الفصل الرابع

310 98 18
                                    

الخطوة الأولى في طريقها لتحقيق أحلامها كان لها طعم لذيذ أثار فيها رعشة سعادة تخللتها بعض الدموع وهي بالكاد تصدق انها انطلقت أخيراً بعيداً عن قيود مدينتها الدامسة ..

صوت انهيوك وهو يتساءل في عجب أخرجها من نشوة السعادة عندما تحدث : ما بكِ ؛ هل بدأتِ تشعرين بالخطر وتفكرين بالعودة ؟!

مسحت دموعها العالقة بأهدابها قبل ان تطلق ضحكة واسعة لتركض أمامهما وتتقافز بسعادة كما لو انها فراشة متباهية بألوانها في حقل من الزهور : هل جننت ؛ لم أشعر بمثل هذه السعادة من قبل في حياتي !
ما الذي سيعيدني لذلك المكان البائس بعد ان وصلت الى هنا أخيراً ؛ أشعر انني طائر حر الجناحين بعد حبس طويل !!!

لم تنتظر الاصغاء لرأية وأخذت تتلمس العشب الناعم الندي بسعادة ثم تقفز الى أغصان الأشجار تداعب الطيور في اعشاشها بمرح
واخيراً نزلت أرضاً من جديد وفردت ذراعيها بسعادة وهي تدور في مكانها متكلمة بهيام : العالم يفتح لي ابوابه على وسعها أخيراً ولكم أشعر برغبة في ضمه حتى الشبع ..!

ضحك انهيوك مقهقهاً بقوة على تصرفاتها الطفولية العابثة بعد ان ضمت جسدها بنهاية كلماتها كما لو انها تضم ذلك العالم الذي تتحدث عنه الا ان صوت دونغهي البارد أعادها من خيالها الواسع الى الواقع عندما تحدث : أخشى ان أحد التنانين هو ما سيضمك الى وجبة عشائه اذا استمريتِ على هذا الحال ..!

نفخت خديها بشكل ظريف متذمرة من فرط بروده وهي تتقدمهم بخطواتها ليدخلوا متعمقين أكثر داخل الغابة
لكن التزامها الصمت لوقت طويل أشبه بمعجزة مستحيلة فعادت الى بديهتها بسرعة وهي تهتف بحماس : لماذا لا نسرع من تقدمنا لنتمكن من اللحاق باخوتي ؛ مع تقدمنا البطيء هذا سنتأخر كثيراً !

حرك انهيوك رأسه نافياً : اذا سارعنا بتقدمنا فسنلفت انتباه التنانين لمكاننا

تدخل دونغهي مضيفاً بعدما قرأ في أفكارها من تساؤلات : للتنانين بصر ضعيف يمنعها من الرؤية جيداً وخاصة في الظلام ؛ إلا انها تمتلك حاسة سمع قوية في المقابل تمكنها من سماع الاصوات الخافتة وادراك مكان خصمها بسهولة اعتماداً على الضوضاء التي تخلفها الحركة

حركت رأسها متفهمة بحرج : أجل لقد أخبرني ريووك بذلك من قبل ؛ لا اعلم كيف نسيت ذلك !

تجاهلها بدوره وهو يتقدمها كما فعل انهيوك من بعده فتابعت سيرها بصمت تحاول استذكار كل ما تعلمته عن التنانين من قبل حتى تتمكن من النجاة من بطشها وهي في أرضها الان ..
ورغم ذلك لم تترك مخاوفها وحذرها يمنعانها من الاستمتاع بكل لحظة تمضيها داخل الغابة الجميلة بكل تفاصيلها

" اللؤلؤة السوداء " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن