#لماذا_أنا
#NORA_SAADنعود مرة أخرى للمطعم، حيث وصلت مليكة كان غيث يجلس بوجه شاحب وعيون حمراء مثل كاسات من الدماء، جلست أمامه وسألته بلهفه: في أيه يا غيث؟ مالك؟ ومال عينك حمرة كده ليه؟
وكأنها هكذا أعطت له الصراح ليبكي، ظل يبكي ويتنحب مثل الطفل الذي فقد أمه للتو، ولأول مرة يسمح أن تتساقط دموعه أمام أحد، حاولت في تهدئته بكل الطرق ولكنها فشلت، حضنت يده بكف يدها وجعلته يفرغ كل طاقته في البُكى، أخيرًا بعد وقت ليس بالقليل هدأ من نوبة البكاء هذا، أقتربت منه وجفتت له دموعه بأناملها ثم تسألت بهدوء: ممكن أفهم بقى في أيه؟
مسك كف يدها وقبلّها بهدوء ثم أخد نفس وبدأ يقُص عليها كل شيء حدث منذ دخوله المنزل حتى الأن، أنتهى من قَصّ ما حدث ولحقها بسؤال: أعمل أيه يا مليكة؟
كانت تنظر له بصدمة وعدم أستوعاب لكل ما حدث، فَكيف في ساعات محدودة هكذا ينقلب كل شيء رأسًا على عقب هكذا! نظرت له وعلامات الصدمة تسيطر على ملامحها وقالت: أزاي اللي أنت بتقوله دَ! وأزاي أمجد يصدق الهبل اللي أتقال دَ؟! وليه مايا تعمل حاجة مقرفه زي دِ؟ هتستفاد أيه؟!
ماذا يقول؟ هل يفضح أمره ويفصح عن حب مرات أخيه له؟ بالتأكيد لا، نفض الفكرة من رأسه سريعًا وهتف بحنق: معرفش يا مليكة معرفش، المهم أعمل أيه دلوقت؟ أنا قاعد في الشارع.
صمتت لثواني ثم هتفت سريعًا: أول حاجة أنت لازم تكلم بباك وتفهمه كل اللي حصل قبل ما أمجد يتصل بي.
هز رأسه موافقًا لرأيها، خرج هاتفه وسارع بطلب والده، ثواني وجاءه الرد من الجهة الأخرى؛ فكان صوت والده الذي هتف فور فتح المكالمة.
-وكمان ليك عين تتصل بيا! أنت أيه بجح؟
لم يتمالك غيث نفسه، فهتف محاولًا الدفاع عن نفسه: بابا أنت بجد صدقت أمجد؟ بجد صدقت التخريف اللي قاله ليك!
صاح الأخر بغضب: أخرس، أمجد دَ طلع ضفره برقبتك على الأقل مش وسخ زيك، طول عمري مديك الأمان وبفضلك عن أخوك في كل حاجة ودِ تكون النتيجة! أسمع أنت من أنهاردة ولا أبني ولا أعرفك، وأنسى التوكيل اللي كنت عملهولك دَ خالص، ورجلك متعتبش الشريكات تاني أنت فاهم؟ مش كفاية مش مكسوف من ربنا بعد اللي عمله فيك كمان بتغضبه وعايز تغتصب مرات أخوك، يشيخ اتفو على دِ تربية.
كان مُكبر الصوت يعمل ومليكة تستمع كل حرف يُقال، كان الصمت هو الذي يسيطر على المكان، فَريد المنشاوي نهى حديثه وأغلق الهاتف في وجهه، والأخر أستقبل كلمات والده كأسهم حارقه، لم يدراى ماذا يفعل، ماذا يقول، هل ذلك حقًا النهاية؟ والده غاضب عنه ومُتهم بجريمة ليس له يد فيها من الأساس! خانته عيناه وترقرقت بالدموع، كانت مليكة تراقب ملامحه بصمت، زحفت بيدها لكي تحضن يده لكنه سحبها فورًا وهتف بقتضاب: أمشي يا مليكة بعد أذنك، قومي روحي.
-أسمع بس هت..
قاطعها بحده: بعد أذنك يا مليكة.
لم تعلم ماذا تفعل، صمتت للحظات ثم سحبت حقيبتها وغادرت المكان، كان يتنفس بعنف، وصدره يعلى ويهبط بعنف، وعروقه بارزة تكاد أن تنفجر، دقائق مَرت عليه هكذا حتى هدأ قليلًا، خرج الهاتف وأجرى مكالكة لصديقة عُدي، لكي يخبره أنه يريد أن يستضيفه في بيته لبعض الأيام، رحب بهِ كثيرًا، شكره بأمتنان وأخبره أنه في طريقه إليه، أغلق المكالمة ثم حرك كرسيه وغادر المكان.
أنت تقرأ
لماذا أنا
Mystery / Thrillerبطلنا ولا وسيم ولا صاحب أكبر شركة في الوطن العربي، بطلنا شاب بسيط، هو دراع بباه اليمين، هو اللي ماسك كل شغله وهو اللي بيدير كل حاجة، وفاجأة وبدون أي مقدمات، بقى عاجز! بقى مشلول واللي متحكم فيه كرسي بعجل! وعايش مع أخوه ومراته، أخوه اللي بيغِير منه لأ...