في أحد تلك التجاويف الملحية ذات المسارات المختلفة ؛ عند ايفا وهيتشول اللذين كانا يسيران بهدوء لساعات لا تحصى دون العثور على سبيل للخروج او دليل يجمعهما برفاقهما
بدأ التعب والجوع يسيطران عليهما فتوقفت ايفا عن التقدم وجثت أرضاً تاركة خصلات شعرها الذهبية تنحدر على وجهها وتغطيه مما جعل من الصعب على هيتشول فهم تعابيرهاتساءل بشيء من القلق : هل هناك خطب ما ؟
حركت رأسها نافية بيأس : لا يمكنني متابعة السير هكذا اكثر ؛ اشعر كما لو انني في صحراء قاحلة ابحث عن سراب لا وجود له !
زفر انفاسه بضيق وهو ينظر في المكان يكاد اليأس يسيطر عليه أيضاً ؛ ومع ذلك الصمت الذي حل في المكان بينما كان يفكر بما عليه فعله تهادى الى مسامعه صوت حسيس خفيف
ضيق عينيه بريبة واشار لها بالتزام الصمت وهو يحاول الاصغاء أكثر لذلك الصوت فكان الهدوء المريب رداً على انصاتههمست ايفا باستفهام : ما الأمر ؛ هل تسمع شيئاً ؟
اشار بالايجاب وهو يتقدم للأمام بحذر فتبعته بسرعة ؛ دقائق من السير البطيء حتى وصلا الى نهاية مسدودة
كما لو انها نهاية ذلك الكهف الملحي مسدودة بأطنان من الملح الحجري مما جعل الدموع تتجمع في مقلتي ايفا وهي تهمس بضياع : نهاية مسدودة ؛ لا يوجد مخرج لهذا المكان !صك هيتشول اسنانه بغضب وتقدم نحو الصخور الملحية يتلمسها قبل ان يهمس على امل : لعلنا نتمكن من فتح طريق عبر هذه الصخور الملحية !
أضاف وهو يستل سيفه مستعداً لضرب الجدار : تراجعي للخلف قليلاً
بدون ان تنطق بحرف تراجعت عدة خطوات لعله يخلق لهما مخرجاً ؛ وبالفعل ضرب الحائط بكل قوته لكنه لم يتمكن سوى من احداث شق صغير فيه
ابعد سيفه بغضب وعاد ليلكم الجدار بقبضته عدة مرات لعله يفتح فيه فجوة بدون فائدة حتى بدأت يداه تنزفان .تقدمت منه ايفا لتمسكه من كتفه تمنعه من الاستمرار واشارت له نافيه : لا جدوى من ذلك ؛ انه اكثر صلابة مما نعتقد ، انت تؤذي نفسك فحسب ..
مع نهاية كلماتها أخرجت بعض الضمادات من حقيبة ظهرها فزفر انفاسه بحنق وهو يراها تضمد يديه الدامية
لكن ملامحه سرعان ما ارتخت وهو يسمع ذلك الصوت من جديد بشكل أقوى جعل ايفا تتوقف عما تفعله وهي تنظر حولها مصغية بقلق : ما هذا الصوت ؟؟اشار نافياً معلناً انه لا يعلم ثم رفع نظره للأعلى لتتسع عينيه بذهول وهو يرى أسراباً لا تحصى من الخفافيش ذات اللون الأبيض تتعلق بالسقف مصدرة ذلك الصوت
تراجع بخطواته للوراء ساحباً ايفا معه دون ان ينطق بحرف مما اذهلها فتساءلت بعجب : ما الأمر ؟
أنت تقرأ
" اللؤلؤة السوداء "
Fanfictionكقطرة من ندى شفيف لا تعلم من اين اتت ولا الى اين مصيرها .. ! لا تعلم ان كانت احد قطرات المطر التي لفظها السحاب ؛ ام انها خلقت من اوراق الأشجار وطردت من لحائها حالما سئمتها .. هكذا انا .. وحيد .. تائه .. عالمي يضيق بي وداخلي فارغ كزجاجة خاوية...