الفصل الثالث عشر

336 95 25
                                    

همس بصوت دافئ مثير : هل ستدفعينني اذا قبلتكِ الان ..؟

اتسعت نظراتها في ذهول على وقع كلماته وكرد فعل عفوي زمت شفتيها تحت انامله
لكنه لم يجد في ذلك رداً كافياً ليردع جنون هواه ؛ اقترب بكتلة جسده منها لاغياً كل المسافات ولم يجد منها نفوراً
بطرف سبابته فك حصارها التعسفي على شفتيها فأرخت كل دفاعاتها توهاناً بأنفاسه التي هاجمت مدار انفاسها وتحت وقع لمسته الرقيقة تلك
لم تعلم كيف حط بشفتيه على شفتيها ؛ او كيف تداخلت انفاسهما وتعانقت حواسهما بذلك القدر الشهي .....

لم تعلم كيف فقدت الشعور بكل أطرافها ؛ ولا كيف أخذها بعيداً فوق جاذبية الأرض الى مدارات فضائه الواسع بذلك التلامس اللطيف حتى بدأ يتعمق بشفتيها أكثر
متلذذاً بقبلاتها الشهية ؛ بطعم انفاسها الزكية ، تنعم بحرارة ذلك اللقاء الباذخ وانصهر بفتيل شبق طاف في كل وريد من جسده ..

وبدون وعي منها ارخت يدها التي كانت تغطي عينيه واحتوت وجهه بكفيها منغمسة بذلك اللقاء العشقي وهي تدفع بجسدها أعمق في حضن رجولته الفاتنه
ثم نزلت اناملها بعبثية الى عنقه تغازله متلمسة برودة بشرته الشاحبة وهي تبادله قبلاته الحارقة ثملة بنبيذها
بينما احاط خصرها بذراعه القوية وشدها اليه بكل قوته متمسكاً بها كأنها سراب قد يتلاشى اذا ما تركها تنسل من بين يديه ..

لحظات باذخة الجمال ابتعدا فيها عن قوانين هذا الكون وتخلفا عن دقائقه وساعاته كأنهما في عالمٍ اخر موازي لا يشوبه خوف او تردد
وبعد ذلك التوهان الشهي فصل شفتيهما بقدر بسيط مكتفياً بأنفاسها المتسارعة هواءاً يشبع رئتيه
فمالت كل الميل اليه لتدفن وجهها في عنقه وتخفي عنه ما يدور في عقلها من ضوضاء كلها تحوم حوله ..

همست في ضياع : أشعر انني على وشك السقوط .. كأنني فقدت اتزاني !

شد ذراعه اكثر حول وسطها متلمساً نعومة بشرتها الثلجية عند خصرها منتشياً بلمسة انفاسها الباردة على عنقه واجاب بصوته العميق : لن ادعكِ تسقطين أبداً ؛ سأحميكِ بروحي وجسدي الى الأبد ..

ازداد ثقل أنفاسها بعكس كتلة جسدها التي تشعر بها أخف من الريشة في حمى جسده الجبار وداخل محيط صدره الواسع
لم تجد من الكلمات ما قد يسعفها ليصف شعورها ، لم تعلم كيف تتصرف او ماذا يجب عليها ان تقول
فوجدت ان الهرب خير مسعف لها امام فوضى مشاعرها وجنون لقائهما الحميمي الذي نشب دون سابق انذار !

اخرجت نفسها من حضنه متراجعة بخطواتها الى الخلف وهربت بنظراتها بعيداً عن مدى رؤيته متلعثمة : لنعد الى البقية قبل ان يلاحضوا غيابنا ...

اوقفها بكفه التي امتدت الى يمين خدها بلمسة حب زادت من تورد وجنتيها عندما رفع رأسها قليلاً لتواجه ملامحه بثبات متكلماً : لا تتلعثمي خجلاً ولا تتهربي خوفاً ؛ قولي احبكَ فإن شعورنا الان بلا مرسى ..!

" اللؤلؤة السوداء " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن