الحيرة واضحة عليه من كلام راني.

- مالذي تقوله راني.. لا تتحدث بالألغاز.. ماهو اسمها الكامل إذن ؟!

تنهد راني بقوة مما جعل آنزا يرمقه باستغراب. قال بعدها مثبتا نظره على آنزا:

بين الليل و النهار ثانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن